نائبة بالبرلمان الأوروبي: غزة كشفت النفاق الدولي والجُبن السياسي

بمشاركة 12 ناشطا دوليا بينهم نواب، انطلقت السفينة مادلين من شواطئ إيطاليا متوجهة إلى غزة بهدف كسر الحصار الإسرائيلي الوحشي على القطاع وتوصيل مساعدات لسكان القطاع.

ومن على متن السفينة، في أثناء إبحارها بالبحر المتوسط، قالت النائبة الفرنسية بالبرلمان الأوروبي ريما حسن، إن السفينة وصلت مساء اليوم الأربعاء إلى قرب المياه الإقليمية لليونان، ونتجه نحو غزة.

مستمرون بالرغم من المخاطر

وأضافت في تصريحات لبرنامج «مدار الغد» أن النشطاء استيقظوا فجرا على صوت صافرات إنذار بالسفينة حيث علمنا أن هناك طائرات مسيرة تحوم حول سفينتنا، لا نعرف هل كانت تنوي الطائرات للمراقبة أم لقصفنا بالقنابل، ولكن على الجميع أن يعلم أننا مستمرون بالرغم من المخاطر.

وتابعت بإصرار: «لست خائفة لأن إسرائيل لا تستحق أن نخاف منها».

وقالت ريما إن غزة بالنسبة لها وللنشطاء تعني أشياء كثيرة، واصفة ما يقوم به الاحتلال في غزة بأنه «معمل للشر ومرآة للإبادة»، و«مرآة للنفاق للدولي والعجز والجبن السياسيي».

وتابعت: «غزة أيضا من جانب آخر مرآة للتضامن الإنساني، تدعمها شعوب العالم، وقررنا اقتحام الحصار لنقول للبشرية كلها نحن هنا ونرفض أن نبقى غير مكترثين بما يحدث بها».

تخاذل عالمي

وأضافت أن تخاذل الأوروبيين سببه عقدتهم التاريخية مع اليهود في أوروبا، كما أن العالم العربي لا يتحمل مسؤولياته ولا واجباته كما ينبغي، مؤكدة أن القضية الفلسطينية هي ملتقى كل النضالات وعلى الجميع أن يقوم بدوره، وكل الحكومات كان عليها أن تفي بواجباتها وتعهداتها وتقدم كل الدعم للفلسطينيين.

الاحتلال يترصد السفينة

من جهتها قالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم الأربعاء، إن جهاز الأمن قرر عدم السماح للسفينة «مادلين» التي تحمل مساعدات لغزة وتهدف لكسر الحصار على القطاع، من الاقتراب من شواطئها، حيث من المتوقع أن تصل السفينة بعد 5 أيام.

وأضافت هيئة البث أنه في البداية تم بحث إمكانية السماح لها بالوصول إلى غزة، إذ إنها لا تشكل خطرا أمنيا على إسرائيل، لكن جهاز الأمن تراجع عن ذلك معتبرا أن هذه الخطوة ستخلق سابقة بكسر الحصار عن القطاع.

وأكدت هيئة البث أن من المرتقب أن يعقد وزير الجيش يسرائيل كاتس اجتماعا، غدا الخميس، مع قادة الأجهزة الأمنية لبحث كيفية التعامل مع السفينة، وهناك تصورات عدة، منها عدم السماح للسفينة بالاقتراب من المياه الإقليمية الإسرائيلية وتركها في عرض البحر، أو مرافقتها بواسطة سلاح البحرية إلى ميناء أشدود واعتقال النشطاء.

البحرية الإسرائيلية تستعد

ومساء الإثنين الماضي، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال أن سلاح البحرية الإسرائيلي يستعد لوصول سفينة مادلين لكسر الحصار على قطاع غزة.

ونقلت إذاعة الجيش عن مصادر عسكرية أن الجيش الإسرائيلي يطبق الحصار البحري الأمني على غزة ومستعد لجميع السيناريوهات.

وقال تحالف أسطول الحرية، وهو منظمة دولية غير ربحية، إن إحدى سفنه غادرت ميناء كاتانيا الإيطالي، يوم الأحد، متجهة إلى قطاع غزة لإيصال مساعدات إنسانية بعد فشل محاولة سابقة بسبب هجوم بطائرتين مسيرتين على سفينة أخرى في البحر المتوسط.

وأبحر متطوعون منهم غريتا تونبرج، ناشطة مكافحة تغير المناخ، والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام، على متن السفينة مادلين التي تحمل ما تصفها المنظمة بأنها «كميات محدودة لكن رمزية» من إمدادات الإغاثة.

وتعرضت سفينة أخرى تابعة للمنظمة تدعى «كونشياس-الضمير العالمي» لهجوم بطائرتين مسيرتين قرب المياه الإقليمية لمالطا في أوائل مايو/ أيار.

وحمَّلت المنظمة إسرائيل مسؤولية هذا الهجوم.

وقالت تونبرغ للصحفيين في مؤتمر صحفي قبل المغادرة: «نحن نفعل هذا لأنه مهما كانت الصعوبات التي تواجهنا، يتعين علينا الاستمرار في المحاولة لأن اللحظة التي نتوقف فيها عن المحاولة هي اللحظة التي نفقد فيها إنسانيتنا».

وأضافت: «مهما كانت خطورة هذه المهمة، فإنها لا تقارن بخطورة صمت العالم أجمع في وجه الإبادة الجماعية للأرواح».