أكد ا الرئيس محمد ولد الغزواني الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي تعويل الاتحاد كثيرا في تحقيق مطلبه بالحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي على دعم مجموعة "بريكس"، والجنوب العالمي عموما.
مؤهلات إفريقيا لذلك كثيرة فهي تمثل 28% من أعضاء المنظومة الأممية بـ 54 دولة من أصل 193 دولة وهي ثاني أكبر قارة من حيث السكان، بينما تمتلك قارة أوروبا التي لا تُمثل سوى 10% من سكان العالم نصف عدد المقاعد الدائمة.
كما تتمتع القارة الإفريقية بأهمية الجيوستراتيجية وتزخر بمقدرات كثيرة وتهمين قضاياها من صراعات وغيرها على أجندة مجلس الأمن .
إن مطالبة إفريقيا بمقعدين دائمين في مجلس الأمن له مبررات عديدة منها:
ــ ظهورأزمات جديدة بالقارة تتطلب اتخاذ قرارات أممية كالتغير المناخي وأزمات اللاجئين وانعدام الأمن الغذائي مما يهدد السلم الدولي في حالة عدم التعاون على التصدي لتلك المشاكل؛
ــ الاخفاق المتكرر لمجلس الأمن في حل قضايا القارة يؤكد الحاجة الماسة لإصلاح الأمم المتحدة وتمثيل إفريقيا في مجلس الأمن لإشراكها في تصور ومعالجة حلول مشاكل القارة بشكل مباشر؛
ــ لم تمثل الدول الإفريقية في مجلس الأمن لأن الهيئة الدولية تأسست ومعظم هذه الدول تحت نير الاستعمار، وميثاق المنظمة أنشأ في 1945 تسلسلات هرمية مؤسسية تحابي القوى العظمى من خلال العضوية الدائمة في مجلس الأمن، ولا تراعي ضرورة وجود ممثل عن إفريقيا أكثر دراية بمشاكلها وتصور الحلول؛
ــ وضع الدول الدائمة العضوية لمصالحها فوق هدف المنظمة الدولية (الحفاظ على السلم والتنمية في العالم) والانتهاكات الكبيرة للقانون الدولي في إفريقيا حسب مصلحة أولئك الأعضاء مع اتباع معايير انتقائية.
هنالك أيضا صعوبات تواجه تمتع إفريقيا بأعضاء دائمين في مجلس الأمن الدولي، فكيف سيتم اختيار الدول الأعضاء الجدد وسعي بعض الدول الغربية لعرقلة حصول القارة على هذا الامتياز لأن حصول دولة إفريقية على حق النقض قد يعرقل الكثير من القرارات التي تتخذها الدول الـخمس لصالحها، وصالح حلفائها وزيادة مطالبات الدول من القارات الأخرى التي ترى أحقيتها في الحصول على العضوية الدائمة ،كما أن إصلاح نظام مجلس الأمن سيفتح الباب لإصلاح حقيقي للمؤسسات المالية العالمية التي تكرس هيمنة هذه الدول واستمرار تقدمها على حساب الدول النامية، ومنها إفريقيا وأخيرا الخوف من هجوم معارضي حق النقض وصعوبة تعديل ميثاق الأمم المتحدة لإضافة الدول الإفريقية كأعضاء دائمين لهم حق النقض (يتطلب تعديل الميثاق الأممي بتصويت كل الأعضاء الخمس الدائمي العضوية وهو أمر مستحيل).
ختاما: يحق لإفريقيا المطالبة بمقعدين دائمين للعضوية بمجلس الأمن، لكن يجب أن لا ننسى أن الأمم المتحدة أسست بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ومجلس الأمن بها يكرس هيمنة الغالب على المغلوب.