فاق برشلونة التوقعات في أول موسم تحت قيادة المدرب هانزي فليك، ورغم كل الأزمات المالية والإدارية توج بلقب الدوري الإسباني بجدارة بعد الفوز بكأس الملك والسوبر الإسباني، فضلاً عن بلوغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
برشلونة استند على ترسانة هجومية مرعبة بقيادة روبرت ليفاندوفسكي ورافينيا ولامين يامال، والعديد من المواهب الشابة من أبناء لاماسيا، وراهن فليك على الضغط الشرس للتفوق على خصومه رغم العيوب الدفاعية الواضحة واستقبال الكثير من الأهداف.
وفيما يلي استعراض لأبرز 10 محطات فارقة في موسم برشلونة..
تعيين فليك
جدّد برشلونة التعاقد مع المدرب تشافي هرنانديز رغم الموسم الصفري الماضي، لكن انتقاداته للإدارة خلال تصريحات صحفية دفعت النادي لإقالته بشكل مفاجئ.
وراهن الرئيس جوان لابورتا وإدارته على فليك لقيادة الفريق هذا الموسم، بعد أن كان عاطلاً عن العمل عقب تجربة محبطة مع المنتخب الألماني.
كانت خيارات فليك محدودة جداً في التشكيلة طيلة الموسم، لكنه نجح في تطوير مستويات اللاعبين، مثل رافينيا الذي كان مهمشاً في فترة تشافي وكان قريباً من الرحيل، ليحوله إلى سلاح فتاك ومرشح بقوة للكرة الذهبية.
كما منح الثقة للعديد من اللاعبين الصاعدين مثل يامال وباو كوبارسي وفيرمين لوبيز وجيرارد مارتين، وحقق الاستفادة القصوى من البدلاء لتحويلهم إلى أساسيين بنفس الكفاءة.
ففي بداية الموسم كان مارك كاسادو ومارك بيرنال من الخيارات الأساسية بخط الوسط، لكنهما تعرضا لإصابتين قويتين، دون أن يتأثر الفريق بغيابهما بعد أن أعاد فليك بريق فرينكي دي يونغ، وأحسن توظيف فيرمين لوبيز وداني أولمو بين الوسط والهجوم، كما أظهر فيران توريس فاعلية كبيرة في غياب الهداف ليفاندوفسكي.
بدأ فليك عهده بأفضل طريقة ممكنة مع الفريق الكتالوني بالفوز في 7 مباريات متتالية في الليغا مع تسجيل 23 هدفاً، وتخطى مواجهات صعبة أمام فالنسيا (2-1) وبلباو (2-1) وجيرونا (4-1) وفياريال (5-1) مع التفوق على خيتافي (1-0) ورايو فايكانو (2-1) واكتساح بلد الوليد (7-0).
الصفعة الأولى
تلقى برشلونة أول ضربة بالموسم حين خسر 4-2 بملعب أوساسونا بالجولة الثامنة في 28 سبتمبر الماضي، لكن الفريق نهض سريعاً وتغلب بجدارة 3-0 على ألافيس و5-1 أمام إشبيلية.
رباعية برنابيو والثأر من بايرن
خاض برشلونة أول كلاسيكو بالموسم ضد ريال مدريد في سانتياغو برنابيو، واستعرض فريق فليك أسلحته الهجومية بعد ساعة تقريباً دون أهداف، ليسجل رباعية متتالية وينتصر 4-0، لينال دفعة معنوية هائلة يوم 26 أكتوبر.
وجاء الفوز بعد 3 أيام من سحق بايرن ميونيخ 4-1 في دوري أبطال أوروبا، ليثأر الفريق الكتالوني بعد سلسلة هزائم مدوية أمام العملاق الألماني.
هزة منتصف الموسم
تعرض برشلونة لهزة قوية بين شهري نوفمبر وديسمبر بعد الاكتفاء بفوز واحد في 8 مباريات بالليغا، وشهدت هذه السلسلة هزائم أمام سوسيداد ولاس بالماس وليغانيس وأتلتيكو مدريد، بجانب التعادل أمام ريال بيتيس وخيتافي.
في هذه الفترة نجح ريال مدريد في الانفراد بصدارة الليغا بفارق 8 نقاط عن برشلونة صاحب المركز الثالث آنذاك.
سوبر جدة وجدل أولمو
وجّه برشلونة ضربة أقوى لغريمه المدريدي بعد أن سحقه 5-2 في نهائي السوبر الإسباني في جدة يوم 9 يناير، ليتوج فليك بلقبه الأول مع الفريق.
جاء التتويج بعد جدل طويل حول منع تسجيل داني أولمو، الصفقة الوحيدة الكبيرة لبرشلونة هذا الموسم، بسبب مخالفة لقواعد اللعب المالي النظيف، قبل أن يحصل برشلونة على حكم بالسماح بتسجيل اللاعب الإسباني حتى نهاية الموسم.
تشيزني حارس العرين
كان انضمام الحارس البولندي فويتشيك تشيزني اضطرارياً بعد الإصابة القوية لمارك أندري تير شتيغن أمام فياريال في مايو 2024، حيث أعاده برشلونة من الاعتزال للعب دور بديل البديل إنياكي بينيا.
لكن نقطة التحول حدثت بسبب قرار انضباطي، حين تأخر بينيا عن اجتماع للفريق، ليقرر فليك الرهان على تشيزني في السوبر الإسباني، ثم قرر أن يواصل تشيزني اللعب لبقية الموسم بعد أن أظهر تألقاً كبيراً، وأنقذ برشلونة بالفعل في كثير من المواقف.
ريمونتادا أتلتيكو
ربما كانت العودة من السعودية إلى أجواء الليغا محبطة بعض الشيء بعد تعادل مع خيتافي، لكن فريق فليك كشر عن أنيابه سريعاً وحقق 9 انتصارات متتالية، أبرزها الفوز 4-2 أمام أتلتيكو مدريد بعد ريمونتادا مثيرة، حين حول تأخره 2-0 بعد الدقيقة 70.
تزامن ذلك مع احتلال المركز الثاني في نهاية مرحلة الدوري في تشامبيونز ليغ والتأهل المباشر لدور الـ16، بعد مسيرة رائعة بمرحلة الدوري.
عام شبه مثالي
تحول برشلونة إلى مرشح قوي للثلاثية الكبرى بعد أن تجنب الهزيمة خلال عام 2025 بجميع المسابقات، قبل خسارة غير مؤثرة أمام دورتموند في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، ثم خسارة درامية بملعب سان سيرو بالإياب ليخرج من نصف النهائي بشق الأنفس بنتيجة إجمالية 7-6.
وعلى مستوى الليغا، لم يخسر برشلونة أي مباراة في 2025، وتعادل فقط أمام ريال بيتيس في أبريل، بعد أن بدأ العام بتعادل مع خيتافي.
تدمير ريال مدريد في أسبوعين
تغلب برشلونة على ريال مدريد بهدف جول كوندي القاتل 3-2 بعد وقت إضافي لينتزع كأس الملك يوم 26 أبريل في إشبيلية، وبعد نحو أسبوعين حقق الفوز الرابع على التوالي في الكلاسيكو ليقهر ريال مدريد 4-3 ويحرمه من آخر بصيص أمل للعودة في المنافسة على الليغا، بعد أن وسع الفارق إلى 7 نقاط قبل آخر 3 جولات.
