15 مليار شيكل لإقامة "غيتو رفح": إسرائيل تتمسك بالسيطرة على قطاع غزة

تخطط إسرائيل كما كشف وزير أمنها، يسرائيل كاتس، قبل أسبوع، لإقامة "مدينة خيام إنسانية" على أنقاض مدينة رفح المُدمّرة. كاتس الذي طالما استغل الكارثة التي حلّت بعائلته خلال الحرب العالمية الثانية تحت حكم النازيين لاستعطاف العالم، وتنقل في أروقة متحف "ياد فشيم" مع السفراء والمسؤولين الأجانب لتذكيرهم بالمحرقة التي نجا منها والداه؛ لم يتورّع عن طرح استنساخ الغيتو النازي بستار "الإنسانية"؛ حيث من المخطط تجميع مئات آلاف الفلسطينيين فيه تمهيداً لدفعهم إلى "الهجرة الطوعية".

غير أن كلفة هذا الغيتو، بحسب ما يُقدر مسؤولون إسرائيليون تراوح بين 10- 15 مليار شيكل، وطبقاً لما نقلته عنهم صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأحد، فإنه في حال تنفيذ المخطط، ستتحمل إسرائيل في المرحلة الأولى على الأقل مجمل التكاليف. وستكون طبقاً للخطة الأصلية فإن "المدينة" ستكون عبارة عن سجن ضخم من الخيام المتراصّة، يُزج فيه نحو نصف مليون فلسطيني، من يوافق منهم على الانتقال إليه لن يُسمح له بالعودة إلى مناطق ما وراء الغيتو خصوصاً تلك الواقعة شمالاً.

الخطة تحظى بانتقادات واسعة خصوصاً من جانب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، التي تعدها حكماً عسكرياً سيكلف حياة الجنود، فيما تهاجمها المنظمات الإنسانية باعتبارها ترجمة واقعية لتهجير الفلسطينيين بالقوّة من بيوتهم، التي دُمّرت أصلاً. وخلال الأسبوع الماضي، عقد المجلس الوزاري للشؤون السياسية-الأمنية (الكابينت) أكثر من جلسة للتداول في الخطة، وخلال الاجتماعات واجه رئيس الأركان، إيال زامير، رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، مؤكداً أن تهيئة الأرضية لخطة كهذه "تقوّض قدرة الجيش على تنفيذ مهامه في قطاع غزة"، وفي مقدمتها القضاء على حماس واستعادة الأسرى. ومع ذلك أوعز نتنياهو إلى الجيش بإعداد خطة للتحضير "لمدينة الخيام" خلال أيام.

وفي نهاية الأسبوع المنصرم، عقد اجتماع بمشاركة سموتريتش الذي وافق على مخصصات الميزانية الأوليّة لتجهيز المنطقة. وهي تكلفة قدّرها مسؤولون إسرائيليون بأنها ستراوح في النهاية "بين 10 و15 مليار شيكل، وقد تكون أكثر". أمّا سبب كلفتها المرتفعة فعائدة إلى حقيقة أن الغيتو سيكون على شكل مصيدة تُغري الفلسطينيين المُجوعين والمحرومين من أدنى مقوّمات البقاء، باللجوء إليها "حيث سيتوفر فيه من الطعام، وظروف جيدة، وخيام للإقامة الطويلة، ومساعدات طبية، ومستشفيات، وربما إمكانية التعليم"، بحسب ما نقلت الصحيفة.

وفي الإطار، تشير مصادر في "الكابينت" إلى أن الفكرة هي أن تُحصّل إسرائيل تعويض النفقات عن "مدينة الخيام" من دولٍ عربية كالمملكة العربية السعودية، والإمارات، عندما تتولى مسؤولية إعادة إعمار غزة بعد انتهاء الحرب، إلا أن المصادر استبعدت حدوث ذلك، مشيرة بقولها "قليلون هم من يعتقدون أن هذه المدينة ستقام بالفعل". وتعليقاً على ما تقدّم أصدر مكتب وزير المالية بياناً اليوم، رأى فيه أن "هذه الادعاءات محاولةٌ لنسف خطة رئيس الحكومة للفصل الإنساني بين حماس والمدنيين من خلال تضخيم الميزانيات، بهدف الترهيب والردع"، على حد وصفه. وأضاف أنه "تمت الموافقة على مئات الملايين لتجهيز منطقة محمية للسكان"، مشيراً بقوله "لقد كلفت الحرب بالفعل مئات المليارات من دون حسم، ويعود ذلك أساساً إلى الفشل في إدارة المساعدات التي تمد حماس بالقوة". وشدد على أن "الرعاية المناسبة للمدنيين وخنق حماس هما السبيل الأمثل للنصر"، مشيراً إلى أنه "إذا كان هناك من يفكر في إجراء أي تحرك في الميزانية، فليتراجع مُسبقاً".