تبحر الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا ثونبرغ مع نشطاء آخرين الأحد إلى غزة على متن سفينة إنسانية احتجاجا على الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع، وفق ما أفادت نائبة فرنسية فلسطينية.
وينظم الرحلة «أسطول الحرية»، وهو تحالف من مجموعات معارضة للحصار الذي فرضته إسرائيل في 2 مارس/ آذار على غزة ولم تبدأ برفعه جزئيا إلا مؤخرا بعد تزايد الضغوط الدولية حتى من حلفاء تل أبيب.
وقالت ريما حسن، عضو البرلمان الأوروبي المشاركة في الرحلة، إن العملية لها «أهداف متعددة: إدانة الحصار الإنساني والإبادة الجماعية المستمرة والإفلات من العقاب الممنوح لدولة إسرائيل، ورفع مستوى الوعي الدولي».
وأثارت حسن، وهي شخصية بارزة في الحزب اليساري «فرنسا الأبية»، جدلا في الماضي بتصريحاتها حول الشرق الأوسط.
وكان من المقرر أن تزور الأراضي الفلسطينية المحتلة في فبراير/ شباط مع وفد من البرلمان الأوروبي، لكنها قالت إنها مُنعت من دخول إسرائيل.
وكان من المقرر أن تقوم ثونبرغ، التي اشتهرت بتنظيم احتجاجات للمراهقين من أجل المناخ في بلدها السويد، بالرحلة إلى غزة في وقت سابق هذا الشهر على متن سفينة تابعة لتحالف أسطول الحرية، لكن السفينة تعرضت لهجوم إسرائيلي أثناء رحلتها، وهو سلوك متكرر من قبل الاحتلال الإسرائيلي على مدار العقود الماضية تجاه أي سفينة تحاول كسر الحصار على غزة.
ففي عام 2010، هاجمت إسرائيل سفينة «مافي مرمرة» التي انطلقت من جنوب تركيا ضمن أسطول دولي كان يحمل مساعدات لغزة، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 28 آخرين.
أقصى قدر من التعبئة
وصرّحت حسن على مواقع التواصل الاجتماعي «لضمان أمننا، وكذلك نجاح مهمتنا، نحتاج إلى أقصى قدر من التعبئة العامة لهذه المبادرة».
وأعلن البيت الأبيض الخميس أنّ إسرائيل وافقت على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي تم تقديمه أيضا إلى حركة حماس، لكن الحركة لم تسلم ردها بعد، مع مؤشرات بأنها قد تقبل ورقة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
اعتداء إسرائيلي على الرحلة السابقة
وفي الأسبوع الأول من مايو/ أيار الجاري، أعلن ناشطون من «تحالف أسطول الحرية» الذي يسعى لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة، تعرض سفينة مساعدات متوجهة إلى القطاع لهجوم بطائرات مسيرة في المياه الدولية قبالة سواحل مالطا.
وذكر النشطاء أن الضربة استهدفت على ما يبدو مولد الكهرباء في السفينة، ما أدى إلى انقطاع التيار عنها وعرضها لخطر الغرق، بحسب ما ورد في البيان.
واتهمت حركتا حماس والجهاد إسرائيل باستهداف السفينة ووصفتا الهجوم بالقرصنة والإرهاب.
كما طالب المرصد الأورومتوسطي من جهته بمحاسبة كل من خطط للهجوم على سفينة أسطول الحرية أو أمر به أو شارك فيه كما طالب بضمانات فورية لعبور بحري آمن للمساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة.
وأعرب المتحدث باسم الخارجية التركية، عن إدانة بلاده بأشد العبارات الهجوم على سفينة مدنية تسعى لكسر الحصار على قطاع غزة، معتبرا ذلك تهديدا لحرية الملاحة والأمن البحري في المياه الدولية.
تفاصيل الهجوم
أكدت الخارجية التركية أنه «سيتم بذل كل الجهود اللازمة للكشف عن تفاصيل الهجوم في أقرب وقت ممكن وتقديم الجناة إلى العدالة... بالتعاون مع السلطات المالطية لنقل مواطنينا إلى مكان آمن».
وأفادت المنظمة في بيان أنه «في تمام الساعة 00,23 بتوقيت مالطا (22,23 بتوقيت غرينتش)، تعرضت سفينة (كونشياس-الضمير العالمي)، إحدى سفن أسطول الحرية المتوجهة إلى غزة، لهجوم مباشر في المياه الدولية».
وأضاف البيان «هاجمت طائرات مسيرة مسلحة مقدمة سفينة مدنية غير مسلحة مرتين، مما تسبب في اندلاع حريق وخرق كبير في هيكلها».
وعند سؤال التحالف عما إذا كان يعتقد أن إسرائيل وراء الهجوم، قالت هاي شا ويا المتحدثة باسمه لوكالة فرانس برس إنهم يشتبهون في ذلك.
وقالت «رغم أننا لا نستطيع التأكيد بنسبة 100%، إلا أننا نشتبه في أن إسرائيل هي المسؤولة»، معتبرة أن تل أبيب هي الجهة الرئيسية التي لديها مصلحة في إبقائنا وأي مساعدات خارج غزة».
ودعا تحالف أسطول الحرية إلى استدعاء السفراء الإسرائيليين ومطالبتهم بالمحاسبة على انتهاكات القانون الدولي، بما في ذلك الحصار المستمر (على قطاع غزة) وقصف سفينة المدنية في المياه الدولية.