عبر التاريخ لا تنتهي وصروف الدهر متقلبة ..
بكى أبو البقا الرندي سقوط الأندلس بقصيدته التي طوف ذكرها الآفاق
لكل شي ء إذا ما تم نقصان
فلايُغرّ بطيب العيش لإنسان
هي الأمور كما شاهدتها دِوَل
من سرّه زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لاتُبقي على أحد
ولايدو على حال لها شان
أين الملوك ذوو التيجان من يمن
وأين منهم أكاليل وتيجان
ولنا عبرة في قصة المعتمد بن عباد الذي بسطت له الدنيا زخرفها ولكنه بعد ذلك النعيم مات أسيرا ذليلا في سجن "أغمات"وهو يندب حاله وما حل ببناته بعد ماعاشه معهم من عز في زمن دولته في اشبيلية:
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا
فجاءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار حافية
يغزلن للناس ما يملكن قطميرا
برزن نحوك للتسليم خاشعة
أبصارهن حسيرات مكاسيرا
يطأن في الطين والأقدام حافية
كأنها لم تطأ مسكا وكافورا
من بات بعدك في ملك يسر به
كأنما بات بالأحلام مغرورا
لا تنتهي حالات الغرور بالملك والرئاسة ... والنهاية واحدة ...
،،
في مطلع الألفية الثانية قدم التاريخ دروسا وعبرا من نهايات لقيادات عربية كانت رازحة لعقود طويلة على شعوبها والقاسم المشترك بينها كان الاستبداد والظلم والقمع والفساد .
بدأت القائمة بصدام حسن مرورا برئيس اليمن على عبد الله صالح ثم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك وملك ملوك إفريقيا القذافي والسوداني عمر البشير وأخيرا بشار الأسد وقبله والده حافظ الأسد .
الغريب في الأمر أن أيا منهم لم يعتبر بمصير من قبله بل تكالبوا على السلطة وواصلوا قمع شعوبهم !!
غريب أمر هؤلاء كان بإمكاهم المصالحة مع شعوبهم، وكتابة تاريخ جديد بسطور من ذهب ولكن الطمع وحب السلطة أعماهم فكانوا أعداء لشعوبهم وكدسوها في السجون ظلما وعدوانا، وأورثوها الفقر والندامة وسقوها كؤوسا من صنوف العذاب .
ختاما : " الظلم مرتعه وخيم" وفي الحديث الظلم ظلمات يوم القيامة ... فلنبتعد عن الظلم ونترك الشعوب تختار من يحكمها ونعلم أن من "حفر بئرا لأخيه وقع فيها ".