قالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية، اليوم الثلاثاء، إن مفوضي الاتحاد الأوروبي سيوافقون غدا الأربعاء على فرض عقوبات جديدة على إسرائيل بسبب حربها على غزة.
وأضافت المتحدثة للصحفيين «سيتبنى المفوضون غدا حزمة من الإجراءات ضد إسرائيل..على وجه التحديد، اقتراح بتعليق بعض الأحكام التجارية في الاتفاقيات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل».
اعتراض أوروبي
واعتبر الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، أن توسيع العملية الإسرائيلية في مدينة غزة سيسبب «مزيدا من الدمار والموت والنزوح»، حسب ما افاد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية في بروكسل.
وقال المتحدث أنور العوني أمام الصحفيين، إن التكتل الأوروبي اعترض و«لم يكف عن حضّ إسرائيل على عدم تكثيف عمليتها في مدينة غزة، وأشرنا بشكل واضح إلى أن هذا من شأنه أن يفاقم الوضع الإنساني الكارثي ويعرض حياة الرهائن للخطر».
وفي نفس السياق، دانت ألمانيا، اليوم الثلاثاء، توسيع العملية البرية الاسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة، وهو ما اعتبره وزير خارجيتها يوهان فادفول بأنه «في الاتجاه الخاطئ تماما».
وقال خلال مؤتمر صحفي إن برلين توجّه «نداءً عاجلا إلى الحكومة الإسرائيلية، وإلى جميع الجهات التي هي على اتصال مع حماس» للعودة إلى «مسار مفاوضات وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن»..
وأدانت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، توسيع إسرائيل لعمليتها البريّة في مدينة غزة، واصفة الخطوة بــ «المتهوّرة والمروّعة»، فيما دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقالت على منصة إكس «لن يؤدي الأمر إلا إلى المزيد من سفك الدماء وقتل المزيد من المدنيين الأبرياء وتعريض من تبقى من الرهائن إلى الخطر».
إدانة أممية
على الصعيد الأممي، دعا فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إسرائيل إلى الوقف الفوري لهجومها البري على مدينة غزة الذي بدأ اليوم الثلاثاء، محذرًا من أن الأدلة تتزايد على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وقال تورك، في تصريحات للصحفيين بجنيف «لا يسعني إلا أن أفكر فيما يعنيه ذلك بالنسبة للنساء، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والأشخاص ذوي الإعاقة، إذا ما تعرضوا للهجوم مرة أخرى بهذه الطريقة. وعلي أن أقول إن الرد الوحيد على ذلك هو: أوقفوا المذبحة».
وفي سياق متصل، خلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، في تقرير صدر الثلاثاء، إلى أن إسرائيل ترتكب «إبادة جماعية» في غزة، محمّلة كبار المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مسؤولية التحريض على هذه الأفعال. ووصفت إسرائيل هذه الاتهامات بأنها «مشينة».
وتواجه إسرائيل بالفعل قضية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.
وقالت مسؤولة في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، اليوم الثلاثاء، إن من «غير الإنساني» توقع مغادرة مئات الآلاف من الأطفال مدينة غزة لأن المخيمات الواقعة في الجنوب غير آمنة ومكتظة وغير مجهزة لاستقبالهم.
وأعلنت إسرائيل اليوم بدء عمليتها البرية التي طال انتظارها في مدينة غزة، المركز الحضري الرئيسي في القطاع الذي أمرت إسرائيل سكانه بالفرار منه.
تظهر بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من 140 ألف شخص فروا حتى الآن إلى الجنوب من مدينة غزة منذ 14 أغسطس/آب من بين سكان يبلغ عددهم زهاء مليون نسمة.
وقالت تيس إنغرام المتحدثة باسم اليونيسف للصحفيين في اتصال عبر الفيديو من مخيم المواصي مترامي الأطراف في قطاع غزة، «من غير الإنساني أن نتوقع من قرابة نصف مليون طفل، تعرضوا لعنف وصدمات نفسية على مدى أكثر من 700 يوم من الصراع المتواصل، أن يفروا من جحيم لينتهي بهم المطاف في جحيم آخر».
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن بدء المرحلة البرية من العملية العسكرية في مدينة غزة والتي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي «عربات غدعون 2».
وقال نتنياهو في بداية شهادته أمام جلسة لمحاكمته إنه تم بدء عملية قوية في مدينة غزة، مضيفا أن إسرائيل في مرحلة حاسمة.