خوسيه موخيكا.. من أفقر رؤساء العالم إلى عزلة مريرة تحت وطأة السرطان

 

أعلن خوسيه موخيكا، المقاتل السابق الذي أصبح رئيسًا لأوروغواي ورمزًا تقدميًا عالميًا، أن السرطان الذي كان يعاني منه في المريء قد انتشر إلى الكبد، وأنه اختار التخلي عن المزيد من العلاج.

وألقت صحيفة الغارديان البريطانية الضوء على تصريحات موخيكا للمجلة الإخبارية الأسبوعية «بوسكيدا» في أوروغواي حيث قال، إنه محكوم عليه بالهلاك.

وأضاف الزعيم السابق، الذي حكم أوروغواي من عام 2010 إلى 2015: «بصراحة، أنا أموت».

دخل موخيكا السياسة لأول مرة كزعيم لحركة «توباماروس»، وهي جماعة ماركسية مسلحة استلهمت أفكارها من الثورة الكوبية. وفي وقت لاحق، بصفته الرئيس الأربعين لأوروغواي، أثار إعجاب العالم عندما تخلى عن القصر الرئاسي ليعيش في مزرعة صغيرة ويتبرع بمعظم راتبه للجمعيات الخيرية.

اكتشاف الورم

وكان موخيكا البالغ من العمر 89 عامًا قد كشف في أبريل/نيسان الماضي عن اكتشاف الأطباء لورم سرطاني في المريء. وخضع موخيكا للعلاج الإشعاعي، وفي سبتمبر/أيلول الماضي، قال أطباء موخيكا إن سرطان المريء يبدو أنه قد بدأ في الاختفاء.

ورغم أن الإشعاع جعله ضعيفًا وغير قادر تقريبًا على تناول الطعام، فقد عاد موخيكا إلى الظهور على الساحة السياسية في الخريف الماضي، حيث خاض حملة لصالح ائتلافه اليساري “الجبهة العريضة” في انتخابات وطنية أكدت أن أوروغواي واحدة من أقوى الديمقراطيات في المنطقة.

فاز ياماندو أورسي، المرشح المفضل لدى موخيكا وتلميذه، في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ومن المقرر أن يتولى منصبه في الأول من مارس/آذار.

وقال موخيكا إن مرضه المناعي الذاتي، ومرض الكلى الشديد، ومشاكل طبية أخرى أدت إلى قراره بعدم متابعة العلاج بعد أن أظهرت الفحوصات الطبية عودة السرطان وانتشاره.

وأضاف: «أنا رجل عجوز، ولأنني أعاني من مرضين مزمنين فإن جسدي لا يستطيع التعامل معهما».

الامتناع عن العلاج

عقدت راكيل بانوني، طبيبة موخيكا الشخصية، مؤتمرًا صحفيًا يوم الخميس لتوضيح الحالة الطبية للرئيس السابق.

وقالت إن خيارات العلاج للسرطان كانت محدودة منذ البداية نظرًا لأمراض موخيكا المتعددة. وأضافت: «يجب أن يستمر على هذا المنوال وأن يتحلى بالهدوء قدر الإمكان»، ورفضت الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول تشخيص موخيكا. وأكدت أن الزعيم اليساري لم يشهد أي تغييرات في حياته اليومية أو مستويات الألم.

ورغم أن موخيكا اعتزل السياسة ظاهريًا عندما ترك مجلس الشيوخ في عام 2020، إلا أنه ظل قوة مؤثرة في «الجبهة العريضة»، ويُعتبر من بين أكثر الساسة شعبية في البلاد.

وقال موخيكا لـ«بوسكيدا» إنه سيخصص المرحلة الأخيرة من حياته لمزرعته على مشارف مونتيفيديو، العاصمة. وأنهى حديثه قائلاً: “ما أريده هو أن أقول وداعًا لأبناء وطني”.

وشارك أنصاره رسائل التشجيع على وسائل التواصل الاجتماعي.