إسرائيل تحاول قطع الطريق على محادثات واشنطن وحماس

 

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الجمعة، إن إسرائيل عملت خلال الأيام الماضية على إفشال المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحركة حماس.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع، قوله إن إسرائيل «نجحت في تنحية 'آدم' بولر» المبعوث الأميركي الخاص بشؤون المحتجزين.

حرب إعلامية

وعقد قياديون من حركة حماس اجتماعات مع المبعوث الأميركي في الأيام القليلة الماضية بهدف إطلاق سراح عيدان ألكسندر الأميركي المجند في الجيش الإسرائيلي.

وقالت يديعوت آحرونوت نقلا عن مصدر أميركي إن مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أداروا حربا إعلاميّة شرسة ضد المفاوضات المباشرة مع حماس.

وقالت حماس إنها عرضت الإفراج عن عيدان ألكسندر (21 عاما) من ولاية نيوجيرسي الأميركية والمجند في الجيش الإسرائيلي وتسليم رفات أربع محتجزين آخرين، بعد تلقيها مقترحا من الوسطاء بشأن مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

وتوقف القتال في قطاع غزة منذ 19 يناير/كانون الثاني بموجب الاتفاق. لكن مع انتهاء المرحلة الأولى في الثاني من مارس/آذار، لم يتفق الطرفان على بدء المرحلة الثانية.

وتوجه وفد تفاوضي من حركة حماس برئاسة القيادي خليل الحية إلى القاهرة، اليوم الجمعة، لإجراء مزيد من المحادثات مع الوسطاء المصريين.

ومنذ انتهاء المرحلة الأولى، ترفض إسرائيل الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية وهو ما يتطلب منها التفاوض على نهاية دائمة للحرب، وهو المطلب الرئيسي لحماس.

وعرضت إسرائيل تمديد المرحلة الأولى، وهو الاقتراح الذي دعمه المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. لكن حماس قالت إنها لن تستأنف إطلاق سراح المحتجزين إلا مع بدء المرحلة الثانية.

ووصف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرض حماس لإطلاق سراح ألكسندر بأنه «ألاعيب وحرب نفسية».

وأضاف المكتب «رغم قبول إسرائيل اقتراح ويتكوف، فإن حماس تتمسك برفضها ولم تتزحزح قيد أنملة». وذكر المكتب أن نتنياهو سيجتمع مع مجلس الوزراء الأمني مساء غد السبت لمناقشة موقف المحتجزين والبت في الخطوات التالية.

وقالت صحيفة هآرتس إن رد حركة حماس وضع نتنياهو في «ورطة»، موضحة أنه «إذا عارضت إسرائيل مقترح حماس سيؤدي الأمر لأزمة مع الولايات المتحدة وانهيار محادثات الدوحة».

وأضافت الصحيفة أنه إذا قبلت إسرائيل بالمقترح ستتهم داخليا بأنها تميّز بين المحتجزين وفقا لجنسياتهم، وأنها تعطي الأولوية للمحتجزين الأميركيين.

عائلات المحتجزين

وأمام مقر وزارة الجيش في تل أبيب يتواصل اعتصام عائلات المحتجزين الإسرائيليين لليوم السادس.

وتطالب عائلات المحتجزين ومتظاهرين مناهضين لسياسة حكومة نتنياهو باستكمال صفقة التبادل مع حركة حماس، والإفراج عن جميع المحتجزين.

أما على صعيد الحكومة الإسرائيلية، قالت هيئة البث الرسمية إن الجيش سيعرض على نتنياهو ومجلس الوزراء المصغر (كابينيت) خطط لعمليات محدودة وعودة تدريجية للقتال في قطاع غزة، للضغط على حركة حماس.

وقالت القناة 13 إن العودة إلى القتال إن جرى تنفيذها ستكون تدريجيا. ومن المفترض أن يناقش اجتماع الكابينيت هذا السيناريو غدا السبت مع نتنياهو.

وتسعى الولايات المتحدة ومصر وقطر إلى تقليل الخلافات بين حماس وإسرائيل لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين في قطاع غزة ورفع الحصار.