قصيدة بعنوان: "خطى الطفولة " فتحت له باب المشاركة في أشهر منافسة في مجال القوافي عربيا "أمير الشعراء"
خاض لجج المسابقة بصبر وأناة كانا جزءا من سلاحه؛ مع فيض شعري كبير..
قال إنه تأثر كثيرا بالدعم السّخي من قبل الشعب الموريتاني العظيم..
يرى ضيفنا أن دهشة الاندفاع لدى الإنسان مثلت جزءا كبيرا من أسباب مشاركته في المسابقة، كما كانت من دوافع اهتمام الجمهور الموريتاني بتلك المسابقة مع عاملي الثقافة ولقب "بلاد المليون شاعر".
الشعر عنده يجب أن يتسم بالمعاناة أو لا يكون..
يرى أن المسابقات الشعرية هامة لأنها توقظ الساحة الثقافية من الركود الموسمي
"الجديد نيوز" يستضيف لكم الشاعر الشاب: المختار عبد الله صلاحي
حوار: محمد/ سيدناعمر
الجديد نيوز: نبارك لكم الفوز بالمرتبة الخامسة في "أمير الشعراء" ونود أن تحدثونا عن القصيدة التي شاركتم بها وكيف كانت فقرة الارتجال؟
بارك الله فيكم، ودمتم بخير وعافية، كانت مشاركتي في تصفيات أمير الشعراء في الموسم الحادي عشر قصيدة تحت عنوان(خطى الطفولة) حيث تحدثت عن مراحل تلك الطفولة وذكرياتها الجميلة، وسافرت بين ذكريات تلك الطفولة وحاضر العمر، وقد ضمنت تلك المشاركة التأهل لدور الـ 150 بفضل الله تعالى، لنسافر إلى "أبو ظبي" عاصمة الشعر والثقافة العربية في:27 أكتوبر 2024 مع مجموعة من الشعراء الموريتانيين، ونقابل لجنة التحكيم الموقرة، كما تقرر من قبل اللجنة اختيار نصين آخرين مع اختلاف في البحور الشعرية والأغراض، وقد تأهلت المشاركة لدور الـ 40 وهي مرحلة الارتجال، إذ تقرر اللجنة اختيار موضوعات، تارة تكون صورة، وتارة تكون مجاراة، وقد تمكنا بفضل الله تعالى من تجاوز تلك المرحلة لنصل إلى دور الـ 20، وهي مرحلة البث المباشر، وقد كان موضوع الارتجال غير سهل، فقد وقع اختياري على صورة مقص فارتجلت دون روية هذين البيتين:
بالشعر نروي على الدنيا مآسينا
ونعتلي قمة العليا بنادينا
كمجلم أرهقته الذكريات على
سطر الزمان بماضينا وآتينا.
الجديد نيوز: مسابقة "أمير الشعراء" كبيرة ومخاضها صعب وطويل؛ ما أبرز الذكريات عن مساركم فيها؟
تتعدد ذكريات برنامج أمير الشعراء الموسم الـ 11 وتتعدد بتعدد الأحداث والمشاهد المؤثرة فيها، ومن أبرز تلك الذكريات ليلة التأهل للدور النهائي، حيث كانت المنافسة شديدة جدا، وقد تأثرت كثيرا بالدعم السخي الذي قدم إلي من قبل الشعب الموريتاني العظيم بكل فئاته ومكوناته.
الجديد نيوز: حظيت المسابقة باهتمام كبير منذ نسختها الأولى في موريتانيا؛ لكن سرعان ما تراجع ذلك الاهتمام. ما الأسباب التي كانت وراء ذلك التراجع؟
دهشة الأشياء في البداية تدعو الإنسان للاندفاع بأسباب عديدة، ومن بين تلك الأسباب الدوافع المرتبطة بالنسق الثقافي في موريتانيا، ورؤية العالم العربي للشعر في موريتانيا، حتى أطلقوا عليها بجدارة (بلاد المليون شاعر) مما يجعل المنافسة على اللقب تستحق الاندفاع في دعم أي ممثل لموريتانيا، سواء في الموسم الأول أو الموسم الثاني أوما بين المواسم الأخرى، حتى الموسم الحادي عشر، فالتراجع في تلك المسابقة تراجع نسبي فقط، وليس تراجعا يقتضي العزوف من قبل الجمهور الموريتاني الذي يحب الشعر، ويتلقى الشعر بآذان صاغية، وقد كان الجمهور الموريتاني متفاعلا مع الموسم الحادي عشر بشكل كبير، مما يدل على أن الاهتمام لم يخفت بعد.
الجديد نيوز: يطرح البعض مفارقة كبيرة؛ كيف تكون موريتانيا بلد المليون شاعر، ولاتحظى بمقعد ناقد لهذا اللون الأدبي في برنامج أمير الشعراء؟
برنامج أمير الشعراء برنامج شعري فصيح، تنظمه دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وتشرف عليه هيئة أبو ظبي للتراث، وتتكون لجانه وفقا لجدول يحدده المشرفون على ذلك البرنامج وفقا لآلياتهم المحددة، ويتكون من لجنتين:
لجنة التحكيم، وتتكون من ثلاثة نقاد.
