الأمين العام للنقابة الحرة لحماية المعلمين الرئيسيين في لقاء مع "الجديد نيوز" : تحسين ظروف المدرس هو اللبنة الأولى لإصلاح القطاع

 
أكد الأمين العام للنقابة الحرة للمعلمين الرئيسيين "أحمدو محمد الأمين الزاكي"  أن النقابات شريك رئيسي للوزارة في العملية التربوية، وأضاف أن تهميش المدرسين في فترات سابقة هو نقطة الضعف الكبيرة في القطاع.
وطالب بتحسين  ظروف المدرسين وإشراكهم  الفعلي في السياسات التربوية، مشيدا بجو الانفتاح الحالي من طرف الوزيرة ومؤكدا في الوقت ذاته أن الظروف ملائمة للسير قدما بالعملية التربوية.
 وقال إن الافتتاح القريب  تنتظره كل الأطراف للمساهمة في بناء قطاع تربوي فعال يبني العقول قبل الحجرات.
وإليكم نَصّ الحوار الكامل:

 

الجديد نيوز: السلطات شكلت لجانا تشرف على الاستعدادات لافتتاح العام الدراسي؛ ماهي هذه الاستعدادات وهل تم إشراك نقابتكم في تلك اللجان؟

 نعم السلطات العمومية شكلت لجانا للإشراف على الاستعدادات تحضيرا لافتتاح دراسي ناجح، وانبثقت عنها لجان جهوية ومقاطعية بعضوية الولاة والحكام والمديرين الجهويين ومفتشي المقاطعات والنواب والعمد ومديري المدارس، ويؤطر عمل اللجان مستشار من الوزارة الأولى، وتتأكد هذه اللجان  من مدى جاهزية المدارس للافتتاح، وعمليات النظافة والتحسيس بأهمية المدرسة الجمهورية.

 بالنسبة لنا غير راضين عن عدم إشراك ممثلين للنقابات في اللجان الجهوية والمحلية وعبرنا عن ذلك في اجتماعنا الأخير مع معالي الوزيرة والأمين العام.


الجديد نيوز:  نقابات التعليم المختلفة تجمع على أن هنالك الكثير من المطالب ظلت عالقة بينكم والوزارة في السنوات الماضية ماهي ولماذا ؟

نعم؛ هناك مطالب جوهرية للنقابات مثل: زيادة الرواتب زيادة معتبرة لتتناسب والقدرة الشرائية للمدرس، وصرف علاوة الطبشور على كشف الراتب، وزيادة العلاوات بصفة عامة، واستحداث أخرى خاصة بالميدانيين تحفيزا لهم، وتوفير سكن مناسب، ورفع المظالم عن مختلف الأسلاك، والتطبيق الفوري لنظام الأسلاك.

ومن هنا نطالب بتسريع سلك أستاذ مدرسة ليستفيد منه المعلمون الرئيسيون،  حاملو الشهادات العليا.

وقد ناقشت لجان السكن والعلاوات والرواتب والمظالم كل هذه المطالب في الحوار المنصرم، وقد أبدت الوزيرة رغبتها في توقيع تلك المحاضر بعد تمحيصها ومراجعتها من لجان مشتركة بين ممثلين عن الوزارة والنقابات وأعطت عشرة أيام لتلك اللجنة لتنهي عملها، وبعدها ننتظر التوقيع على نقاط الاتفاق بين ممثلي اللجان والوزارة وإن تم فسنعتبره خطوة إلى الأمام.


الجديد نيوز:  علمنا من مصادرنا أن الاجتماع بينكم والوزيرة الجديدة انتهى دون نتائج؛ ماهي أبز النقاط التي طرحتموها وماذا توصلتم له ؟

 اجتماعنا مع الوزارة كان جديا ومفيدا، وقد أبدت رغبتها في شراكة حقيقية مع الطيف النقابي، مذكرة النقابي بدوره الأساسي والمحوري، والمتمثل في متابعة حضور وغياب وتأطير منتسبي النقابات ليعرف المدرس أن عليه واجبات، وبالمقابل ينتظر حقوقا لن تدخر الحكومة جهدا في تحقيقها حسب المتاح.

 وتعهدت بتخصيص لقاء شهري مع النقابات لمناقشة مشاكل القطاع وآلية للمتابعة.

