الاحتلال يواصل قطع الاتصالات بمدينة غزة ونسف منازل الفلسطينيين

واصل الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، تصعيد عملياته العسكرية على مدينة غزة، حيث أدى القصف المكثف وقطع خدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية إلى تفاقم معاناة المدنيين المحاصرين في شمال القطاع.

وقالت شركات الاتصالات المحلية إن خدمات الإنترنت الثابت والاتصالات الأرضية توقفت لليوم الثاني على التوالي في محافظتي غزة وشمال غزة، بعد استهداف مسارات رئيسية مغذية للشبكة.

بالتزامن، أفاد مراسلون محليون بشن قصف عنيف على الأحياء الشمالية الغربية لمدينة غزة، مع تنفيذ عمليات نسف لمبانٍ سكنية جنوب وشمال المدينة، فيما أطلقت آليات الاحتلال النار بكثافة في محيط منطقتي المخابرات والكرامة شمال غربي المدينة.

وشهدت ساعات الليل غارات جوية عنيفة قرب مستشفى القدس في حي تل الهوا، وأخرى استهدفت مربعا سكنيا في حي الدرج، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا. 

وأفاد مراسلنا باستشهاد 8 فلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم الخميس.

وقال إن الضحايا توزعوا بواقع 3 شهداء في مدينة غزة وشمال القطاع، و4 بالمنطقة الوسطى، وشهيدة في الجنوب.

استهداف المدنيين

وفي حادث مأساوي، استشهد 13 مدنيا من عائلة واحدة أثناء نزوحهم جنوبا قرب مستشفى الشفاء، فيما أعلن مستشفى العودة في النصيرات استقباله 4 شهداء و10 إصابات جراء قصف منزل في مخيم البريج بوسط القطاع.

وكان الجيش الإسرائيلي قد زعم أمس فتح طريق إضافي لمدة 48 ساعة لخروج المدنيين من غزة، لكن المخاطر على الطرق ونقص الغذاء والمخاوف من النزوح الدائم حالت دون استجابة الكثيرين. 

وتشير تقديرات إسرائيل إلى أن 400 ألف شخص غادروا المدينة منذ أغسطس/آب، بينما تقول السلطات المحلية إن مئات الآلاف ما زالوا محاصرين في أحياء وسط وغرب المدينة.

وتأتي هذه التطورات وسط أزمة إنسانية خانقة في جنوب القطاع، حيث تتكشف ملامح مجاعة مع ازدياد أعداد النازحين وتدمير مساحات واسعة من مدينة غزة منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفي تل أبيب، أثار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش جدلا بتصريحاته خلال مؤتمر عقاري، إذ وصف قطاع غزة بـ«الثروة العقارية الهائلة»، وقال إن مرحلة الهدم أنجزت وما تبقى هو البناء، مؤكدا أنه يجري محادثات مع الولايات المتحدة حول تقسيم القطاع بعد الحرب.