رئيسة الجمعية الموريتانية لتكتل النساء المعاقات في حوار مع "الجديد نيوز": صورة المرأة المعاقة لدى المجتمع مازالت دون المستوى المطلوب

 

الجمعية المورتانية لتكتل النساء المعاقات، من أكثر الجمعيات نشاطا في الدفاع عن حقوق منتسباتها وتحسيسهم وتكوينهم، ولها رصيد كبير من النشاطات داخليا وخارجيا .


رئيسة التكتل أمنىة بنت محمد المختار شخصية مثقفة، وصاحبة إرادة حديدية ونشطة في عملها وذات علاقات واسعة في مجال عمل جمعيتها .


تقول إن  صورة  الرجل المعوق لدى المجتمع  تحسنت بشكل عام ولكن  بالنسبة للمرأة مازالت الصورة نمطية ودون المستوى المطلوب.

رئيسىة التكتل التقيناها في المقابلة التالية :

 

الجديد نيوز: جمعيتكم تعنى بالمرأة المعاقة و"المرأة نصف المجتمع" هل من معلومات عن عدد النساء المعوقات؟

نعم الجمعية الموريتانية لتكتل النساء المعاقات تعنى بالنساء والفتيات ذوات الإعاقة وتدافع عن حقوقهن بالإضافة إلى دعمهن وتكوينهن  من أجل تمتعهن بالاستقلالية التامة واعتمادهن على انفسهن،فيمايخص عددهن حسب المكتب الوطني للإحصاء سنة 2013 بلغ  15450 اي نسبة 45,55%  هناك احصاء آخير قام به المكتب الوطني للإحصاء سنة 2023  يمكنكم  الاطلاع عليه عن طريق المكتب .

 

الجديد نيوز: لاحظنا تحولا في نظرة المجتمع تجاه المعوقين؛ ماهو نصيب المرأة من تلك النظرة الجديدة؟

 صحيح هناك تحول لابأس به في النظرة الدونية للأشخاص ذوي الإعاقة ولم يأت ذلك من فراغ وإنما جاء من الجهود الكبيرة التى تقوم بها منظمات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وخاصة الاتحادية الموريتانية للجمعيات الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة.

 بخصوص نصيب المرأة والفتاة ذات الإعاقة من تحسين هذه النظرة الدونية  مازال دون المستوى المطلوب مع العلم أن الجمعية الموريتانية لتكتل النساء المعاقات تقوم بالعديد من الحملات التحسيسية والتوعوية حول  التخفيف من هذه النظرة الدونية للمرأة المعاقة و مثلها مثل جميع النساء والفتيات الغير معاقات  ويمكنها المشاركة في جميع المجالات العامة والخاصة وإثبات جدارتها .

الجديد نيوز: المعوقون -عموما- حصلوا على حقوق كثيرة لهم كانت ضائعة ماذا كان نصيب المرأة  المعوقة وماذا ينقصها؟

 فعلا  الأشخاص ذوي الإعاقة حصلوا على الكثير من حقوقهم التى كانت ضائعة ويرجع الفضل في ذلك أولا إلى الجمعيات المنضوية تحت لواء الاتحادية الموريتانية للجمعيات الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة، وثانيا إلى الحكومة الموريتانية التى أولت اهتماما كبيرا في السنوات الأخيرة لهذه الشريحة وخاصة السيدة الأولى الدكتورة: مريم محمد فاضل الداه  التى اعتنت خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة  وقالت إنهم أسرتها الشيء  الذي ساعد في  الحصول على الكثير من الحقوق لهذه الشريحة الهامة من المجتمع، وطبعا النساء والفتيات ذوات الإعاقة من ضمن المستفيدين من هذه الحقوق.

 لكن مازال ينقصهن الكثير  مثل :  المشاركة  سواء كانت سياسية اواقتصادية او اجتماعية أو ثقافية ،المرأة المعاقة مازالت مغبونة وتحتاج إلى  نصيب الأسد من الإشراك  .

الجديد نيوز: النساء -عموما- كن ومازلنا ضحية صور نمطية سلبية من طرف المجتمع؛ ماذا تعاني منه المرأة المعوقة بهذا الخصوص؟

 لاشك أن الصورة النمطية للمجتمع اتجاه النساء بصورة عامة وبصورة خاصة النساء ذوات الإعاقة  مازالت قائمة، وتحتاج إلى الكثير من التوعية والتحسيس وتكاتف الجهود  من طرف الجميع وتغيير عقليات المجتمع .

 تعمل الجمعية الموريتانية لتكتل النساء المعاقات على أن تبرهن للجميع أن المرأة المعاقة تستطع أن تعمل وتنتج وتساهم في بناء الوطن مثله مثل أي امرأة في البلد أو خارجه والدليل موجود لمن أراد الوقوف على ذلك فأهلا به في مقر الجمعية الموريتانية لتكتل النساء المعاقات في مقاطعة عرفات.

