مكسيكو تحظر مصارعة الثيران

 

حُظرت مصارعة الثيران التي تنطوي على قتل الحيوانات في مدينة مكسيكو، التي تضم أكبر حلبة في العالم وتنشط فيها مجموعات كثيرة مدافعة عن الحيوان. وستحظر الرماح والسيوف والعصي في مكسيكو، في أعقاب اقتراح تقدمت به رئيسة البلدية اليسارية كارلا بروغادا وأقره الكونغرس المحلي (61 صوتاً مؤيداً لقاء صوت واحد معارض). ولن يُسمح إلا باستخدام "الوشاح والموليتا" (القماش الأحمر)، بحسب الكونغرس الذي يهيمن عليه حزب مورينا اليساري الحاكم.

ويرى النائب المحلي فيكتور هيوغو رومو، من حزب مورينا، أن هذا الإصلاح يسعى إلى "مواءمة التقاليد الثقافية مع الالتزام الدستوري بالاعتراف بحقوق الحيوانات وحمايتها". وتحظر مكسيكو "قتل الثيران داخل الحلبة وخارجها". ويعود الحيوان إلى مزرعته بمجرد انتهاء العرض.

وحُظر استخدام الأدوات الحادة "التي تسبب إصابة الثور أو نفوقه" (سيوف، رماح، عصي). وانبثق مفهوم قانوني جديد هو "عرض مصارعة ثيران خال من العنف" من هذا القانون الذي يسعى أيضاً إلى الحفاظ على المزايا الاقتصادية والوظائف المرتبطة بمصارعة الثيران.

وكان منظمو عروض مصارعة الثيران عارضوا خلال الأسبوع الفائت الاقتراح. وأشار بيان لحلبة "بلازا مكسيكو" إلى أنّ هذا الاقتراح "يشكل تهديداً واضحاً لأحد أهم التقاليد الثقافية في بلادنا"، مضيفاً أنّ ذلك "يشوّه تماماً" جوهر مصارعة الثيران التي ستصبح مع هذا الاقتراح "حدثاً معاكساً لطبيعته الحقيقية، ما يعني بداية اختفائه".

كولومبيا تحظر مصارعة الثيران

في يوليو/تموز 2024، وقّع الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو قانوناً يحظر مصارعة الثيران في البلاد، في خطوة تُنهي نشاطاً كان معترفاً به دستورياً بصفته جانباً ثقافياً في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية. وأمام حشود اجتمعت في حلبة مصارعة الثيران وسط بوغوتا أعيدت تسميتها بـ"بلاسا كولتورال لا سانتاماريا"، احتفل غوستافو بيترو بإقرار هذا القانون الذي يهدف إلى وضع حدّ "للحق في قتل" الحيوانات من أجل العروض.

وقال بيترو: "لا يمكن للثقافة ولا حتى للعدالة أن تقول إنّ قتل كائنات حساسة، كائنات حية، يمثل ثقافة، من أجل المتعة"، في إشارة إلى قرار أصدرته المحكمة الدستورية عام 2018 كان يسمح بإقامة عروض مصارعة الثيران في البلدات والقرى. وأضاف أمام مجموعة من المدافعين عن حقوق الحيوان وحشد من الكولومبيين: "إذا استمتعنا بقتل الحيوان، فذلك يعني أننا نستمتع بقتل البشر". وكان القانون أُقرّ في الكونغرس في نهاية مايو/ أيار.

والجدل نفسه قائم في مناطق أخرى من أميركا اللاتينية. ففي بوغوتا (كولومبيا) وكيتو (الإكوادور) يُمنع قتل الثيران، وحكم القضاء في البيرو ضد الحظر.

مصارعة الثيران تقسم إسبانيا

يعد الطابع الثقافي لمصارعة الثيران موضوع نقاش حيوياً في إسبانيا بين منتقدي مصارعة الثيران والمدافعين عنها. فقد أدرجته حكومة مُحافِظَة عام 2013 في قائمة "التراث الثقافي غير المادي" لإسبانيا. وعلى هذا الأساس، تمنح وزارة الثقافة منذ 2013 جائزة لمصارعة الثيران، على غرار الجوائز التي تمنحها في مجالي الأدب والشعر.

لكن إعلان إلغاء الجائزة الوطنية لمصارعة الثيران في إسبانيا، في مايو/أيار من العام الماضي، أدى إلى إعادة إحياء النقاش بشأن هذا النوع من الأنشطة، وإلى منازلة على الحلبة السياسية بين الحكومة اليسارية والمعارضة اليمينية.

وحظرت منطقة كتالونيا (شمال شرق إسبانيا) مصارعة الثيران عام 2010، لكنّ المحكمة الدستورية فسخت هذا القرار في نهاية عام 2016. كذلك قرر أرخبيل الباليار حظر قتل الثيران، لكنّ المحكمة نفسها فسخت قراره عام 2018. وتُعدّ جزر الكناري المنطقة الوحيدة في إسبانيا التي أصبح قرار حظر مصارعة الثيران نافذاً فيها منذ عام 1991.

وفي فرنسا، رفض مجلس الشيوخ في نوفمبر/ تشرين الثاني مشروع قانون يرمي إلى حظر مشاهدة مصارعة الثيران لمن تقل أعمارهم عن 16 عاماً.