يعيش الفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً)، فترة زاهية في أول موسم له مع ريال مدريد الإسباني الذي انضم إليه الصيف الماضي قادماً من باريس سان جيرمان الفرنسي، بعدما أصبح الهداف الأول للفريق والمنقذ الدائم في المباريات الحاسمة، كما حدث في مواجهة ليغانيس، السبت الماضي، التي قاد فيها فريقه لتحقيق فوز ثمين، حافظ به على آماله في المنافسة على الليغا، كما تمكن من خلال هدفيه في اللقاء من معادلة عدد أهداف النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو (40 عاماً)، في أول موسم له بقميص النادي الملكي (33 هدفاً).
ويتزامن تألق مبابي مع تراجع واضح في مستوى البرازيلي فينيسيوس جونيور (24 عاماً)، الذي دخل في مرحلة من الشك، انعكست على أرقامه هذا الموسم، ما أتاح الفرصة لزميله الفرنسي ليصبح النجم الأول للفريق. هذا التحوّل يأتي بعد سيطرة فينيسيوس على الأضواء داخل الفريق في المواسم السابقة، خاصة بعد رحيل رونالدو إلى النصر السعودي، ثم الفرنسي كريم بنزيمة (37 عاماً)، إلى الاتحاد السعودي.
وبدا تراجع فينيسيوس واضحاً في النصف الثاني من هذا الموسم، فعلى الرغم من محاولاته المتكررة لاختراق دفاعات المنافس، إلا أن خطورته الهجومية تراجعت بشكل ملحوظ، إذ لم تعد مراوغاته تشكل تهديداً حقيقياً، إضافة إلى إضاعته العديد من الفرص التهديفية، وهو ما يعكس أزمة هجومية حادة يعاني منها اللاعب، خاصة منذ فبراير/ شباط الماضي، مسجلاً هدفين فقط في آخر 14 مباراة، وصانعاً تمريرة حاسمة واحدة، مع عدم حصوله على أي ركلة جزاء، ليتراجع معدله إلى مساهمة واحدة كل 369 دقيقة، وفقاً لإحصاءات موقع ترانسفير ماركت، مقارنةً بـ16 هدفاً في النصف الأول من الموسم، كما صنع تسعة آخرى وحصل على ثلاث ركلات جزاء في 27 مباراة، بمعدل مساهمة تهديفية كل 75.6 دقيقة.
وتجاوزت أزمات فينيسيوس مسألة الأرقام التهديفية، إذ لم يعد يتمتع بالحضور الذهني نفسه الذي كان عليه سابقاً، فقد بات النجم البرازيلي يثير الجدل في معظم المباريات، سواء من خلال مشادات مع الجماهير والحكام، أو حتى مع زملائه داخل الفريق، كما حدث أخيراً في الخلاف العلني مع الكرواتي لوكا مودريتش، وهو ما أثار تساؤلات كثيرة بين جماهير ريال مدريد حول تأثير الضغوطات النفسية التي يعيشها اللاعب بعد العروض المغرية التي تلقاها من أندية الدوري السعودي، فقد كشفت تقارير أن أحد الأندية عرض على فينيسيوس راتباً خيالياً يصل إلى 200 مليون يورو سنوياً، أي ما يعادل مليار يورو لمدة خمس سنوات، وهو ما قد يكون عاملاً إضافياً في حالة التشتت الذهني التي يمرّ بها اللاعب.
ورغم أنّ تجديد عقد فينسيوس يُعد أولوية قصوى لريال مدريد في الوقت الحالي، بحسب التقارير الإسبانية، خاصة بعد تعبيره عن رغبته في البقاء داخل "سانتياغو برنابيو"، بعد رفضه العرض الأول من النادي، إلا أنّ تألق مبابي وتحوّله إلى النجم الأول للفريق قد يدفع إدارة النادي الملكي إلى إعادة النظر في مستقبل فينيسيوس، خاصة مع العروض المغرية القادمة من الدوري السعودي، والتي قد توفر لريال عائداً مالياً ضخماً، إذ قد تتجه الإدارة إلى الاكتفاء بنجم واحد بهدف تخفيف التكاليف المالية الهائلة داخل النادي، لا سيما في ظل سياسة التوازن المالي التي يسعى للحفاظ عليها.