الجديد نيوز: جمعيتكم ناشطة في عديد المجالات داخليا وخارجيا وتركز على دمج المرأة المعوقة بشكل أفضل من مختلف المواقع ماذا حققتم على هذا الصعيد وما هي أبرز الصعوبات؟

 الجمعية الموريتانية لتكتل النساء المعاقات تهدف إلى ترقية وحماية حقوق النساء والفتيات ذوات الإعاقة وتقوم بالعديد من الأنشطة لصالح أعضائها المنتسبين لها مثل : 
التوعية والتحسيس ، التكوين  ، الدعم ، تمويل مشاريع صغيرة المدرة للدخل ، تبادل المعلومات والأفكار   مع الاخرين سواء كانوا من  ذوي أو ذوات الإعاقة  أو غيرهم،  المهم أن يكون لديهم هدف أو هدفين  من أهدافنا في الوطن أوخارجه.

  والحمدلله شاركت جمعيتنا في العديد  من المؤتمرات والورشات داخل وخارج البلد ووصل صوت المرأة المعاقة إلى الجهات المعنية  كما مثلنا بلدنا العزيز  موريتانيا  في العديد من المحافل الدولية  في تونس ،المغرب ، لبنان ، مصر ،دكار ، ورفعنا علم الوطن من خلال مشاركتنا  في مسابقة "وسام صانعات التغيير للمرأة العربية القيادة والريادية على مستوى الوطن العربي وحصلنا على هذا الوسام سنة 2019  في جمهورية مصر العربية  بالإضافة إلى  شهادة الرخصة الدولية للمرأة القيادية على هامش  مؤتمر المرأة العربية . 
بالنسبة لصعوبات التى واجهتنا كثيرة وهذا  طبيعى في العمل البشري وخاصة المتعلقة بالإعاقة لكن كان من أبرز الصعوبات  هو عدم الاشراك الحقيقي للنساء والفتيات ذوات الإعاقة في القضايا التى المتعلقة بالمرأة  وقلة الدعم الموجه لها .

الجديد نيوز: يقال إن "الاعاقة طاقة كامنة" ماذا تقوم به جمعيتكم في سبيل الاستغلال الآمثل لطاقة منتسباتها ؟

 صحيح ان الإعاقة طاقة كامنة  وهذا هو مانعول عليه اكثر  في جمعيتنا ونحاول تعزيزه والمحافظة عليه من خلال تشجيعهم وتقوية مقدراتهم المعرفية اكثر   والماديةوالمعنوية اساسا  ونحن رصيدنا هو الارادة فقط  .

الجديد نيوز:  المرأة أكثر من نصف المجتمع بموريتانيا وتعاني تحديات كبيرة في مجالات متعددة ماهي التحديات الأبرز أمام المرأة المعوقة؟

 لاخلاف في ذلك أن المرأة هي نصف المجتمع  ولديها الكثير من التحديات وخاصة إذا كانت من ذوات الإعاقة  هذا من الأمور التى تقلل حصولها على فرص المشاركة والاشراك  الحقيق والفعلى  كما ذكرت لك سابقا وهذا  من أبرز التحديات مع العلم  أننا في الجمعية الموريتانية لتكتل النساء المعاقات قمنا بالعديد  من الحملات التحسيسية والتوعوية والضغط والمناصرة  من أجل إشراكهن  كمثيلاتهن في البلد  .

الجديد نيوز:  مع تعاون الجهات الرسمية وتغير كبير في نظرة المجتمع للمعوقين؛ ماهي أبرز الخطوات التي ترون أنه يجب القيام بها لتحسين ظروف  منتسبات جمعيتك؟

 

 بالفعل إن نظرة المجتمع إلى الأشخاص ذوي الإعاقة تغيرت بشكل كبير  بالمقارنة مع النظرة التى كانت سائدة في التسعينات وماقبلها وإذا عدنا إلى الوقت الحالى نجد أنها مازالت تحتاج المزيد ولاترقى  للمستوى المطلوب وخاصة المتعلق منها بالنساء والفتيات ذوات الإعاقة ؛ والخطوات التى يجيب القيام بها هي إشراك ومشاركة النساء والفتيات ذوات الإعاقة في صنع القرار  والهيئات الحقوقية مثل المرصد الوطني لحقوق المرأة والفتاة الذي يتعمد إقصاء المرأة المعاقة ومن منبركم نطالب بإعادة تحيينه وتخصيص مقعدين للنساء والفتيات ذوات الإعاقة  مع العلم أنه تم تحيينه وتخصيص مقعد لتعليم بعد مطالبة التعليم بذلك كما طالبنا نحن بذلك في نفس الوقت  وتمت الاستجاب لتعليم ورفض طلب النساء والفتيات ذوات الإعاقة. وللأسف  هذا لاينم عن اهتمام الجهات المعنية بذوات الإعاقة لكن نقول  ليهؤلاء إن هذا لن ولن يثنينا عن النضال والمطالبة بحقوقنا ويوما ما سنحصل عليها  "لأنه ماضاع حق ورائه مطالب"