 وأهم النقاط التي تم طرحها هي: اعتماد محاضر الحوار السابق الجاهزة من زيادة للرواتب والعلاوات والسكن والمظالم، وقد تمت الاستجابة لهذا الطلب بعد مراجعة المحاضر، وقد طرحت قضية توزيع البطاقات المهنية للمدرسين، وأجابت معالي الوزيرة السيدة "هدى باباه" أنها اتصلت بوزير الرقمنة وأن البطاقات عند وكالة الوثائق المؤمنة، وستجد طريقها إلى التوزيع ريثما تكتمل العملية. 
وقالت إن ميزانيات المدرس ستوزع مع الافتتاح وترسل إلى الإدارات الجهويةوقالت إن ميزانيات المدرس ستوزع مع الافتتاح وترسل إلى الادارات الجهوية لكن مع مراقبة دقيقة من الوزارة وإشراف حتى يتم تقسيمها بشفافية بعيدا عن الزبونية والمحسوبية. 
وطرح مشكل نظام الأسلاك وأخبرنا بأنه تجاوز كل المراحل وينتظر مصادقة مجلس الوزراء. 
بالنسبة لي شخصيا كـأمين عام للنقابة الحرة لحماية المعلمين الرئيسيين نثمن ونشيد بالسُّنَّة الحميدة لمعالي الوزيرة بفتح شراكة حقيقية مبنية على الانفتاح وتبادل الرؤى وحل مشاكل القطاع وفق معايير شفافة وواضحة للترقيات والتحويلات.

 وكانت ردود الأمين العام ومدير المصادر البشرية ومسؤول المالية مباشرة وواضحة لكل مداخلة أو استشكال.

 وأستغرب الإشاعات المغرضة التي تشكك في نجاح الاجتماع، فنحن جد مرتاحين للاجراءات المتخذة حتى الآن من إعادة توزيع عادل للمصادر البشرية والانفتاح على الشريك الحقيقي والفعال وهو النقابات.

الجديد نيوز: المعلم الرئيس سلك استحدث حديثا للترغيب في دخول مسابقات التعليم وتحسن جودة التدريس؛ هل تحقق شيئ من تلك الأهداف؟

نعم؛ تم أخيرا استحداث سلك معلم رئيسى للترغيب في دخول مسابقات التعليم، وتحسين جودة التدريس عبر اكتتاب حملة الشهادات العليا كمعلمين رئيسيين برتبة أستاذ مساعد من حيث الإطار والامتياز المادى والمعنوى؛ لكن ما زالت لدينا الكثير من الملاحظات على التشكيل الأصلي للسلك، والذي رافقه نقص الراتب والدرجة وهو أمر مستغرب وعبرنا عن ذلك مرارا وتكرار ا، ونطالب بإعادة ما اقتطع من رواتبنا والإسراع بالمصادقة على نظام الأسلاك الذي يتضمن سلك استاذ مدرسة، والذي سيسمح للمعلم الرئيسى حامل المتريز للانتقال لما يعادل رتبة أستاذ تعليم ثانوي،  ونطالب باستحداث علاوة خاصة بالسلك ومراجعة العلامة القياسية للمعلم الرئيسى ومنحه الأولوية في مقرر الترقيات والتحويلات.

الجديد نيوز: لامراء في أن المعلم هو حجر الزاوية في العملية التربوية، وهو يعاني من صعوبات كثيرة كضعف الراتب والنظرة الاجتماعية الدونية؛ ماهي خطتكم لتحسين تلك الصورة النمطية ؟

نعم المعلم يعاني من صعوبات كبيرة كهشاشة الراتب والنظرة الاجتماعية الدونية، وهو ما نسعى لمحاربته عن طريق حملات توعية وتحسيس سنقوم بها من أجل الرفع من مكانة المعلم اجتماعيا، و نشر ثقافة الاهتمام بالتحصيل العلمي بدل النظرة المادية السلبية التي غزت كل البيوت وأصبحت تهدد المجتمع بصفة عامة، وتأطير المعلمين وحثهم على المثابرة والانضباط لإعطاء صورة للأجيال القادمة بأهمية الالتزام بأخلاقنا الإسلامية السمحة، ونشر ثقافة السلم والمحبة بين مختلف مكونات هذا الشعب الأبي.

الجديد نيوز:  تقول السلطات إنها عملت في السنوات الأخيرة على تحسين ظروف المدرسين بشكل عام؛
هل تلمسون ذلك في واقعكم اليومي وماهي النواقص ؟

 كانت هناك بعض الزيادات البسيطة على الراتب وبعض العلاوات كالبعدوالتجهيز واستحداث علاوة فصلية للتاطير لكن هذا لا يتناسب والقدرة الشرائية للمدرس الذي ينهكه غلاء الأسعار والايجارواقتطاعات البنوك المجحفة مما يستدعي تدخلا عاجلا  لمراجعة الراتب القاعدي وزيادة الرواتب زيادة مجزية ليكون القطاع جذابا والحفاظ على الكفاءات الموجودة فيه في زمن أصبحت الهجرة هاجسا لدى الجميع.

