باراك: رد لبنان على مقترحاتنا مُرضٍ ونزع سلاح حزب الله بيد الدولة

اتجهت الأنظار، اليوم الإثنين، إلى العاصمة اللبنانية، بيروت، مع زيارة المبعوث الأميركي الخاص توماس باراك، ولقائه الرئيس جوزيف عون، وهي الزيارة التي اتسمت بالأهمية بالنظر إلى استلام الرد اللبناني الرسمي على المقترحات الأميركية لنزع سلاح حزب الله.

وقال المبعوث الأميركي إنه «راضٍ للغاية» عن رد الحكومة اللبنانية على مقترح واشنطن بشأن كيفية نزع سلاح حزب الله الذي أشار في الأيام القليلة الماضية إلى أنه لن يتخلى عن كل أسلحته.

وأضاف باراك، خلال مؤتمر صحي عقب لقائه بالرئيس اللبناني جوزيف عون: «ما قدمته لنا الحكومة في فترة وجيزة جدا كان شيئا مذهلا، أنا راضٍ للغاية عن الرد».

وتابع: «نريد من الحكومة اللبنانية أن تتعامل مع حزب الله وليس نحن»، مؤكدًا أن «حزب الله بحاجة إلى أن يرى أن هناك مستقبلا له».

كما أكد باراك أن «المنطقة تتغير، وإذا لم يحصل التغيير في لبنان فسيتخلف عن الركب»، مشددا على أن «التغيير في لبنان يجب أن يبدأ داخليا، ولن نتدخل في شؤونه الداخلية».

ونوه المبعوث الأميركي بأن «الفترة الحالية حرجة للبنان والمنطقة»، مؤكدا في الوقت نفسه أن «إسرائيل لا تريد حربا مع لبنان أو احتلال أجزاء منه».

وفي ختام تصريحاته قال المبعوث الأميركي إن «الحوار بدأ بين سوريا وإسرائيل، وهناك حاجة لتحول جذري من جانب لبنان».

 

انتشار قوى الأمن واليونيفيل في الجنوب

والسبت الماضي، قال الرئيس اللبناني لوزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إنه لن تكون هناك أي قوة مسلحة في جنوب لبنان غير القوى الأمنية الشرعية وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).

وأوضح الرئيس اللبناني أن عدد أفراد الجيش في الجنوب سيصل إلى 10 آلاف عسكري في منطقة جنوب الليطاني،  بحسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.

ونوه الرئيس اللبناني بأن الجيش انتشر في منطقة جنوب الليطاني باستثناء الأماكن التي لا تزال تحتلها إسرائيل، لا سيما التلال الخمس والتي ترفض الانسحاب منها بالرغم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي برعاية أميركية فرنسية، ونال موافقة الحكومة اللبنانية وتأييد المجتمع الدولي.

ورأى الرئيس اللبناني أن «استمرار احتلال هذه التلال الخمس التي لا قيمة عسكرية لها في ظل التطور التقني لأجهزة المراقبة، يحول دون تثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب»، منددا «بامتناع إسرائيل عن إعادة الأسرى اللبنانيين المحتجزين لديها وعدم توقف الأعمال العدائية التي تطاول احيانا الضاحية الجنوبية لبيروت والطرق المؤدية إلى العاصمة».

واعتبر عون أن كل ذلك «يجعل من الصعب على الدولة بسط سلطتها بشكل كامل، وحماية المواطنين، وتطبيق قراراتها ومنها حصرية السلاح».

ودعا الرئيس اللبناني إلى الضغط على إسرائيل لسحب قواتها وتقديم الضمانات اللازمة لعدم تكرار الاعتداءات على لبنان، والتقيد بالقرار 1701 بكل مندرجاته.

حزب الله: لن نترك سلاحنا

من جهته، قال الأمين العام لحزب الله في لبنان، نعيم قاسم، إن التهديدات الإسرائيلية لن تدفع الحزب إلى «الاستسلام أو ترك السلاح»، في وقت يتعرض لضغوط أميركية متواصلة من أجل تسليم سلاحه.

وأضاف قاسم، خلال كلمة متلفزة، أمس الأحد، بمناسبة ذكرى عاشوراء: «هذا التهديد لا يجعلنا نقبل بالاستسلام، لا يقال لنا لينوا مواقفكم، بل يقال للعدوان توقف.. لا يقال لنا اتركوا السلاح».

وتابع: «يعملون على تهديدنا ويروجون أن علينا أن نخضع إذا لم يكن هناك خطوات جديدة أو خطوات منا إليهم.. هذا التهديد لن يجعلنا نستسلم»، مؤكدا أن «استباحة العدوان والقتل والجرائم الإسرائيلية الأميركية يجب أن تتوقف».

وأكد قاسم أن «إسرائيل هي المشكلة وليست المقاومة»، وأن المقاومة هي حل من الحلول وأن بقاء إسرائيل أزمة حقيقية، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء اللبنانية.

وشدد على أن حزب الله «لن يكون جزءا من شرعنة الاحتلال في لبنان والمنطقة»، كما أكد عدم القبول بالتطبيع الذي اعتبره «تنازل ومذلة»، موضحا: «سيرى المطبعون أن النتائج سلبية من إسرائيل وأميركا»