محامي الوحدة الوطنية أبوبكر ولد بلال في مقابلة مع الجديد نيوز: العبودية في موريتانيا زور وبهتان

يوصف من طرف أئمة موريتانيا بـــ"محامي الوحدة الوطنية" .. انه المؤذن الخلوق والشاعر المجيد ..

 يشغل منصب الناطق الرسمي باسم "المنظمة الموريتانية لمناهضة التطرف..يقول إن العلامة المرحوم حمدا ولد التاه كلفه بغسل أدمغة الشباب من التطرف، وقد عمل على ذلك من خلال جهد توعوي كبير.

الجديد نيوز:  في مقابلة  مع  الأستاذ أبوبكر ولد بلال

 

الجديد نيوز: مهمة المؤذن شاقة وعظيمة، فما هي أبرز الشروط المطلوبة فيمن يمارسها؟


الأذان هو الإعلان عن وقت الصلاة المفروضة ويجب على المؤذن أن يكون مسلما بالغا حسن الصوت، ويشترط في الأذان دخول الوقت إلا أذان الفجر في الهزيع الأخير من الليل،  ويجب أن يكون بألفاظ عربية مبينة ويسن أن يكون في أول الوقت وأن يتجه المؤذن للقبلة وتستحب فيه الطهارة والصوت الجهوري العذب. 


الجديد نيوز: النداء للصلاة يوحد المؤمنين داخل المسجد، فهل ترون أن ذلك ينعكس على الوحدة الوطنية عامة؟


النداء إلى الصلاة واجب لأن الله ـسبحانه وتعالى ـ يقول في محكم كتابه: "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" والصلاة عبادة وهي أكبر وأعم وأشمل من الوحدة الوطنية،  ولكن حضور الناس إلى المساجد وتزاحم المناكب واقفين بين يدي ربهم الذي خلقهم لعبادته، في ذلك إشارة قوية لضرورة  التآخي واللحمة بين كافة المسلمين حيث يستوي الرئيس والمرؤوس يقفون سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، وعندما نأخذ بالمساواة والمحبة التي تعلمنها الصلاة فإن أسباب الوحدة الوطنية ستعزز بما يخدم مصلحة المسلمين جميعا, 


الجديد نيوز: الشعب الموريتاني مسالم وموحد فما هي السبل برأيكم لتعزيز اللحمة الوطنية بين مكوناته؟


اللحمة الوطنية واجب ديني ومطلب وطني، ونحمد الله على نعمه الكثيرة وأننا شعب مسلم بكافة شرائحه وطبقاته، فقد احتضنت هذا الأرض أجدادنا منذ القدم تحت ظل لواء دولة المرابطين وربتهم على القيم الإسلامية السمحة حتى طارت بذكرهم الركبان في أرجاء الأرض.
وكما وحد الدين الإسلامي في بواكير دعوة الرسول الأكرم ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين صهيب الرومي وسلمان الفارسي وبلال الحبشي وأبوبكر الصديق ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ فإنه وحد  على هذه الربوع بين الطيب وامبارك وكوناتي.
تحثنا تعاليم ديننا على ثلاثة محاور أساسية: جلب المصالح ودفع المفاسد والتحلي بمكارم الأخلاق ولن يتأتى ذلك إلا باللحمة واحترام الآخرين .إذن الشعب الموريتاني ولله الحمد متوحد ولا خوف عليه من مكايد المتطرفين والمرجفين.


الجديد نيوز: الدولة تبذل جهودا كبيرة في سبيل محاربة الرق ومختلف عوامل التهميش ماهي برأيكم أبرز مظاهر هذا التدخل؟


