قال الشاعر الحكيم:
لقد أسمعت لو ناديت حياّ
ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نارا نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في رماد
بحّت الحناجر بالهتافات والخطابات، نصرة للشعب الفلسطيني في غزة، وقفات شعبية حاشدة، أمام السفارة الأمريكية بنواكشوط..
لقد قام الشعب الموريتاني الأبي بهبة كبيرة لنصرة إخوته في غزة التي تتعرض للإبادة، وقد شمل الإضراب كافة مجالات الحياة طيلة اليوم استجابة لنداء الأخوة والدين والانتماء.
إنه تعبير حضاري وراق ونبيل، في نصرة شعب أعزل تطحنه آلة الحرب الإسرائيلية، بمدد لا ينقطع من الولايات المتحدة ورئيسه المتغطرس ترمب.
يتماهى هذا الموقف مع التوجهات الرسمية، التي طالبت في كل المنابر الإقليمية والدولية بضرورة لجم العدو الإسرائيلي وحماية الشعب الفلسطيني.
إن المشاركة الشعبية الواسعة في الإضراب العالمي من طرف مختلف فئات الشعب الموريتاني، ووقف كل الأنشطة والرسمية والخاصة تظهر بجلاء عمق تجذر الاهتمام الشعبي والرسمي بالقضية الفلسطينية وتضحيات أبنائها على طريق التحرر.
تاريخيا كانت مواقف موريتانيا منذ دولة الاستقلال إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، وسار حكام هذا البلد على ذلك، مع استثناء مظلم في السنوات الأخيرة من حقبة ولد الطايع.
ختاما: الشعب الموريتاني خلد موقفا أخويا كبيرا بالاستجابة الفورية للاضراب، وهو لا يقل أهمية عن نصرة الأشقاء في غزة بالدعم المادي شعبيا وسياسيا وبرعاية السلطات العليا.
إنه موقف راق ومعبر في زمن التخاذل غير المبرر.
كلمة الجديد .. زاوية يومية يكتبها "تحرير الموقع"