يعتبر قطاع التجهيز والنقل من أهم القطاعات الخدمية التي يعول المواطنون على جودة أدائها، نظرا لأنه رافعة أساسية للنشاط الاقتصادي في أي دولة، ناهيك عن حيوية البنية التحتية الطرقية ضمن المساهمة في النشاط العام بالبلاد.
هذا القطاع شهد حركية كبيرة خلال الـ 100 يوم الأولى من تشكيل الحكومة رغم أنه في العادة من أكثر القطاعات التي تشهد تباطؤا كبيرا في تقدم مشاريعها .
لمس المواطنون إنجازات هامة في القطاع خلال تلك الفترة، ولكن هنالك الكثير من التحديات مازالت مطروحة على القطاع .
العرض التالي يقدم تقييما لنشاط القطاع خلال 100 يوم من عمر الحكومة الحالية .
نشاط مكثف للتعاون..
عمل الوزير "أعل ولد الفيرك" خلال الفترة الماضية على تكثيف اللقاءات في سبيل تعزيز التعاون مع الدول الصديقة والشقيقة ومن أمثلة ذلك التوقيع على دراسة أولية لإنشاء قطار خفيف بالعاصمة نواكشوط، كما درس التعاون في مجالات مختلفة تهم قطاعه مع عدد من سفراء ووفود تلك الدول، وشارك في مؤتمرات وملتقيات إقليمية تهم الطيران المدني مؤخرا .
ويعتبر نشاط الوزير في هذا المجال مؤشرا هاما على اهتمام القطاع بالتعاون مع نظرائه في عدد من الدول، مما يساهم في خلق ديناميكية ويعزز رؤية واستراتيجيات القطاع خاصة على المديين المتوسط والبعيد .
تفقد دائم للمشاريع ومراقبة للأداء
يحرص الوزير على التفقد الدائم للمشاريع الهامة الجاري تنفيذها حاليا في القطاع، حيث زار منشآت الجسور في العاصمة وعدة مشاريع طرقية بها وفي الداخل، مما مكنه من الاطلاع ميدانيا على تقدم الأشغال وتنشيط المشاريع وطالب الشركات المنفذة بضرورة احترام الآجال والمواصفات الفنية في كراس الشروط .
ومن نافلة القول أن الإنجاز في مكونة التجهيز لا يمكن أن يتم خلال 100 يوم بل يحتاج سنوات، ولكن حرص الوزير على المراقبة والتفقد الدائم وإشعار الشركات المنفذة بعدم التراخي والحرص على تنفيذ المشاريع في الآجال المحددة وبالجودة المطلوبة يمكن أن يحسب في خانة الحرص على الإنجاز الجيد .
مكونة النقل... حركية كبيرة
مكونة النقل عرفت حلحلة قدر من المشاكل التي كانت مطروحة، حيث ساهمت الوزارة بفعالية كبيرة في مشروع حركية وانسيابية المرور بوسط العاصمة نواكشوط ، كما عملت الوزارة على تقريب خدماتها من المواطنين في مجال النقل البري حيث وضعت تطبيقات إلكترونية تتعلق برخص السياقة وسحب البطاقة الرمادية، وبالاشتراك مع إدارة الأمن تم وضع تطبيق لتحرير المخالفات المروروية، كما تقوم المؤسسة الوطنية لصيانة الطرق بمجهودات كبيرة خاصة بالداخل في سبيل ترميم وصيانة الطرق المختلفة .
وقد قامت سلطة تنظيم النقل البري مؤخرا بمجهودات كبيرة في إطار ضبط النقل الحضري خاصة بوسط العاصمة، وتم تحديد نقاط نقل إلى مختلف نواحي العاصمة وتم ضبط المشرفين عليها والمنتمين لها في سعي رسمي لضبط النقل بالعاصمة .
كما تم تعزيز أسطول نقل الحافلات وإنشاء خطوط جديدة مع المساهمة الدائمة في توفير النقل الجامعي للطلاب خاصة مع افتتاح السنة الدراسية .
نواقص كثيرة في قطاع النقل
رغم ماتم إنجازه في القطاع والخطط والمشاريع المبرمجة مستقبلا كإصلاح وتوسيع المزيد من المحاور الطرقية بالعاصمة والداخل ومشروع قطار نواكشوط، وماقيم به في سبيل تطوير النقل البري والحضري وتقريب خدماته من المواطنين رقميا، فإن مشاكل كثيرة مازالت تحتاج البحث عن حلول أهمها هشاشة أسطول سيارات الأجرة خاصة بنواكشوط وعدم التنظيم والضبط المحكم لمحطات نقل سيارات الأجرة "لاتوجد محطات نقل حقيقية كما في العالم" كما أن محطات النقل البري التي تم تشييدها بالعاصمة للنقل إلى المدن الداخلية، تعاني من انعدام أسباب الراحة وهجر أصحاب السيارات الذين يفضلون تنظيم أنفسهم على جنبات الطرق وأماكن يختارونها غاليا .
أيضا تعاني حركية انسيابية النقل بالعاصمة من مشاكل كثيرة فرغم أن وسط العاصمة فعلا انسابت فيه حركية المرور إلا أن النقل عبر المحاور الطرقية في الضواحي مازال يعاني زحمة مرور خانقة بسبب عودة السكان للعاصمة بعد العطلة الصيفية، وهو ما يجعل حركية النقل بالعاصمة صعبة بسبب الازدحام المروري الدائم قبل الوصول لوسط المدينة .
مازالت هنالك ـ أيضا ـ نواقص في صرامة الفحص الفني للسيارات حيث نلاحظ في بعض الأحيان أن بعضها تتسرب منه أعمدة دخان في أماكن مختلفة مما يلوث المدينة ويضر بالمواطنين، كما أن فوضوية النقل وصعوبة الحصول على سيارة في أوقات المساء والصباح مازالت مطروحة بسبب غياب وسائل النقل الحضري السريعة والفعالة وكذا غياب وسائل النقل الجماعي الكبيرة كالقطارات والميترو في عاصمة تقل أكثر من مليون نسمة وتتركز إداراتها وخدماتها في حيز جغرافي ضيق.
من المشاكل المطروحة أيضا ضعف الإنارة العمومية على بعض المحاور الطرقية الهامة، وهو أمر لا مبرر له، كما نلاحظ في بعض الأحيان وجود وسائل نقل لاتخطع لإجراءات السلامة الطرقية (حافلة قديمة يتكدس فيها الركاب وكذا سيارات أجرة لم تعد تصلح إلا للخردة .
قطاع رائد ...ومهام كثيرة
قطاع التجهيز والنقل قطع خطوات هامة، لكن مازال الكثير عالقا ويجب إنجازه فالبنية الطرقية العصرية مازالت ناقصة جدا وفي أغلبيتها لا تخضع للمعاير الفنية الراقية في الطرقات والجسور.
ووسائل النقل العام بالعاصمة معظمها بدائي ولايصلح لتلك المهمة، والحافلات المتوفرة جيدة ولكن لاطرق تمكنها من النقل بسرعة ويصعب التنقل فيها لما تستغرقه من مدد طويلة في الرحلة بسبب الزحمة وضيق الطرق من جهة أخرى.
إن قطاع التجهيز والنقل رافعة مهمة للاقتصاد الوطني ويساهم في خلق بيئة حضرية مطلوبة خاصة بالعاصمة لذا يجب عليه بذل مجهود مضاعف في الإنجازات وتسريع وتيرتها .