قال وزير الطاقة والنفط محمد ولد خالد اليوم إن الحكومة خصصت 45 مليار أوقية قديمة للكهرباء تلبية لحاجيات السكان في الولايات الداخلية.
قرار جيد؛ ولكن العاصمة هي الأولي بتوفير الكهرباء، حيث مازال يشهد انقطاعات مزمنة ومزعجة .
إن توفير الخدمات الضرورية للمواطن في أي شبرمن أرض الوطن مطلوب ومرحب به ولكن يجب أن تراعى الأولويات .
من المضحك المبكي في بلادنا أن أحد سكان القرى أكد لي ذات مرة أن خدمات الكهرباء أفضل لديهم بكثير مما لدينا هنا بالعاصمة نواكشوط .
غريب أمر سلطاتنا تهتم بتوفبر خدمات جيدة في الداخل، وتترك واجهة البلاد على الخارج دون أي مبرر .
في العالم تحرص معظم الدول على أن تتوفر كل الخدمات وأسباب الراحة والطمأنينة بالعاصمة، ثم يتم الانتقال إلى الداخل بالتدريج .
إن وضعية الكهرباء في العاصمة، وماتعرفه من انقطاعات وما تتسبب فيه من إزعاج للمواطنين، جديرة بالرعاية الرسمية لأنها مشكلة تؤرق كل سكان المدينة وتعطل مصالحهم، وتمس من سمعتها لدى المقيمين الذين لايمكن أن يتفهم أحدهم مبرر مثل تلك الانقطاعات في بلاد الغاز والثروة المعدنية والسمكية .
إن توفير الكهرباء في العاصمة الجيد، يجب أن يكون في مقدمة اهمتمامات الحكومة، لأن العاصمة بحاجة ماسة إلى شبكة كهربائية تواكب عصرنتها، تمكن من استمرار الحياة بمحتلف أوجهها في مظهر مدني راق، لاخوف فيه من الظلام الدامس والخسائر المادية، وتعطل المصالح أو لاستعانة بمولدات الكهرباء كثيرة التكلفة والضوضاء .
ختاما: الكهرباء هو إكسير الحياة في المدينة، ومن مقومات بنيتها التحتية المطلوبة، ومن عوامل مظاهرها الجمالية، إضافة لكونه هو المحرر الأساسي لكل الأنشطة يها.
فمتى تعي الحكومة هذه الحقيقة وتدرك دلالة المثل" مافي المدينةأحوج منا"؟.