قال رئيس حزب الإنصاف الحاكم في موريتانيا سيد أحمد ولد محمد إنّ الفترة القادمة "ستشهد الانطلاقة الفعلية لإعادة هيكلة الحزب على أسس جديدة"، مؤكدا أنّها ستكونُ مختلفة عما عُرف سابقاً من التعاطي السياسي.
وأوضح ولد محمد خلال كلمته في حفل افتتاح الموسم السياسي 2024 - 2025 للحزب أنّ تلك الأسس ستبنى على القناعة الشخصية ليتحول الحزب إلى مشروع وطني يجعلُ من المصلحة العُليا للبلد المقصد والهدف، مع مبادئ تجمع الأغلبية وأفكارا عصرية.
وأضاف ولد محمد أنّ من بين الأسس مراعاة الخصوصية والتجديد، وضع اللحمة الوطنية في الأولويات، إضافة لمبادئ المنافسة الشريفة، والكفاءة، مع تبنّي خطاب وادان، وميثاق جول، وفتح الباب أمام الجميع.
وأكد رئيس الحزب أنّهم سيطلقون سلسة زيارات ستشمل جميع ولايات الوطن، تهدف لتبادل الأفكار حول تجديد هياكل الحزب مع مناضليهم في عين المكان، وكذا نقاش مواضيع التنمية المحلية.
وأردف ولد محمد أنّ البلد لديه تحديات تحتاجُ لتغيير نمط التفكير لتطوره، "لأنّ السياسة دونَ خدمة الوطن لا معنى لها"، داعيا للالتزام بالسلوك المدني للحفاظ على المكتسبات ولعصرنة الأمور وضبطها خصوصا في المجال الحضري.
وطالب ولد محمد بالمضي في طريق ترسيخ ثقافة الحريات والديمقراطية " للتداول على السلطة عبر الوسائل الديمقراطية".
وقال ولد محمّد إنّ افتتاح الموسم السياسي للحزب هو تقليد سياسي انتهجه الحزب منذ سنتين، لإطلاع جمهوره والرأي العام على حصيلة عمله في الموسم المُنصرم، وللحديث عن إسهاماتهم في المجال العام.
وتحدث ولد محمد عن بدء الرئيس ولد الغزواني من اليوم الأول من مأموريته الثانية في إطلاق برنامجه "طموحي للوطن" حيثُ "فتحت ورشات جديدة، ونظم جديدة وبرامج جديدة "، مؤكدا أنّهم واثقون من نجاحها.
وعبر ولد محمد عن حقهم في أن يفخروا برئيس "محترم، ومحلّ ثقة لدى القارة الإفريقية كما أنّه يُلفتُ انتباهَ كبار مؤسسات الأبحاث والدراسات في العالم".
ورأى ولد محمد أنّ إعادة انتخاب ولد الغزواني لمأمورية ثانية كانَ تتويجاً لـخمس سنوات من "العمل الجادّ، تخللتها صعوبات جمّة، تمّ التغلب عليها بكثير من التروي والحكمة، مع تنفيذ عديد المشاريع في إطار تعهداتي".
وذكر ولد محمد أنّ حزبهم واكب في الفترة الماضية "وبشكل فعّال الفعاليات ذات الأهمية السياسية والاجتماعية في الموسم المنصرم"، معتبراً أنّ أبرز تلك الفعاليات هي صناعة الحدث التي يقوم بها ولد والغزواني، وفقا لقوله.
وقال إنّهم واكبوا كافة أنشطة الحكومة لإنارة الرأي العام، من خلال "البيانات، والأنشطة السياسية، والورشات الهادفة، التي تُثمّن المُنجز وتضعُ التصورات الضرورية لخلّ الإشكالات الكبرى خاصة في مجالي الاقتصاد والحكامة" في نظره.
وأكّد ولد محمد، أنّ قيادة حزبهم كانت حريصةً على تنظيم الأنشطة التعبوية والسياسية التي شملت جميع أنحاء الوطن "دون مبالغة"، وكذا تسييره لعديد البعثات في سياق الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي توجت بفوز مرشّحهم بالرئاسة.
وقال رئيس الحزب إنّه بـ"السياسة الرشيدة" التي انتهجها ولد الغزواني، والمتمثلة في "الانفتاح، والتهدئة السياسية والانحياز للطبقات الهشّة بالقول والفعل" تمّكن حزبهم من تقديم خطاب يُناسب المرحلة.
وأضاف ولد محمد أنّ النتيجة التي تحصل عليها ولد الغزواني، تعبر عن ترسخ الديمقراطية، مذكرا بفوزهم بـ107 مقاعد في البرلمان من أصل 176 في الانتخابات التشريعية، ممّا ضمِن لهم الفوز بأغلبية مريحة في السلطة التشريعية، مشيراً إلى فوزهم كذلك بـ 164 عمدة منتخب من أصل 238، كما فازوا بجميع المجالس الجهوية، مردفاً أنّ فوزهم كانَ لهُ "معنى".