البرتغال تعتزم الاعتراف رسميا بدولة فلسطين الأحد المقبل

أعلنت وزارة الخارجية البرتغالية مساء الجمعة أن البرتغال ستعترف رسميا الأحد المقبل بدولة فلسطين، وذلك قبيل انعقاد جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة حيث من المقرر أن تتخذ نحو 10 دول أخرى نفس الخطوة.

وأكدت الوزارة في بيان نشر على موقعها الالكتروني أن «البرتغال ستعترف بدولة فلسطين (...) وسيتم الإعلان عن الاعتراف الرسمي يوم الأحد 21 أيلول/سبتمبر».

وتأتي هذه الخطوة مكملة لخطوات مماثلة اتخذتها عدة دول كبرى على رأسها بريطانيا وفرنسا التي تقود حراكا دوليا لإقامة الدولة الفلسطينية والعودة لحل الدولتين.

بريطانيا ستعترف بفلسطين الجمعة

وقالت صحيفة الغارديان البريطانية، الجمعة، إن المملكة المتحدة تستعد للاعتراف بدولة فلسطين يوم الجمعة المقبل، بعد أن فشلت إسرائيل في تلبية الشروط التي كان من شأنها تأجيل الخطوة التاريخية، بما في ذلك وقف إطلاق النار في غزة.

وأصر رئيس الوزراء كير ستارمر على أن توقيت الإعلان البريطاني لا علاقة له بزيارة دونالد ترمب، على الرغم من أن الرئيس الأميركي قال في مؤتمر صحفي إنه لا يتفق مع قرار بريطانيا، دون الخوض في التفاصيل.

ووفقا للصحيفة، سوف يثير الاعتراف موجة من الانتقادات من جانب إسرائيل، بما في ذلك مزاعم بأنها مكافأة لحماس والإرهاب، وهي التهمة التي ترفضها المملكة المتحدة قائلة إنها لا تتصور سوى دولة فلسطينية تكون فيها حماس منزوعة السلاح، ولا تلعب أي دور في الحكومة المستقبلية، وتخضع قيادة السلطة الفلسطينية لانتخابات في غضون عام.

وأكد ستارمر أنه لن يكون هناك مكان لحماس، وأصر على أن الجماعة «إرهابية» على حد وصفه، وأضاف أنه يتفق مع ترمب على الحاجة إلى خريطة طريق.

دولة فلسطينية قابلة للحياة

وقال رئيس الوزراء البريطاني إن الاعتراف «جزء من تلك الحزمة الشاملة التي نأمل أن تأخذنا من الوضع المروع الذي نحن فيه الآن إلى نتيجة إسرائيل آمنة ومأمونة، وهو ما لا نملكه، ودولة فلسطينية قابلة للحياة».

غضب بريطاني من إسرائيل

وقالت الغارديان إنه لطالما رفضت وزارة الخارجية البريطانية دعوات الاعتراف، مؤكدةً أن هذه الخطوة لا ينبغي اتخاذها إلا عندما يكون لها أقصى تأثير على عملية السلام. وبعد مشاورات مكثفة مع الدبلوماسيين الفرنسيين، تحولت المملكة المتحدة إلى دعم الاعتراف بعد أربعة أيام من إعلان إيمانويل ماكرون في 25 يوليو/تموز.

ومنح هذا التأجيل ستارمر وقتًا للتحدث على انفراد مع ترمب خلال زيارته لاسكتلندا، ولوضع شروطٍ من شأنها، في حال الوفاء بها، أن تُؤخر اعتراف المملكة المتحدة بفلسطين. وشملت هذه الشروط استئناف المساعدات الإنسانية، ووقف إطلاق النار، وانخراط إسرائيل في عملية سلام مستدامة، وعدم ضمّ المزيد من الأراضي الإسرائيلية في الضفة الغربية . ومن غير المرجح أن تُلبّي إسرائيل هذه الشروط المسبقة، مما يجعل اعتراف المملكة المتحدة مسألة توقيت لا مضمون.

