ارتفع الدولار، اليوم الخميس، مدعوما بالطلب على الملاذ الآمن بسبب مخاوف نشوب صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط واحتمال تدخل الولايات المتحدة فيه، في حين يقيم المتعاملون النبرة الحذرة لرئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول بشأن التضخم.
وبعد بداية هادئة في آسيا، ارتفع الدولار أمام أغلب العملات مما أثر بشكل كبير على العملات الحساسة للمخاطر بعد تقرير أفاد بأن المسؤولين الأميركيين يستعدون لاحتمال توجيه ضربة لإيران في الأيام المقبلة.
وتراجع الدولار الأسترالي بما وصل إلى 0.5% وفي أحدث تعاملات بنسبة 0.3% إلى 0.6489 دولار أميركي. كما تراجع الدولار النيوزيلندي 0.5% إلى 0.5998 دولار أميركي. وشهدت عملات الأسواق الناشئة خسائر أيضا وانخفض الوون الكوري الجنوبي واحدا بالمئة.
وأدى التوتر الجيوسياسي المتصاعد بسرعة إلى استعادة الدولار لمكانته كملاذ آمن، محققا مكاسب أمام الين واليورو والفرنك السويسري.
الدولار يرتفع
وتبادلت إيران وإسرائيل المزيد من الهجمات الجوية اليوم الخميس، مع دخول الصراع يومه السابع. كما تزايدت المخاوف بشأن احتمال تورط الولايات المتحدة في الصراع، إذ أبقى الرئيس دونالد ترامب العالم في حالة من الترقب حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى القصف الإسرائيلي للمواقع النووية الإيرانية.
وقال بعض المحللين لرويترز إن المتعاملين يتطلعون إلى تغطية مراكزهم القصيرة على الدولار.
وقال مات سيمبسون كبير المحللين في سيتي إندكس «يبدو أن الدولار مهيأ لارتفاع في عمليات البيع على المكشوف، خاصة إذا دخلت الولايات المتحدة في صراع الشرق الأوسط».
وذكر كريستوفر وونغ محلل العملات في أو.سي.بي.سي أن المخاوف الجيوسياسية طغت على ما يبدو على نتائج اجتماع اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة، وأضاف «يسيطر النفور من المخاطرة على المعنويات وهذا يضغط على العملات الحساسة للمخاطرة».
الأسواق الأميركية مغلقة، اليوم الخميس، في عطلة مما قلل من أحجام السيولة.
وسجل اليورو أدنى مستوى في أسبوع وتراجع في أحدث تعاملات 0.25% إلى 1.1455 دولار، في طريقه لتسجيل 0.8% خسارة أسبوعية، وهو أكبر انخفاض أسبوعي منذ فبراير/شباط. وفي أحدث تداولات سجل الين 145.13 مقابل الدولار.
مؤشر الدولار
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة لأميركية مقابل سلة من ست عملات، 0.11% إلى 99 ويقترب من مكاسب أسبوعية بنحو 0.9%، وهو أقوى أداء أسبوعي منذ أواخر يناير/كانون الثاني.
وفي خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع، أبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي على أسعار الفائدة دون تغيير بينما أشار صناع السياسات إلى أنهم لا يزالون يتوقعون خفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية هذا العام، رغم عدم اتفاقهم جميعا على الحاجة إلى خفض أسعار الفائدة.
وقال باول إن تضخم أسعار السلع سيرتفع خلال فصل الصيف مع بدء تأثير رسوم ترامب على المستهلكين.
وأضاف باول في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء «في نهاية المطاف، يجب دفع تكلفة الرسوم الجمركية، وسيقع جزء منها على المستهلك النهائي... نحن نعلم ذلك لأن هذا ما تقوله الشركات. وهذا ما تقوله البيانات السابقة».
وتسلط تصريحات باول الضوء على التحدي الذي يواجه عملية صنع القرار في وقت يحاول فيه القائمون عليها التغلب على الغموض الذي يكتنف الأسواق بسبب الرسوم الجمركية والمخاطر الجيوسياسية، وهو ما يزيد من قلق الأسواق بشأن مسار أسعار الفائدة الأميركية.
وتراجع الجنيه الإسترليني 0.14% إلى 1.3403 دولار قبل قرار السياسة النقدية لبنك إنجلترا، إذ من المتوقع أن يبقي البنك على أسعار الفائدة دون تغيير.
وسجل الفرنك السويسري 0.81995 مقابل الدولار قبيل قرار السياسة النقدية من البنك الوطني السويسري.