لجنة استشارية، وتقوم بأدوارها المنوطة بها، وقد كانت موريتانيا ممثلة في اللجنة الاستشارية من خلال حضورالدكتور:محمد ولد عبدي ـ رحمه الله تعالى ـ وتمثيل الدول في البرنامج يخضع لآليات يحددها المشرفون.
الجديد نيوز: قضية التصويت من طرف الجمهور يرى البعض أنها غير منصفة؛ وتسبب إقصاء شعراء مجيدين كيف ترون ذلك ؟
برنامج أمير الشعراء برنامج يجمع في آلياته بين أمرين:
ـ التأهل ببطاقة لجنة التحكيم؛
ـ التأهل عبر تصويت الجمهور؛
ومن شارك في تلك المسابقة، فعليه أن يستعد لكل الاحتمالات، وأن يسلم بالنتيجة مهما كانت، حيث تفرض عليه قوانين تلك المسابقة أن يلتزم بكل آليات البرنامج، أما إقصاء بعض الشعراء بسبب عدم تصويت الجمهور، فموجود كذلك في مسابقات أخرى، وليس خاصا بمسابقة أمير الشعراء.
الجديد نيوز: الساحة الثقافية الموريتانية يرى البعض أنها تعيش ركودا كبيرا؛ ماهي أسبابه وكيف يمكن التغلب عليه؟
إن الركود الذي تشهده الساحة الثقافية في موريتانيا ناتج عن تراكمات كثيرة، استمرت منذ فترة، سواء كان سبب ذلك طغيان النظرة المادية للأشياء، أم النظرة الأخرى التي تعتبر الأدب ترفا، وعلى كل حال فإن الساحة الثقافية يظل ركودها نسبيا من لحظة لأخرى، حيث تشهد مهرجانات تخفف من وطأة ذلك الركود، مثل مهرجان مدائن التراث، ومهرجانات اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين الفصيح والشعبي، ومهرجان انواكشوط للشعر المنظم من طرف بيت الشعر بانواكشوط برئاسة البرفسور الدكتور عبد الله السيد تحت إشراف دائرة الإعلام والثقافة بالشارقة وبرعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
الجديد نيوز: في رمضان تنظم عدة مسابقات أدبية تلفزيونيا؛ مارأيكم فيها، وهل ترون أنها قد تساهم في الرقي بهذا الفن ؟
المسابقات الأدبية والشعرية التي تجرى في شهر رمضان المبارك مسابقات هامة جدا، حيث تحرك الساحة الثقافية، وتوقظها من غفوة الركود، ومن أهم تلك المسابقات:
برنامج شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم المنظم من طرف التلفزيون الموريتاني، إذ يرقى بالمديح النبوي إلى معارج أدبية رفيعة، ويجعل الشعراء في شهر رمضان المبارك يتنافسون في جو روحي جميل، وقد وصلت مجموعة كبيرة ممن مروا بتجربة برنامج شاعر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى تصفيات أمير الشعراء الموسم الحادي عشر، وذلك ما يمنح الشعراء فرصة للإبداع والتميز، هذا في جانب الشعر الفصيح.
أما الشعر الشعبي، فهناك مسابقات خاصة به، مثل (أفلال لغن) وشاعر التوحيد، فكل تلك المسابقات تعيد تحريك الساحة الثقافية الموريتانية، وترقى بالشعر والأدب إلى عوالم بعيدة جدا.
الجديد نيوز: أنتم شاعر شاب ولديكم موهبة شعرية متقدة؛ هلا حدثتمونا عن مراحل هذه التجربة وبمن تأثرتم فيها وما هو الغرض الشعري المحبب إليكم؟
الشعر موهبة تنمى بالدربة والتجربة، ولابد لها من حوافز ومحفزات، فالشعر معاناة أولايكون، وعلى الشاعر أن يمتاح من الحقول والموضوعات الأقرب إلى نفسه، وأن يعيش تجربته الذاتية بحرية، وقد مرت تجربتي الشعرية بعدة مراحل، حيث بدأت 1998 بمحاكاة شعر القدماء، لتخفت بعد ذلك حتى 2015، فتوقدت بعد ذلك بسبب الغربة، ثم تطورت بعد ذلك بفضل الله ـ تعالى ـ إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه.
تأثرت بجميع الشعراء القدماء والمحدثين، وخاصة بالمتنبي الذي أعتبره الشاعر العظيم، أما الغرض الذي أفضله، فهو غرض الغزل باعتباره المعبر عن خوالج الإنسان.
الجديد نيوز: انطلاقا من مجال تخصصكم الوظيفي كيف ترون إصلاح التعليم وماهي آفاق ذلك مع المدرسة الجمهورية ؟
هذا السؤال يحتاج إلى تفكيك عميق، حيث لابد من تفكيك المفهوم المركب إلى اسمين: المدرسة باعتبارها المرفق العمومي الذي يقدم خدمات تربوية، يظل الفرد داخل الدولة والمجتمع إلى تلك الخدمات، أما الجمهورية، فتعني المساواة بين كل أفراد الشعب، ليحس كل إنسان بأهمية الدور الذي تلعبه المدرسة، ولذلك أرى أن"المدرسة الجمهورية" كفكرة نحتاج إليها إن طبقت الشروط الوافية، وإذا لم تطبق، فلن تختلف عن الأفكار والمفاهيم السابقة