إسرائيل تخطط لتجميع كل سكان غزة في "مدن خيام" برفح

صدّق الكابينت الأمني والسياسي الإسرائيلي، فجر الأحد، على خطة لتوسيع توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، بما في ذلك مناطق بشمالي القطاع، رغم معارضة وزيري الأمن القومي، إيتمار بن غفير، والمالية، بتسلئيل سموتريتش. وبالتوازي، دفع الكابينت بمخطط حكومي لإقامة "مدن خيام" في رفح لتجميع جميع سكان القطاع فيها.

وأتى القرار في جلسة استمرت خمس ساعات ونصف الساعة، سبقت توجه الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى العاصمة القطرية الدوحة، المقرر اليوم، للمشاركة في المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس على الرغم من إعلان إسرائيل أن مطالب الحركة "غير مقبولة". كما أتت الجلسة قبل ساعات من توجه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وطبقاً لما أورده موقع "واينت"، فقد اندلع نقاش حاد وسادَ جلسة الكابينت أجواء مشحونة وتبادلٌ للاتهامات حول خطة توزيع المساعدات الإنسانية؛ حيث تركز النقاش على تفاصيل المرحلة المؤقتة في حال التوصل إلى صفقة تبادل ووقف لإطلاق النار في غزة. وتفجر الجدل بين نتنياهو من جهة، ورئيس أركان جيش الاحتلال، أيال زامير، من جهة أخرى، وتركز حول آلية تطبيق مخطط "مدن الخيام". كما سُجلت مواجهة بين سموتريتش وبين زامير، وصلت حد الصراخ؛ حيث اتهم الوزير الجيش بعدم تنفيذ تعليمات المستوى السياسي بشأن تفريق السكان المدنيين عن المقاومة، في إشارة إلى ما نصت عليه خطة "عربات جدعون". وبحسب الموقع تدخل نتنياهو بالضرب على الطاولة لفض الاحتكاك بينهما.

وطبقاً للموقع، فإنه في حال التوصل إلى صفقة فإن المناطق الإنسانية، أو مدن الخيام التي صدّق الكابينت على إقامتها، ستُقام جنوبي "محور موراغ" أو ما يُطلق عليه "فيلادلفي 2"، حيث يرغب نتنياهو في أن ينتقل كل سكان غزة إلى هناك. وعبر رئيس أركان الجيش، من جهته، عن "خشيته" من أن تحرك الفلسطينيين بحشود كبيرة إلى المنطقة المزمعة إقامتها من شأنه "تعريض الجنود الإسرائيليين للخطر"؛ غير أن ذلك لم يقنع الوزيرين سموتريتش وبن غفير اللذين اتّهما الجيش بالتباطؤ وعدم تطبيق تعليمات المستوى السياسي بالسيطرة على 75% من أراضي قطاع غزة، كما نصت عليه خطة "عربات جدعون".

وخلال الجلسة بُثت مقاطع مصوّرة تظهر حشوداً من المدنيين الفلسطينيين يتدافعون نحو مراكز توزيع المساعدات، ليعلق زامير بالقول إن هذا الأمر "يعرض الجنود للخطر". فرد عليه بن غفير بالقول "لماذا توزعون لهم (المساعدات) وتعرضون الجنود للخطر إذاً؟". وهنا تدخل نتنياهو قائلاً: "إنهم يتدافعون لأنه لا يوجد لديهم طعام، وعندما يصل الكثير منه لن يتراكضوا على هذا النحو"؛ فقاطعه بن غفير قائلاً:"علينا وقف ذلك! إنهم يهرعون لأن هذه طريقتهم. حتّى عندما أُفرج عن المختطفات (الأسيرات) ركضوا خلفهم.. أكانوا جوعى حينها؟!". وانضمت وزيرة الاستيطان والمهام القومية، أوريت ستروك، معتبرةً أن "الأمر لا يدار بصورة صحيحة"، فرد عليها وزير التعاون الإقليمي، دودي إمسالم، قائلاً إذاً "لمَ لا تديرين حضرتك الأمر؟".

وخلال الجلسة، التي تناولت إدخال شاحنات مساعدات إنسانية بالإضافة إلى شركة المساعدات الأميركية - الإسرائيلية، قال "منسق عمليات الحكومة في الأراضي المحتلة غسان عليان، إن "غالبية شاحنات المساعدات تُسرق من السكان"؛ فرد عليه بن غفير قائلاً إن "هؤلاء هم عناصر حماس. ولا ينبغي إعطاؤهم طعاماً أصلاً. يريدون تناول الطعام؟ إذاً فليطلقوا سراح جميع محتجزينا حالاً".

وأتت التطورات الآنفة، فيما تلقى وزراء الكابينت إحاطة حول صفقة المحتجزين، وبشأن رد حماس الذي صرّحت إسرائيل بأنه غير مقبول. ومع ذلك، سيسافر الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة اليوم، وهو ما عدّه الموقع مؤشراً على أن التقدير السائد في إسرائيل هو أن الفجوات بين الطرفين ليست كبيرة. ومن جهته، قدّم نتنياهو إحاطة للوزراء قبيل لقائه، المرتقب غداً، مع ترامب في البيت الأبيض. وبحسب الموقع لم يتضح إلى الآن ما إذا كان سينظم ترامب ونتنياهو مؤتمراً صحافياً عقب اجتماعهما.

وكانت حركة حماس قدمت ردها على مقترح الوسطاء، أول أمس الجمعة، فيما قال نتنياهو أمس إن "التغييرات التي تطالب حماس بإدخالها على المقترح القطري غير مقبولة من قبل إسرائيل". وعلى الرغم من ذلك، أوعز بمواصلة المحادثات لإعادة المحتجزين في غزة على أساس المقترح القطري الذي وافقت عليه إسرائيل. ونقل الموقع عن مصادر مطلعة على المفاوضات قولها إن رد حماس كان متوقعاً "من أجل تحصيل مزيد من التنازلات"، وعلى هذه الخلفية أتى رد نتنياهو لإيصال رسالة إلى الحركة مفادها بأنه "نحن غير مستعدين للتنازلات ونتمسك بمبادئنا".