موسم ألاك… حين تتحول التنمية إلى شعارات، والهوية المحلية إلى صور إعلامية

 علي محمد امليويح

 

حين يُقدَّم “موسم ألاك” على أنه مهرجان للتنمية المحلية، فإن أول ما يُنتظر منه هو تجميع كل الأطراف والفاعلين في المقاطعة حول هدف واحد: خدمة المصلحة العامة. غير أن ما حدث كان العكس؛ إذ غابت مشاركة الأقطاب السياسية المختلفة، وتم تهميش العديد من الشباب والنشطاء والقادة المحليين، فقط لأن لهم آراء أو توجهات لا تنسجم مع جماعة الموسم.

نائب المقاطعة يوضح موقفه
في تدوينة على حسابه بموقع فيسبوك، أوضح نائب مقاطعة ألاك أنه لم يُدع للمهرجان ولم يُستشر في فكرته، مؤكداً أنه غير معني بمآلاته. ومع ذلك، شدد على أن فكرة المهرجان من حيث المبدأ “رائدة ومفيدة”، غير أن عملًا بهذا الحجم كان يتطلب تشاورًا أوسع وتنسيقًا أشمل حتى يخرج في حلة ترقى لطموحات السكان.

حين يُقدَّم “موسم ألاك” على أنه مهرجان للتنمية المحلية، فإن أول ما يُنتظر منه هو تجميع كل الأطراف والفاعلين في المقاطعة حول هدف واحد: خدمة المصلحة العامة. غير أن ما حدث كان العكس؛ إذ غابت مشاركة الأقطاب السياسية المختلفة، وتم تهميش العديد من الشباب والنشطاء والقادة المحليين، فقط لأن لهم آراء أو توجهات لا تنسجم مع جماعة الموسم.

وإذا كان المهرجان يُفترض أن يكون فرصة لإبراز الطاقات المحلية، فلماذا استقدمت المنصة والفرق الموسيقية والآلات من العاصمة؟ أليس من الأجدر دعم الفرق المحلية وتشجيع الحرفيين والموسيقيين في ألاك ولبراكنه بدل ضخ الأموال في جيوب قادمين من خارج الولاية؟

هذه الأسئلة تكشف تناقضًا واضحًا بين الشعار والواقع: كيف لموسم يُرفع على لافتاته “التنمية المحلية” أن يُقصي أبناء المدينة، ويُهمل مواردها البشرية، ويغض الطرف عن اقتصادها؟

الحقيقة أن التنمية ليست صورًا ولا شعارات، بل هي إشراك الجميع، ودعم المحلي على حساب المستورد، وتمكين الشباب والنساء والنخب من لعب دورهم في بناء مستقبل مدينتهم.
أما ما عدا ذلك، فهو مجرد موسم صور عابر، لن يترك وراءه سوى خيام ممزقة ومنصة غريبة عن المكان.

وهنا  تُطرح أسئلة مشروعة:

بأي منطق تُصرف ملايين الأوقية على حفل مؤقت، فيما البلدية بحاجة إلى تحسين وجهها الحضري؟

لماذا لا تُوجَّه هذه الأموال إلى صيانة الطرق والمنشآت العمومية التي يفتقدها السكان؟

أليس من الأجدى الاستثمار في مشاريع مستدامة تضمن العيش الكريم بدل مهرجانات لا تتجاوز فائدتها الصور الدعائية؟

وعي شعبي يتشكل
رغم الضغوط، أثبتت شباب ألاك ونساؤها ونخبها أنهم أكثر وعيًا من أن يُستغلوا في لعبة سياسية ضيقة. فالمقاطعة بحاجة إلى تنمية حقيقية لا إلى “مواسم صور”، وإلى سياسات عمومية تستثمر في الإنسان أولًا.

لقد حاولت جماعة الموسم أن تقدم نفسها على أنها ممثل ألاك الوحيد، وأن تستغل السياحة الداخلية لتلميع صورتها، لكنها فشلت في احتواء وزارة الثقافة والجهات الرسمية.
إن ما يريده سكان ألاك ليس مزيدًا من المهرجانات الشكلية، وإنما برامج جادة تضع الإنسان في قلب التنمية، وتفتح آفاقًا جديدة لشبابه ونسائه وأجياله القادمة.

فالتاريخ لا يرحم، وصور “المواسم” ستذبل سريعًا، بينما يبقى أثر التنمية الحقيقية خالدًا في حياة الناس.