نتنياهو يدعو بن غفير وسموتريتش لاجتماع بشأن صفقة التبادل

أفادت القناة 12 الإسرائيلية، يوم السبت، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو دعا وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش إلى اجتماع بشأن صفقة التبادل، مؤكدة أن محادثات وقف إطلاق النار لم تتوقف وأن الوفد الإسرائيلي ما زال في الدوحة

وقالت القناة 12 إن اجتماعا سيعقد بين نتنياهو وبن غفير وسموتريتش في مكتب رئيس الوزراء بالقدس على خلفية معارضتهم اتفاق إطلاق سراح المحتجزين، الذي يتضمن أيضًا وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأضافت أن الاجتماع يُعقد في ظل سعي نتنياهو لتجنب أزمة ائتلافية وضمان أغلبية للاتفاق.

ونوهت القناة الإسرائيلية بأنها كانت قد ذكرت، في بداية الشهر الحالي، أن بن غفير اتصل بسموتريتش ودعاه للانضمام إليه ومعارضة الصفقة، لكن مقربين من وزير المالية زعموا عدم وجود أي اتصال مباشر.

وهاجمت عائلات المحتجزين بشدة، وقالت إن «سموتريتش وبن غفير نسيا معنى أن تكون يهوديًّا».

ووصفت فيكي كوهين، والدة أحد المحتجزين، بن غفير بأنه «مثير للشفقة»، بينما قالت شارون ألوني كونيو، زوجة المحتجز ديفيد كونيو: «سأجد نفسي مجددًا في حالة يأس أمام بناتي، لأن هناك من يحاول إحباط رغبتهن في عودة والدهن».

هجوم سموتريتش وبن غفير على مفاوضات غزة

وشن الوزيران الإسرائيليان بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير هجوما حادا على المفاوضات الجارية بشأن صفقة تبادل محتملة مع حركة حماس، معتبرين أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقدم تنازلات غير مقبولة.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير المالية، المتطرف سموتريتش قوله لمقربين منه «إذا كانت التقارير صحيحة بشأن استعداد رئيس الحكومة للانسحاب في إطار صفقة تبادل من مناطق تم احتلالها بدماء غزيرة من قبل مقاتلينا، فذلك سيكون خيانة فادحة للمقاتلين وللعائلات التي ضحت بأغلى ما تملك، وإخلالا بالالتزام الذي قطع لهم».

وقال سموتريتش إن «الانسحاب من مناطق احتلت مرارا بدماء مقاتلينا، والسماح للعدو بالدخول إليها والتسلح وتفخيخها، ثم إرسال مقاتلينا مجددا لاحتلالها، هو صفعة غير منطقية وغير أخلاقية».

أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فقد اعتبر في منشور على منصة إكس أنه «كلما ازداد التفاوض على صفقات متساهلة ومتهورة، تزداد دافعية حماس لتنفيذ المزيد من عمليات الخطف، وقد كلفنا ذلك الليلة الماضية حياة مقاتل من جنود الجيش الإسرائيلي الذي قُتل خلال محاولة اختطاف» وفق مزاعمه.

وتوجه بن غفير برسالة إلى رئيس الحكومة، قائلا: «كفى تفاوضا مع (منظمة إرهابية قاتلة)، والتوجه نحو صفقة تعيد إحياءها وتقويها، حياة مقاتلينا وسكان الجنوب أهم من أي تطبيع أو اتفاقيات اقتصادية».

واختتم قائلا: «أصدر أمرا بسحق حماس حتى النهاية، لا نملك مقاتلين فائضين لنفقدهم في صفقات متهورة».

تعثر المفاوضات 

كانت مفاوضات وقف إطلاق النار بين الوفد الإسرائيلي والوسطاء قد تواصلت في العاصمة القطرية الدوحة، في وقت أشارت فيه تقارير إلى تعثر المباحثات حول قضايا محورية، أبرزها الانسحاب من قطاع غزة.

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، نقلا عن مصدر دبلوماسي، أن الوفد الإسرائيلي في الدوحة حصل على التفويض اللازم لإجراء محادثات بشأن غزة.

وقالت القناة 13 إنه في ظل تعثر المفاوضات، قررت إسرائيل تسليم خرائط جديدة ومعدلة لخطط انسحابها من غزة.

وقال مصدر فلسطيني لفرانس برس إن مفاوضات الدوحة التي بدأت يوم الأحد الماضي «تواجه تعثرا وصعوبات معقّدة نتيجة إصرار إسرائيل على خريطة للانسحاب قدمتها الجمعة، لإعادة انتشار وإعادة تموضع للجيش الإسرائيلي وليس انسحابا، وتتضمن إبقاء القوات العسكرية على أكثر من 40% من مساحة قطاع غزة وهو ما ترفضه حماس».

وأشار موقع واللا إلى أن محادثات الدوحة تواصلت، يوم السبت، مع فريق التفاوض الإسرائيلي، بناء على العرض القطري الذي وافقت عليه إسرائيل.

وبحسب موقع أي 24 نيوز الإسرائيلي، قالت مصادر فلسطينية وإسرائيلية مطلعة على سير المفاوضات، إن المحادثات غير المباشرة، التي تهدف للتوصل إلى وقف إطلاق نار مدته 60 يوما، تواجه تعثرا كبيرا، لا سيما بشأن انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، إضافة إلى قضايا المساعدات وضمانات إنهاء الحرب.

ونقلت القناة عن مصدر فلسطيني قوله إن «الأزمة قد تُحل بمزيد من التدخل الأميركي»، بينما زعمت مصادر سياسية إسرائيلية أن «حماس رفضت العرض القطري، وتعمل على تخريب المفاوضات»، حسب تعبيرها.

واتهم مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، يوم السبت، حركة حماس بتعطيل محاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

وزعم المسؤول إن حماس «رفضت المقترح القطري، وتضع عقبات، وترفض التنازل، وتواكب المحادثات بحملة حرب نفسية تهدف إلى تقويض المفاوضات».

وأضاف أن إسرائيل «بيّنت استعدادها لإظهار مرونة في المفاوضات».

وأفادت مصادر مطلعة بأن مفاوضات وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين لم تصل بعد إلى مرحلة الاتفاق، بسبب خلافات حول انتشار القوات الإسرائيلية داخل غزة خلال فترة التهدئة.

بالررغم من ذلك، تستمر المحادثات في الدوحة، في ظل تحميل كل طرف الآخر مسؤولية الجمود الحالي.