اسمحلي في البداية أن أأكد على أن العبودية في موريتانيا زور وبهتان، لأن الإسلام جاء ليحرر الناس من نير العبودية التي كانت سائدة في العصور التي سبقته، وقد شن الإسلام حربا لا هوادة فيها على العبودية واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان منذ أن أشرق نوره في الجزيرة العربية.
إن منشأ العبودية في موريتانيا باطل وقد أصدرت الدولة قرارا في الثمانينات بتحرير العبيد وأقره العلماء البارزون في تلك الفترة.
كما أن العبودية  تهدد السلم الوطني وتزرع بذور الشقاق، وقد لعبت السلطات الحالية دورا لا يستهان به فسنت القوانين التي تجرم الرق، وفعلت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وأنشأت وكالة تآزر التي قامت بأدوار مهمة لمساعدة أبناء العبيد السابقين بما يحفظ كرامتهم ويوفر طرق العيش الكريم لهم ولأبنائهم.
ومما يؤكد جدية  السلطات في محاربة العبودية هو الاعتراف بوجودها وهو ما أنكرته الأنظمة المتعاقبة والسبيل الوحيد للقضاء على ما تبقى من العبودية في موريتانيا هو العدالة الاجتماعية ومن المؤكد أن الزمن كفيل باندثارها.


الجديد نيوز: أنتم معروفون بنشاطكم التوعوي الكبير خاصة في مجال تعزيز الوحدة الوطنية. ماهي أبرز النصائح التي تقدمونها في هذا الصدد؟


أخي العزيز؛ لقد شاب قذالي في الدفاع عن الوحدة الوطنية، دافعت عنها بالنثر وبالشعر وفي ذلك أقول:
سبيل التآخي والوفاق دليل
تعاطاه شعب نابه وأصيل
توحد في شنقيط أس بنائه
علوم ودين قيم وجليل
تعالى عن الشحناء والبغض والخنا
يصول بمنهاج الهدى ويجول
... وكنت أركز في كل الندوات والمحاضرات والمناظرات التلفزيونية  التي أشارك فيها على موضوع الوحدة الوطنية على الوحدة الوطنية، وأحارب المتطرفين وإرشيف الموريتانية والقنوات الخاصة يحتفظ بكثير من ذلك، بل وحتى القنوات الخارجية كـ الجزيرة وفرانس 24  وقد شددت على ذلك من فوق  منابر جنيف  وبروكسل وبانجول.
كما أنوه بموضوع الوحدة الوطنية كثيرا في خطبي للجمعة بجامع بنينة.
وقد كلفني العلامة المرحوم حمدا ولد التاه بغسل أدمغة الشباب والمراهقين من التطرف في الأحياء المهمشة، وقد اعتمدت في هذا الصدد على مجموعات شبابية من فئة الحراطين متدينة لإطفاء نيران المتطرفين من (إيرا) حتى أصبحت أعرف في أوساط أئمة موريتانيا بـ"محامي الوحدة الوطنية " نتيجة لهذا العمل الجبار الذي أقوم به.
ولكن للأسف فإن السلطات تكافئ المتطرفين على حساب أمثالي من دعاة الإخاء والتوحد.
وفي هذا الصدد أطالب رئيس الجهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بحرمان المتطرفين من كل الامتيازات، وتشيجيع أمثالي من دعاة الوحدة الوطنية بين مكونات شعبنا الأبي، وأطلب من الشعب الموريتاني أن لا يصب الزيت على النار بنشر خطابات المتطرفين على منصات التواصل الاجتماعي التي للأسف أصبحت تهدد وحدتنا في الصميم. 


الجديد نيوز:  يرى كثيرون أن المأمورية المقبلة ستكون مأمورية الشباب بعد تعهد الرئيس بذلك. ماهي أبرز النقاط التي يجب التركيز عليها لصالح فئة الشباب؟


يقول الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم: الخير كله في الشباب والشر كله في الشباب، الشباب عماد المستقبل لكن البركة أيضا مع الأكابر، الرئيس أعلن أن المأموية الثانية مأمورية للشباب لأنه لا حظ هجرة غير مسبوقة من هذه الفئة خاصة إلى الولايات المتحدة الأمريكية،.
ولا بقاء لوطن من دون حيوية الشباب. 
ومن على منبركم الإعلامي الهادف؛ أطالب بتوفير فرص العمل  لهذه الفئة بما يرفع بما يرفع من شأنها، خاصة أن بلادنا من الله عليها بثروات هائلة ليس آخرها الاكتشافات المبشرة في مجال الغاز.