أنقذ المهاجم، سيف الدين الجزيري (32 عاماً)، منتخب بلاده تونس من فخّ التعادل على أرضه، بعدما أحرز هدفاً ثميناً في مرمى مالاوي، الاثنين، ضمن تصفيات كأس العالم لكرة القدم فيفا 2026، خلال اللحظات الأخيرة من اللقاء، ليمهّد لفوز "نسور قرطاج" بهدفين من دون رد، على استاد حمادي العقربي برادس.
وبينما كانت المباراة تتجه إلى التعادل السلبي، أقحم المدير الفني للمنتخب التونسي، سامي الطرابلسي، نجم نادي الزمالك المصري، لينجح الأخير في افتتاح النتيجة عند الدقيقة (86) وسط فرحة عارمة في صفوف الجماهير التي حضرت بقوة لمساندة اللاعبين، قبل أن يبصم زميله إلياس العاشوري على فوز تونس، بهدفٍ ثانٍ في الدقيقة (92) من ركلة جزاء.
وأعاد سيف ذكريات جميلة للجماهير التونسية، عندما كان المدير الرياضي الحالي لكتيبة "نسور قرطاج"، زياد الجزيري، مصدر سعادة لهم، حين نثر سحره على استاد حمادي العقربي برادس بالذات، بفضل أهدافه الحاسمة طوال مسيرته مع منتخب تونس، وأهمها هدفه في مرمى المغرب في الملعب نفسه، خلال المباراة النهائية لبطولة كأس أمم أفريقيا، 2004، وقاد بها بلده للتتويج القاري الوحيد له حتى الآن.
واقترن اسم الجزيري منذ ذلك العام، بأبرز حدث في تاريخ الكرة التونسية، حتى صار زياد أحد أساطير منتخب بلاده، وعند بروز سيف مع النادي الأفريقي قبل قرابة عشر سنوات، استحضر المتابعون لقب الجزيري، وتطلعوا إلى إعادة ذلك الزمن الجميل الذي بقي عالقاً في أذهان كلّ التونسيين، لكن مسيرة سيف مع المنتخب عرفت تقلّبات وفترات صعبة، إلا أنّ هدفه ضد مالاوي قد يعيد توزيع الأوراق في حسابات الجهاز الفني، وربما يمنحه حجماً آخر مع الفريق في المواعيد القادمة.
وتعتمد تونس في هذه الفترة التي تسبق كأس أمم أفريقيا 2025، وبطولة كأس العالم 2026، على ثنائية الجزيري، سواء زياد المدير الرياضي، أو سيف صاحب الـ11 هدفاً مع المنتخب حتى الآن، وذلك من أجل تحقيق حلم عاشه زياد لاعباً ويتمنى تحقيقه وهو مدير رياضي، وهو التتويج بأمم أفريقيا، وهدف آخر مشترك بينهما، يتمثّل في بلوغ الدور الثاني من منافسات المونديال.