أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، فجر اليوم الاحد، عن توجيه ضربة ناجحة لإيران، استهدفت المواقع النووية في فوردو ونطنز وأصفهان.
وقال ترمب: «لقد نفذنا هجومنا الناجح للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران، وهي فوردو ونطنز وأصفهان».
وأضاف أن «جميع الطائرات الآن خارج المجال الجوي الإيراني».
وأشار إلى أن «حمولة كاملة من القنابل أُلقيت على الموقع الرئيسي، فوردو»، مؤكدًا أن «جميع طائراتنا في طريقها إلى الوطن بسلام».
وتابع: «تهانينا لمحاربينا الأميركيين العظماء، لا يوجد جيش آخر في العالم يستطيع فعل هذا، الآن هو وقت السلام».
وشدد ترمب على ان «موقع فوردو النووي انتهى».
كما أكد ترمب أنه «يجب على إيران الموافقة على إنهاء الحرب».
ضربة أميركية وشيكة
وجاءت الضربات الأميركية التي أعلن عنها ترمب بُعيد تصريحات نقلتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين، أكدوا خلالها أن ضربة أميركية على إيران قد تُشَن قريبًا بناءً على محادثات إسرائيلية أميركية.
وذكرت الصحيفة الأميركية إنه على ما يبدو «أن قاذفات عدة من طراز بي-2 تابعة للقوات الجوية الأميركية أقلعت من قاعدة في الولايات المتحدة وكانت متجهة عبر المحيط الهادئ، في الوقت الذي كان من المقرر أن يجتمع فيه الرئيس دونالد ترمب في البيت الأبيض مع فريقه للأمن القومي مساء السبت، لمناقشة الانضمام إلى هجمات إسرائيل على المواقع النووية الإيرانية».
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين دفاعيين إسرائيليين، يوم السبت، أن إدارة ترمب لم تبلغ الجيش الإسرائيلي ما إذا كانت الولايات المتحدة تخطط للانضمام إلى الحرب ضد إيران.
لكن المسؤولين، اللذين تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة المسائل الأمنية، قالا إنه بعد محادثات مع نظرائهما الأميركيين على مدى يومين، يعتقدان أن واشنطن من المرجح أن تدخل الحرب في الأيام المقبلة، وأنها تستعد بالفعل للقيام بذلك.
وأضاف المسؤولون الإسرائيليون أن الإيرانيين أبدوا استعدادا للتفاوض، لكن واشنطن اعتبرت ردهم غير قابل للتنفيذ.
وأظهرت اتصالات مراقبة الحركة الجوية أن طائرة بي-2، القادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات تزن 30 ألف رطل، والتي يفكر ترمب في إسقاطها على منشأة فوردو النووية تحت الأرض في إيران، أقلعت من قاعدة وايتمان الجوية في ميسوري.
ولم تتضح وجهة الطائرات، بالرغم من أن إحدى رسائل مراقبة الحركة الجوية أشارت إلى أنها كانت في طريقها إلى قاعدة جوية أميركية في غوام.
وقالت الصحيفة الأميركية إن «نقل الطائرات لا يعني أن الرئيس ترمب اتخذ قرارًا بالضربة، فليس من غير المألوف نقل الأصول العسكرية إلى مواقعها لتقديم خيارات للرئيس، حتى لو لم تُنشر في النهاية، ومن المحتمل أيضًا أن الولايات المتحدة سمحت عمدًا للجمهور بمعرفة تحركات القاذفات للضغط على إيران للجلوس على طاولة المفاوضات».
وفي حال قرر ترمب إرسال قاذفات أميركية لمساعدة إسرائيل في تدمير منشأة لتخصيب اليورانيوم في إيران، فمن المرجح أن يُطلق ذلك مرحلةً أكثر خطورة في الحرب.
وأمس السبت، قال مسؤولان أميركيان لرويترز، إن الولايات المتحدة تنقل قاذفات قنابل من طراز بي-2 إلى جزيرة غوام في المحيط الهادي، في وقت يدرس فيه الرئيس دونالد ترمب ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة المشاركة في الهجمات الإسرائيلية على إيران.
ويمكن تجهيز القاذفة بي-2 لحمل القنابل الأميركية (جي.بي.يو-57) زنة 30 ألف رطل المصممة لتدمير أهداف في أعماق الأرض، وهو سلاح يقول الخبراء إنه يمكن استخدامه لاستهداف البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك موقع فوردو.
أغلى طائرة عسكرية
والقاذفة الشبح (بي-2 ) تبلغ تكلفتها حوالي 2.1 مليار دولار مما يجعلها أغلى طائرة عسكرية على الإطلاق، وتعد عنصرا أساسيا في الثالوث النووي الأميركي.
ورفض المسؤولان، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، ذكر مزيد من التفاصيل. وقال أحدهما إنه لم يتم إعطاء أي أوامر مسبقة بتحريك القاذفات إلى ما هو أبعد من غوام. ولم يذكر المسؤولان عدد قاذفات بي-2 الجاري نقلها.
كما قال مسؤول دفاعي أميركي لشبكة CNN إنه لم يصدر أي أمر بالمضي قدما في أي نوع من العمليات ضد إيران باستخدام طائرات بي-2.
وتؤكد إيران أن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية، لكن إسرائيل تنظر إلى قدرة إيران على تطوير سلاح نووي باعتبارها تهديدًا لبقائها.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر، يوم السبت إن حملة القصف الإسرائيلية أبعدت إيران عامين أو 3 أعوام عن قدرتها على صنع سلاح نووي.
ومع ذلك، لم تُدمِّر إسرائيل بعد بعض أهم مواقع التخصيب النووي، وأهمها فوردو، تدميرًا كاملًا.
وصرّح الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بأن إيران لن تُخفّض أنشطتها النووية إلى الصفر «تحت أي ظرف»، رافضًا طلبًا أميركيًّا، وفقًا لوكالة مهر للأنباء، التابعة للحكومة الإيرانية.
وأضاف أن إيران «مستعدة للحوار والتعاون»، لكنه حذر من أنها ستواصل ردها العسكري على إسرائيل.
تصاعد الهجمات المتبادلة
وشنّت إسرائيل موجة من الغارات الجوية على مواقع صواريخ ومنشأة نووية ومواقع تخزين ذخيرة في إيران، يوم السبت، بينما أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ الباليستية وطائرات مُسيّرة على إسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل محمد سعيد إيزادي، وبهنام شهرياري، وأمين بور جوداكي، وهم قادة في الحرس الثوري الإيراني، فيما لم تؤكد إيران نبأ الوفاة على الفور.