أسعار النفط تواصل ارتفاعها مع احتدام الصراع الإيراني الإسرائيلي

ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية، اليوم الأربعاء، بعد أن أنهت الجلسة السابقة على زيادة بأكثر من 4% وسط مخاوف من أن يؤدي الصراع الإيراني الإسرائيلي إلى تعطيل الإمدادات.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 26 سنتا بما يعادل 0.3% إلى 76.71 دولار للبرميل بحلول الساعة 04:40 بتوقيت غرينتش. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 35 سنتا أو 0.5% إلى 75.19 دولار للبرميل.

الصراع الإيراني الإسرائيلي

ودعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الثلاثاء طهران إلى «الاستسلام غير المشروط» مع دخول الحرب الجوية بين إيران وإسرائيل يومها السادس.

وقال 3 مسؤولين أمس الثلاثاء إن الجيش الأميركي ينشر المزيد من الطائرات المقاتلة في المنطقة لتعزيز قواته.

وقال محللون إن السوق قلقة إلى حد كبير من تعطل الإمدادات في مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله خُمس النفط المنقول بحرا في العالم.

وإيران ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، إذ تستخرج نحو 3.3 مليون برميل يوميا من الخام، لكن الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى المنتجين في (أوبك) وحلفائها قادرة على تغطية هذا الكم بسهولة.

وقال محللون في وكالة فيتش للتصنيف الائتماني في مذكرة للعملاء «أي خلل جوهري في البنية التحتية للإنتاج أو التصدير في إيران سيزيد من الضغط على الأسعار. لكن حتى في حال توقف جميع الصادرات الإيرانية، يمكن تعويضها من خلال الطاقة الإنتاجية الفائضة من منتجي أوبك+... حوالي 5.7 مليون برميل يوميا».

وقفزت أسعار خام برنت بنحو عشرة دولارات للبرميل خلال الأسبوعين الماضيين، وتوقع محللو فيتش اقتصار علاوة المخاطر الجيوسياسية في أسعار النفط على ما يتراوح بين 5 إلى 10 دولارات تقريبا.

سوق الطاقة

وفي مؤشر آخر على اضطرابات سوق الطاقة، قالت مصادر في السوق إن علاوة خام برنت فوق خام دبي القياسي للشرق الأوسط ارتفعت إلى ما يزيد عن ثلاثة دولارات للبرميل، اليوم الأربعاء، لتصل ما تشير بيانات مجموعة بورصات لندن إلى أنه أعلى مستوى منذ أواخر سبتمبر أيلول 2023.

كما تترقب الأسواق أيضا اليوم الثاني من مناقشات مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي (البنك المركزي الأميركي)، اليوم الأربعاء، إذ من المتوقع أن يبقي على سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة في نطاق بين 4.25 بالمئة و4.50 بالمئة.

رغم ذلك، قال توني سيكامور محلل الأسواق لدى آي.جي إن الصراع في الشرق الأوسط وخطر تباطؤ النمو العالمي قد يدفعان المجلس إلى خفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في يوليو/تموز، وهو ما يسبق الموعد الذي تتوقعه السوق حاليا وهو سبتمبر/أيلول.

وأضاف «يمكن أن يصبح الوضع في الشرق الأوسط حافزا للاحتياطي الاتحادي ليبدو أكثر ميلا للتيسير، كما فعل في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023».

ويعزز انخفاض أسعار الفائدة بشكل عام النمو الاقتصادي والطلب على النفط.

لكن ما يربك قرار الاحتياطي الاتحادي هو أن الصراع في الشرق الأوسط يتسبب أيضا في مصدر جديد للتضخم من خلال دفعه أسعار النفط للارتفاع.

 

المصدر:رويترز