عثرات تواجه مفاوضات غزة.. وضغط شعبي على نتنياهو للقبول بهدنة

تواصلت مفاوضات وقف إطلاق النار بين الوفد الإسرائيلي والوسطاء في العاصمة القطرية الدوحة، في وقت أشارت فيه تقارير إلى تعثر المباحثات حول قضايا محورية، أبرزها الانسحاب من قطاع غزة.

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، نقلا عن مصدر دبلوماسي، أن الوفد الإسرائيلي في الدوحة حصل على التفويض اللازم لإجراء محادثات بشأن غزة.

وقالت القناة 13 إنه في ظل تعثر المفاوضات، قررت إسرائيل تسليم خرائط جديدة ومعدلة لخطط انسحابها من غزة.

وقال مصدر فلسطيني لفرانس برس إن مفاوضات الدوحة التي بدأت الأحد «تواجه تعثرا وصعوبات معقّدة نتيجة إصرار إسرائيل على خريطة للانسحاب قدمتها الجمعة، لإعادة انتشار وإعادة تموضع للجيش الإسرائيلي وليس انسحابا، وتتضمن إبقاء القوات العسكرية على أكثر من 40% من مساحة قطاع غزة وهو ما ترفضه حماس».

تعثر المفاوضات 

وأشار موقع واللا إلى أن محادثات الدوحة تواصلت، اليوم السبت، مع فريق التفاوض الإسرائيلي، بناء على العرض القطري الذي وافقت عليه إسرائيل.

وبحسب موقع أي 24 نيوز الإسرائيلي، قالت مصادر فلسطينية وإسرائيلية مطلعة على سير المفاوضات، إن المحادثات غير المباشرة، التي تهدف للتوصل إلى وقف إطلاق نار مدته 60 يوما، تواجه تعثرا كبيرا، لا سيما بشأن انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، إضافة إلى قضايا المساعدات وضمانات إنهاء الحرب.

ونقلت القناة عن مصدر فلسطيني قوله إن «الأزمة قد تُحل بمزيد من التدخل الأميركي»، بينما زعمت مصادر سياسية إسرائيلية أن «حماس رفضت العرض القطري، وتعمل على تخريب المفاوضات»، حسب تعبيرها.

واتهم مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، اليوم السبت، حركة حماس بتعطيل محاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

وقال المسؤول إن حماس «رفضت المقترح القطري، وتضع عقبات، وترفض التنازل، وتواكب المحادثات بحملة حرب نفسية تهدف إلى تقويض المفاوضات». وأضاف أن إسرائيل «بيّنت استعدادها لإظهار مرونة في المفاوضات».

وأفادت مصادر مطلعة بأن مفاوضات وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين لم تصل بعد إلى مرحلة الاتفاق، بسبب خلافات حول انتشار القوات الإسرائيلية داخل غزة خلال فترة التهدئة. ورغم ذلك، تستمر المحادثات في الدوحة، في ظل تحميل كل طرف الآخر مسؤولية الجمود الحالي.

تكتيكات المقاومة 

وأورد مراسل الغد أن خسائر الجيش الإسرائيلي في غزة ترفع الضغط الشعبي لإبرام صفقة تبادل، مشيرا إلى وقوع حدثين أمنيين في خان يونس والشجاعية خلال الساعات الماضية، أسفرا عن إصابة أربعة جنود إسرائيليين.

وأضاف أن المقاومة الفلسطينية تواصل استخدام تكتيكات القنص، وقذائف الهاون المضادة للدروع، وتفجير المباني. 

ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، لا تزال لدى حماس لواءان في خان يونس ومدينة غزة، بينما تنتشر تشكيلات أصغر في شمال القطاع.

وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن حركة حماس زادت من وتيرة عملياتها، وتحتفظ بقدرتها على رصد تحركات الجيش، مشيرين إلى أن سلاح الأنفاق لا يزال الأداة الأكثر فاعلية لدى الحركة.

في المقابل، عبّرت عائلات المحتجزين الإسرائيليين عن استيائها من موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، واتهمته بـ«إغراق الجيش في حرب استنزاف طويلة»، بسبب ما وصفوه بـ«تعنته في المفاوضات».

مشاورات أمنية 

وأشار مراسل الغد إلى أن مشاورات أمنية سيعقدها نتنياهو غدا ستناقش مسألة البقاء في محور ميراج، الفاصل بين رفح وخان يونس، مضيفا أن الوفد الإسرائيلي في الدوحة يدخل يومه السابع من دون تحقيق أي انفراجة، بينما عاد نتنياهو من واشنطن دون اتفاق.

وذكرت صحيفة هآرتس أن الصعوبات التفاوضية تعود إلى إصرار إسرائيل على عدم تقديم خريطة واضحة للانسحاب من غزة.

واعتبرت هيئة عائلات المحتجزين أن غياب التقدم في المفاوضات ناتج عن دوافع سياسية تتعارض مع إرادة الشارع، مضيفة أن الموقف الحالي يمثل اختبارا تاريخيا لنتنياهو بين الوقوف في صف الشارع أو محور سموتريتس-بن غفير.

وأشارت الصحيفة إلى أن جميع استطلاعات الرأي في إسرائيل تظهر أن الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين تؤيد إنهاء القتال وعودة المحتجزين، باعتبار ذلك «مصلحة وطنية».