قام وزير الصحة محمد محمود ولد أعل محمود بزيارة مفاجئة لمستشفيات كبيرة بالعاصمة نواكشوط .
الوزير اختار توقيتا باكرا نسبيا ووجد الأمور على طبيعتها دون " مساحيق تجميل" كما جرت عادة المسؤولين قبل زيارة الوزير أو الرئيس لأي مرفق عمومي.
لن ندخل في السجال حول أحقية الوزير في الإقالات التي قام بها عقب الزيارة، أو صدقية ما تصفها به النقابات من كونها "تعسفية" .
ما يهمنا هو أن الزيارات المفاجئة الحقيقية هي التي يقوم بها المسؤول دون الإفصاح عنها لأقرب المقربين، وفي وقت مباغت وهو ما قام بيه وزير الصحة حيث اكتشف الكثير من النواقص كما قيل .
تعود كثير من المسؤولين أن يتم إشعارهم بأي زيارات لمرؤوسيهم، فيقومون بتجميل الواقع، ويحشدون الموظفين لكي يرى المرؤوسون أن الوضعية على ما يرام..
وهنا يطرح سؤال جوهري نفسه وهو أين هو طابع المفاجأة والكل على علم بالزيارة قبل وقتها ؟
الزيارات المفاجئة نوع من أنواع الرقابة الإدارية على الشأن العام، ويجب أن تكون مفاجئة فعلا، وتكون لها نتائج في تقويم أي وضعية غير سليمة في مرفق عمومي تمت فيه، كما يجب أن تكون نتيجتها مكافأة لمن أخلصوا في عملهم، وعقوبة في حق من قصروا وخانوا الأمانة في ما يتولنه من مسؤوليات، على أن يتم كل ذلك دون ظلم وبكل إنصاف .
ختاما : نحتاج لزيارات مفاجئة في الكثير من القطاعات الخدمية، حيث لا يجد المواطن خدمات جيدة، ولا يعامل بالطريقة المطلوبة، فالدولة التي تحترم نفسها تحرص على توفير خدمات جيدة وسريعة لمواطنيها الذين يشعرون أن الموظفين وجدوا فقط لخدمتهم واعتبارهم .