الجديد نيوز:  العملية التربوية تشاركية بين الدولة والمدرس والتلميذ والوكيل؛ هل كل هذه الأطراف تقوم بواجبها وأين يكمن التقصير؟

نعم العملية التربوية تشاركية بين الدولة والمدرس والوكيل، ولاشك أن الدولة تنفق على التعليم، لكن إهمال الكادر البشري المعلم والأستاذ والمؤطر، والتركيز على البنى التحتية ـ وإن كانت مهمة ـ والورشات والملتقيات والبعثات الروتينية، كلها أمور تستنزف الميزانية المخصصة للتعليم دون جدوى على المدرس والتلميذ وشبه غياب للوكلاء إذا ما استثنينا الأوساط الحضرية والمهتمة بالتعليم .

الجديد نيوز:  الخريطة المدرسية سيئة التوزيع ولا معايير واضحة لتوزيع المدرسين بشكل عام؛ ماهي ملاحظاتكم على هذا الموضوع؟

الخريطة المدرسية سيئة التوزيع؛ لكن مع القرار الأخير والشجاع والقاضي بإرجاع كل عمال  الإدارات الجهوية والمفتشيات والإدارت المركزية بالوزارة، وفتح نواكشوط الجنوبية أمام معلمي العربية في الداخل لسد النقص وإعادة التوزيع بين الولايات أعتقد أنها خطوة موفقة وتخفف من الاختلالات الموجودة وسوء التوزيع للمصادر البشرية. 

الجديد نيوز:  المدرسة الجمهورية دخلت عامها الثالث؛ ماذا تحقق فيها وماذا يجب أن يحصل لكي يتم إنشاؤها على أسس متينة؟

المدرسة الجمهورية قرار شجاع تبناه السيد رئيس الجمهورية محمد الشيخ الغزواني ومباركة كل الفاعليين التربويين والسياسيين، ولا شك أنه يؤسس لمحو الفوارق بين مختلف مكونات المجتمع، حيث يدرس الفقير مع الغني ويحس كل منهم بروح المواطنة وتعزيز قيم الجمهورية والانتماء للوطن وقيمه الإسلامية السمحاء

تم سحب السنوات الأولى والثانية بنجاح وسحب السنة الثالثة هذه السنة من المدارس الخصوصية وهو تدرج سيفضى إلى مدرسة جمهورية مع زي موحد تم فرضه هذه السنة على الآباء ويرمز إلى تقليص الفوارق بين التلاميذ، ما ينقص المدرسة الجمهورية هو جعل الطواقم التربوية في وضعية معنوية ومادية مريحة تجعلهم متفرغين للمسؤولية الجسيمة والملقاة على عواتقهم، ومراجعة البرامج والتكوين المستمر، وتفعيل مبدأ المكافأة والعقوبة وتشجيع المتميزين من التلاميذ وتكريم الأساتذة والمعلمين المثابرين وفق معايير شفافة وواضحة وتفعيل دور النقابات كشريك لاغنى عنه ولاطلاعه على مكامن الخلل واستعداده للتعاون مع الوزارة والحكومة لحل مشاكل القطاع وإشراك رابطات آباء التلاميذ 

الجديد نيوز: العلاقات بين النقابات التعليمية  والوزارة متوترة دائما؛ ماهي الأسباب والحلول المقترحة ليعمل الجميع جنبا إلى جنب لمصلحة الرقي بالقطاع ؟

العلاقات بين النقابات التعليمية والوزارة متوترة دوما نظرا لتعثر المطالب وتعثر الحوارات وتلكؤ الوزارة في تطبيق ما تتفق عليه مع النقابات؛ لكننا نستبشر في النقابة الحرة لحماية المعلمين الرئيسيين بجو الانفتاح والشراكة واللقاء الذي جمعنا مع معالي وزيرة التربية وإصلاح النظام التعليمي،  وما تبعه من إجراءات لإعادة توزيع المصادر البشرية واعتماد معايير شفافة وواضحة للترقيات والتحويلات، كلها أمور تجعلنا نستبشر خيرا بأن القطاع في يد أمينة خصوصا أن الوزيرة والأمين العام ينتميان لسلك التعليم، وربما على اطلاع أكثر بمشاكله وبرنامج معالي الوزير الأول السيد المختار ولد اجاي  الذي يعتبر التعليم أولوية ويرى أن إشراك النقابات خيار لا مناص منه لأي عملية تربوية يراد لها النجاح، وتعهدفخامة رئيس الجمهورية في الحملة الانتخابية بزيادة رواتب أسلاك التعليم والصحة كلها أمور تبعث الأمل في نفوس الأسرة التربوية من جديد، ونأمل أن تكون زيادات معتبرة لعلها تساهم في انتشال وضعية المدرس المزرية ماديا ومعنويا