محمد الشيخ ولد اسويدات
جمع بعض المتناقضات، إذ يتملكني شعور بالغيرة ،ثم أشعر بالأسى والحزن، حين أرى بعض نواب وعمد دوائر انتخابية، يشرف عمدها أو أحد نوابها على تكريم المتفوقين فيها ، فلا أحس بأحد من نواب كنكوصه ولا أسمع له همسا ، إذا تفوق أحد أبناء هذه المدينة، التي لم تعرف نائبا يشغل باله التحصيل العلمي لأبنائها منذ تاريخ انطلاق التعددية الحزبية، فلم يسجل التاريخ أن عمدة لكنكوصه أو أحد نوابها، كرم المتفوقين من أبنائها في المسابقات الوطنية، هؤلاء الأبناء الذين تجد أسرهم في الطوابير الأمامية للتصويت لهؤلاء، فيضن هؤلاء النواب عليهم تكريما أثره النفسي أقوى وأبقى من كل مال زائل، نحن نريد أن يكون نوابنا مثل نواب الدوائر الانتخابية الأخرى،
التي يتبارى نوابها في خدمة دوائرهم ، والحديث عن معاناتهم، وإذا تطلب التحفيز والتكريم سابق بعضهم البعض في التكريم والتحفيز، إلا أن نواب كنكوصه نشازا من كل نواب الوطن ،فلا تسمع بئرا شيدها هذا النائب، ولا مشروعا أقامه هذا العمدة ، ولا تجد منهم الساكنة ما ينفعها ويمكث في الأرض، ولعل أحدهم يظن أن الساكنة منحته صفة نائب تشريفا وتكريما له لا تكليفا ، ومن هنا أهيب بساكنة كنكوصه وأطلب منهم بعد كل هذا الإهمال واللامبلاة من نوابهم، وبحث النواب عن مصالحهم الشخصية ، أن يراعوا في المستقبل وفي الانتخابات القادمة اختيار من يمثلهم في البرلمان ، فلايبيعوا أصواتهم ب 5000 اوقية للصوت ولا بمليار ، ويختاروا العين الساهرة واللسان الجريء المدافع عن حقوقهم، فمن اشترى ضمائركم لا يتوقع منه ان يوصل صوتكم أو يكرم أحد أبنائكم تفوق ، إنما سيبحث أن يسترد ما دفع لكم في شراء ضمائركم، وهذا والله مما تذم به الساكنة والمجمع ويحضرني كاف للوالد الأديب سيدي ولد الوناس رحمه الله عن بيع الأصوات:
ماه فال ولا يلحكها قلت فوت.... نوكل صوت وانتم انرد بين اخوت... واكل صوت..
قد لا يكون الكاف سليما لعدم احتفاظ الذاكرة بماتحفظ والله يعلم أن ذاكرتنا شاخت بفعل الوقوف إلى جانبكم ، رغم الإمكانيات المتواضعة ، وكم جهرنا بكلمة الحق عندما سكت عنها آخرون،و وكم يعلم الله مدى حبنا لكنكوصه التي اهملت ساكنتها من طرف نواب وعمدة الانا الطاغية،! على مصالح الساكنة واحتياجاتها الذاتية ، ومهما فعل ساسة فرق تسد، سنظل نحب هذه الأرض ، وهذه البلاد ، " كنكوصه" ونحث أهلها على إعلاء مصالحهم العامة
بلاد ألفناها على كل حالة
وقد يؤلف الشيء الذي ليس بالحسن
وتستعذب الأرض التي لاهواء بها
ولا ماؤها عذب ولكنها وطن.