وقالت الصحيفة إن خيار بريطانيا كان إما انتظار مؤتمر الأمم المتحدة يوم الاثنين حول حل الدولتين أو تأجيله. وما دفعها إلى اتخاذ هذا القرار هو الغضب من معاملة إسرائيل للفلسطينيين، والشعور بأنه إذا لم تتحرك بريطانيا الآن، فإن إسرائيل، من خلال الضم، ستدمر آخر أمل للفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

رفع العلم الفلسطيني

ومن المقرر أن يقوم رئيس البعثة الفلسطينية في المملكة المتحدة حسام زملط برفع العلم الفلسطيني يوم الاثنين في المبنى الذي سيصبح السفارة الفلسطينية.

واعتبرت الغارديان إن قرار الاعتراف من شأنه أن يجعل علاقات المملكة المتحدة مع فلسطين بمثابة علاقات بين دولتين، ولكن المشورة القانونية الحكومية هي أن ذلك لن يفرض أي التزامات قانونية إضافية على المملكة المتحدة لمعاقبة إسرائيل على ما تعتبره بريطانيا بالفعل احتلالاً غير قانوني لفلسطين.

وفرنسا تعترف الإثنين

وأعلنت بلديات عدة أنها تعتزم رفع العلم الفلسطيني الإثنين، مثل مدينة نانت (غرب) وضاحيتي سان أوين وسان دوني قرب باريس.

والجمعة، أكدت بلدية مدينة غرونوبل (جنوب شرق) أنها ستقوم بذلك رغم توصية وزارة الداخلية للبلديات بعدم رفع الأعلام.

وفي مدينة ليل (شمال) التي يربطها منذ العام 1998 اتفاق توأمة مع مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، تمّ رفع علمين فلسطينيين أمام مبنى البلدية، الى جانب علمين فرنسيين وآخر للاتحاد الأوروبي، بحسب ما رأى مراسل لفرانس برس، اليوم الجمعة.

ورفعت على المبنى لافتتان تضامنيتان، إحداهما مع أوكرانيا، والثانية تدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار في غزة وتحرير المحتجزين واحترام القانون الدولي والاعتراف بدولة فلسطين».

ورفعت مدينة مونتاتير شمال باريس علما فلسطينيا على واجهة مبنى البلدية، إلى جانب علمي فرنسا والأمم المتحدة.

وأوضحت البلدية في بيان أنها ترتبط «بتوأمة منذ العام 1989 مع مخيم الدهيشة للاجئين» في الضفة، وأرادت برفع العلم إظهار «دعمها للاعتراف بدولة فلسطين» الذي تراه «قرارا عادلا لصالح الشعب الفلسطيني المحروم دولة منذ 80 عاما».

بدوره، دعا الأمين الأول للحزب الاشتراكي أوليفييه فور إلى أن يرفرف العلم الفلسطيني على كل البلديات في 22 سبتمبر/أيلول تزامنا مع المؤتمر الذي يعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن المقرر أن تعترف خلاله فرنسا ودول غربية بدولة فلسطين.

وبحسب برقية وزارة الداخلية، سيكون رفع العلم الفلسطيني «انحيازا لطرف في نزاع دولي» و«تدخلا مخالفا للقانون»، محذّرة من «مخاطر استحضار نزاع دولي جارٍ الى التراب الوطني».

وانتقد رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا يوناتان عرفي خطوات رفع العلم، لافتا إلى «مسؤولية رؤساء البلديات الذين يميلون الى رفع هذه الأعلام، لجهة القيام ببادرة تهدئة وليس بإدرة انقسام».

وأكد مستشار للرئيس ماكرون أن «عشر دول قررت... الاعتراف بدولة فلسطين» ستشارك في مؤتمر يعقد في نيويورك، يوم الإثنين، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وهذه الدول هي فرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا وبلجيكا ولوكسمبورغ والبرتغال ومالطا وأندورا وسان مارينو، بحسب المصدر ذاته.