تتواصل الإثارة والندية في مباريات بطولة كأس الخليج لكرة القدم في نسختها السادسة والعشرين، والمقامة في الكويت.
وبعد نهاية الجولة الثانية عن المجموعة الأولى، أمس الثلاثاء، باتت المنافسة على خطف بطاقتي العبور إلى الدور نصف النهائي على أشدها بين المنتخبات الأربعة عُمان، الكويت، قطر والإمارات.
المنتخب العُماني، بذكريات النسخة التاسعة عشرة عام 2009، يسطع في الملاعب الكويتية، كما سطع على ملاعبه في خليجي 2009.
أداء فني رفيع المستوى يقدمه «الأحمر» العُماني منذ الجولة الأولى، التي وقف فيها نداً لصاحب الضيافة المنتخب الكويتي، ونجح في إدراك التعادل رغم تأخره بهدف، وكان قريباً من حسم المباراة لصالحه.
في المباراة الثانية عن المجموعة الأولى، كانت الترشيحات تصب في صالح المنتخب القطري للفوز على عُمان، لما يملكه الأول من نجوم أمثال أكرم عفيفي والمعز علي، الذين قادوا قطر للفوز بلقب كاس آسيا 2019.
إلا أن النجم العُماني عصام الصبحي وزملائه كانت لهم كلمة الفصل في هذه المباراة.
الصبحي تمكن من التوقيع على هدفي منتخب بلاده مقابل هدف المعز علي لقطر، ليحصد العمانيون أول انتصار لهم في البطولة، ولأن لكل مجتهد نصيب، نال الصبحي جائزة أفضل لاعب في المباراة.
فوز منح عُمان النقطة الرابعة في صدارة المجموعة الأولى، وعمق جراح قطر، بطل آسيا عام 2019، وكتيبته الحالية تضم عدداً ممن حملوا كأس آسيا قبل خمسة أعوام.
قطر في مفترق طرق
أداء «العنابي» في المباراتين السابقتين، ومن قبلها الخسارتين الكبيرتين أمام الإمارات في أقل من شهر في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026، باتت تثير حيرة المتابعين للكرة الخليجية، والشارع الرياضي القطري.
وقبل انطلاق «خليجي 26»، كان القطريون يعولون على البطولة، لتعويض اخفاقهم في كأس العالم 2022 التي أقيمت على ملاعبهم، وشهدت خروجهم المبكر من دور المجموعات.
لكن الأمور تسير حتى الآن على عكس ما تتمناه الجماهير القطرية، حيث يملك «العنابي» نقطة وحيدة في المركز الثالث، ولديه مواجهة حاسمة في آخر جولة في المجموعة أمام صاحب الأرض، وصاحب الرقم القياسي في عدد التتويج باللقب المنتخب الكويتي (10 ألقاب).
«الأزرق» الكويتي الذي حقق فوزاً بشق الأنفس على نظيره الإماراتي في الجولة الثانية، بعدما قلب تأخره بهدف إلى فوز بهدفين لواحد، يحتل المركز الثاني بأربع نقاط خلف نظيره العماني بفارق الأهداف.
أصحاب الأرض سيدخلون الجولة الحاسمة أمام قطر ولا وقت أمامه للوقوع في فخ الخسارة التي قد تطيح به من البطولة.
الكويت تبحث عن نقطة
ويكفي المنتخب الكويتي التعادل لضمان التأهل إلى الدور نصف النهائي، فيما لا يملك القطريون أي فرصة سوى الفوز وانتظار نتيجة مواجهة عُمان والإمارات.
كل المؤشرات على الورق، تشير إلى أفضلية الكويت أمام قطر، نقاطاً وأهدافاً وامتلاكاً لعامل الأرض، لكن الحسم في مثل هذه المباريات لا يخضع إلا لجهود اللاعبين داخل الميدان، والتركيز المستمر طيلة المباراة للمدير الفني ولاعبيه.
لا يبدو المنتخب القطري وحيداً من يعاني في هذه المجموعة، فالمنتخب الإماراتي يتذيل ترتيب المجموعة بنقطة وحيدة، بعدما فرط في تقدمه أمام الكويت.
«الأبيض» لديه نقطة واحدة وبنفس رصيد الأهداف متساوياً مع نظيره القطري (لكل منهما هدفان وعليهما 3 أهداف).
مواجهة حاسمة للإمارات
يدخل الإماراتيون المواجهة الثالثة الصعبة أمام المتصدر العُماني، الذي تكفيه نقطة واحدة لضمان التأهل إلى نصف النهائي، بينما لا بديل للإمارات سوى تحقيق الانتصار وانتظار نتيجة مواجهة الكويت وقطر.
الإماراتيون يقدمون أداء فنياً مميزاً في الشوط الأول كما حدث أمس أمام الكويت ومن قبله أمام قطر، لكن التراجع البدني في الشوط الثاني، دائماً ما يكون في صالح المنتخب المنافس، بجانب الأخطاء الساذجة في توقيت صعب كما حدث أمام الكويت.
عشاق كرة القدم الخليجية، سيضربون موعداً مع مباراتين من العيار الثقيل يوم الجمعة القادم، لمعرفة من سيتأهل إلى نصف النهائي من هذه المجموعة، وكل الحظوظ مفتوحة أمام المنتخبات الأربعة، وإن مالت الكفة لعٌمان والكويت.
وستقام المباراتين في نفس التوقيت الساعة الرابعة والنصف مساء بتوقيت مكة المكرمة، حيث يلتقي المنتخب الكويتي مع نظيره القطري على ملعب جابر الأحمد الدولي، فيما يلتقي المنتخبان العُماني والإماراتي على ملعب جابر المبارك.
