مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يدعو إسرائيل لوقف «مذبحة غزة»

دعا فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إسرائيل إلى الوقف الفوري لهجومها البري على مدينة غزة الذي بدأ اليوم الثلاثاء، محذرًا من أن الأدلة تتزايد على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وقال تورك، في تصريحات للصحفيين بجنيف «لا يسعني إلا أن أفكر فيما يعنيه ذلك بالنسبة للنساء، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والأشخاص ذوي الإعاقة، إذا ما تعرضوا للهجوم مرة أخرى بهذه الطريقة. وعلي أن أقول إن الرد الوحيد على ذلك هو: أوقفوا المذبحة».

أضاف المسؤول الأممي أن «الفلسطينيين والإسرائيليين يصرخون من أجل السلام. الجميع يريد وضع حد لهذا، وما نراه هو مزيد من التصعيد وهو أمر غير مقبول على الإطلاق».

وأشار تورك إلى أن إسرائيل قوضت فرص السلام والاستقرار في المنطقة عندما شنت هجومًا الأسبوع الماضي استهدف قادة من حركة حماس كانوا في قطر للتفاوض على وقف إطلاق النار في غزة. وقال في هذا السياق «كان الهجوم الإسرائيلي على المفاوضين في الدوحة يوم التاسع من سبتمبر انتهاكًا صادمًا للقانون الدولي، واعتداء على السلام والاستقرار في المنطقة، وضربة لقيمة عمليات الوساطة والتفاوض في العالم».

«إبادة جماعية»

وفي سياق متصل، خلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، في تقرير صدر الثلاثاء، إلى أن إسرائيل ترتكب «إبادة جماعية» في غزة، محمّلة كبار المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مسؤولية التحريض على هذه الأفعال. ووصفت إسرائيل هذه الاتهامات بأنها «مشينة».

واستند تقرير اللجنة، الذي صدر بالتزامن مع بدء العملية البرية الإسرائيلية في مدينة غزة، إلى حجم عمليات القتل، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، والنزوح القسري، فضلًا عن تدمير مركز للخصوبة، كمؤشرات على وقوع إبادة جماعية. وبذلك ينضم التقرير إلى أصوات علماء متخصصين في أبحاث الإبادة الجماعية ومنظمات حقوقية سبق أن توصلت إلى النتيجة نفسها.

وقالت نافي بيلاي، رئيسة لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة والقاضية السابقة في المحكمة الجنائية الدولية «نحن اليوم نشهد في الوقت الفعلي كيف تنكث وعود ’بأن ذلك لن يتكرر أبدا‘ أمام أعين العالم. الإبادة الجماعية المستمرة في غزة انتهاك أخلاقي وحالة طوارئ قانونية».

وأضافت بيلاي أن «المسؤولية عن هذه الجرائم المروعة تقع على عاتق السلطات الإسرائيلية على أعلى المستويات، التي قادت حملة إبادة جماعية منذ ما يقرب من عامين بهدف محدد هو القضاء على الفلسطينيين في غزة».

 

شاهد أماكن العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة تحت قصف مكثف

من جانبه، أكد مفوض الأمم المتحدة فولكر تورك، الثلاثاء، وجود أدلة متزايدة تشير إلى إبادة في غزة، مع توسيع إسرائيل عمليتها البرية في مدينة غزة.

وقال تورك لفرانس برس ورويترز «نرى جريمة حرب تلو الأخرى تلو الأخرى، وجرائم ضد الإنسانية... سيعود القرار إلى المحكمة في تحديد إن كانت إبادة جماعية أم لا، ونرى الأدلة تتزايد».

وتواجه إسرائيل بالفعل قضية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن بدء المرحلة البرية من العملية العسكرية في مدينة غزة والتي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي «عربات غدعون 2». 

وقال نتنياهو في بداية شهادته في جلسة لمحاكمته إنه تم بدء عملية قوية في مدينة غزة، مضيفا أن إسرائيل في مرحلة حاسمة.