وفاة مهندس جزائري إثر سقوط طائرة صنعها بنفسه

في تكرار لقصة عباس بن فرناس الشهيرة، توفي المهندس الجزائري يزيد دوغة، بعد سقوط طائرة كان قد صنعها بإمكاناته الخاصة، خلال محاولة تجريبية للتحليق بها.

وأفادت مصالح الحماية المدنية في الجزائر أن الحادث وقع يوم الاثنين أثناء تجربة الطائرة، ما أدى إلى إصابة رجل في الخمسين من عمره بجروح متعددة. وقدمت له الإسعافات الأولية في مكان الحادث، قبل نقله إلى مستشفى المسيلة لتلقي العلاج، لكنه فارق الحياة صباح اليوم الثلاثاء متأثراً بإصاباته.

وأعلنت صفحة مدينة المسيلة الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي وفاة المهندس يزيد دوغة، بعد ساعات من تداول أنباء عن وجوده في قسم العناية المركزة، مشيرةً إلى أن الطائرة سقطت أثناء عملية تجريبية، مما تسبب في إصابات بليغة في أنحاء متفرقة من جسده.

وكان يزيد دوغة، مثل عباس بن فرناس، يحلم بالتحليق في سماء ولايته بطائرة من صنع يديه، وبإمكانات محدودة. وذكرت صحيفة الشروق الجزائرية، نقلاً عن مقربين منه، أنه لم يشعر باليأس يوماً، بل واصل العمل والاجتهاد حتى تمكّن من تجسيد بعض أفكاره، بأبسط الوسائل. ووفق ما أوردته الصحيفة، فإن دوغة استطاع بالفعل التحليق بطائرته، ما دفع أبناء منطقته إلى تلقيبه بـ"عباس بن فرناس زمانه"، تقديراً لطموحه وإصراره على مطاردة حلمه رغم الصعوبات.

وعباس بن فرناس بن ورداس التاكرتي الأندلسي هو عالم موسوعي عاش في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) في قرطبة، وخلّف بصمات لافتة في مجالات علمية شتى، من بينها اختراعه للزجاج الشفاف وعدسات تصحيح البصر وقلم الحبر والساعة المائية، بالإضافة إلى رصد الأجرام السماوية. إلا أن أشهر إنجازاته كانت محاولته الجريئة للطيران، إذ استخدم الحسابات لقياس السرعة واتجاه الرياح، ثم كسى نفسه بالريش وقفز من مكان مرتفع، فنجح في التحليق لوقت قصير، قبل أن يسقط بسبب إغفاله لأهمية الذيل في الهبوط، ما أدى إلى إصابة في ظهره تعافى منها لاحقاً.