حانة الشيخ ماء العينين
بيرام الداه اعبيد، ذاك الذي يتقمّص دور المناضل والمُنقذ، ليس سوى سياسي مأزوم، غارق في نرجسيته، يعاني من تضخم ذاتي يجعله يظن نفسه محور الكون، بينما هو في الحقيقة مجرد ظاهرة صوتية و رجل سياسي متناقض مع مواقفه و سياساته ( البويه/ cameleon)، لا أكثر ولا أقل. بالأمس، كان يطالب بتشريع حزبه من جهة و من جهة أخرى بالحوار، وعندما قرر رئيس الجمهورية، بحكمة ومسؤولية، فتح المجال لتشريع الأحزاب السياسية و فتح حوار شامل بدون قيود ، ها هو اليوم يخرج علينا بلائحة من الشروط، كأنه يتفاوض لكي لا يخلق الفوضى في بلدنا!
لدينا في موريتانيا 176 نائباً، 238 عمدة، 13 رئيس جهة، ورئيس جمهورية واحد، وأكثر من 20 حزباً سياسياً موجود في الساحة أكثر من 80 حزب قيد التأسيس، أي 428 شخصاً منتخبين من قبل الشعب. ولكن بيرام يتوهم أنه “محور الكون”، وأنه قادر على إيقاف الحوار الوطني. هذا بالفعل تحدٍ لا يُغتفر! وهذا خطأ سياسي في حق الشعب الموريتاني وعليه أن يعترف به ويتراجع عنه.
لكن لنضع النقاط على الحروف: بيرام ليس عَلَماً وطنياً، ولا نشيداً قومياً، ولا شخصية لا غنى عنها في المشهد السياسي. الحوار الوطني سيمضي بمن يُقدّمون مصلحة موريتانيا على مصالحهم الشخصية، لا بمن يظن أنه يمكنه فرض شروطه بابتزاز مكشوف. موريتانيا تحتاج إلى رجال دولة، لا إلى مهووسين بالأضواء والجدل الفارغ.
لكن دعوني أخاطب أولئك الذين لم يروا بعد الوجه الحقيقي لبيرام، أولئك الشباب الموهوبين الذين حظيتُ بفرصة لقائهم، والذين لا يترك لهم بيرام المجال للتقدم، خوفاً من أن يكتشف الناس أنهم قادرون على المضي قدماً، وأنهم يستحقون أن يتم سماعهم ليس من خلاله، بل من خلال أنفسهم! لماذا يخفي عنكم بيرام هذا؟ لماذا لا يمنحكم الفرصة لإظهار ما في جعبتكم؟
مصلحة و استقرار الوطن يجب ان يكونا اهم من كل شي و فوق الجميع ومسؤولية أمنه على أعناق كل الموريتانيين ...
حانه الشيخ ماء العينين.