قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج خالد مشعل الاثنين إن هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الذي شنته الحركة على إسرائيل قبل عام، أعاد الدولة العبرية إلى “نقطة الصفر”.
وأضاف مشعل في كلمة متلفزة في الذكرى الأولى للهجوم أن “طوفان الأقصى أعاد الاحتلال لنقطة الصفر وهدد وجوده”.
واعتبر مشعل، وهو الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، أن “طوفان الأقصى رد طبيعي على الاحتلال وتسارع مخططاته في الاستيطان والحصار والعدوان على الأقصى وتصفية القضية وتصاعد جرائم التنكيل بالأسرى”.
وأضاف: “العملية نقلة موضوعية في مسار تطور المقاومة وتراكم قوتها وخبرتها وإبداعها وفي ظل إصرار قيادتها على استراتيجية التحرير والتخلص من الاحتلال”.
وإذ أكد أن إسرائيل تريد من الجميع أن يكونوا “خاضعين” لها في المنطقة، لفت مشعل إلى أن إسرائيل “تتآمر على مصر وتريد أن تُفقد قناة السويس قيمتها بالبحث عن البدائل، وتُنذر الأردن بتهجير أهل الضفة إليها، ويعتدي على الأمن القومي العربي والإسلامي في كل مكان”.
وأشاد مشعل بمن “ناصرونا بالسلاح وساندوا غزة وخاصة في لبنان وإيران واليمن والعراق وضحوا من أجلنا وقدموا قافلة من الشهداء وخاصة من قادتهم الكبار وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله”.
وأصدرت حركة (حماس) اليوم الإثنين، بيانًا صحفيًا بمناسبة مرور عام على بدء معركة «طوفان الأقصى»، التي انطلقت في السابع من أكتوبر 2023، مؤكدة أن هذه المعركة تأتي كرد فعل طبيعي على السياسات الصهيونية التي تستهدف الشعب الفلسطيني وقضيته. وشدد البيان على أن هذه المعركة، التي تقودها كتائب الشهيد عز الدين القسام ومعها كافة فصائل المقاومة الفلسطينية، تهدف إلى إفشال المخططات الإسرائيلية الهادفة لتهويد الأرض والمقدسات، خاصة المسجد الأقصى المبارك، وإحكام السيطرة على القدس.
وأشار البيان إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال العام الماضي أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، حيث قُتل أكثر من 41 ألف شخص في قطاع غزة وحده، معظمهم من النساء والأطفال، وأصيب ما يزيد على 96 ألف آخرين بجروح متفاوتة، فيما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين تحت الأنقاض.
وأضاف أن الجرائم في الضفة الغربية والقدس المحتلة لم تكن أقل وحشية، حيث استشهد أكثر من 600 شخص، بينهم عدد كبير من الأطفال، واعتقل نحو 11 ألف فلسطيني يتعرضون للتعذيب والمعاملة اللاإنسانية في سجون الاحتلال.
استمرار الصمود رغم التضحيات
وأكدت حماس في بيانها أن صمود الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، هو الأساس الذي تتحطم عليه كل مخططات الاحتلال. وأشار البيان إلى أن الشعب الفلسطيني قد أثبت عبر صموده وتضحياته أن مخططات الاحتلال لترحيله أو تصفية قضيته باءت بالفشل. واعتبرت حماس أن المقاومة الفلسطينية، التي تتزعمها كتائب القسام، قد أسقطت أسطورة القوة الإسرائيلية الزائفة، واقتربت من تحقيق هدفها الأساسي المتمثل في إنهاء الاحتلال.
وفي سياق متصل، نعى البيان عددًا من القيادات البارزة الذين استشهدوا خلال معركة «طوفان الأقصى»، بمن فيهم إسماعيل هنية وصالح العاروري، إضافة إلى شخصيات من محور المقاومة مثل حسن نصر الله ورفاقه في حزب الله.
وأشادت حماس بالمقاومة اللبنانية والمشاركة في دعم الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن تلاحم المقاومة الفلسطينية مع محور المقاومة يعزز من قوة المعركة ضد الاحتلال.
وأعربت الحركة عن إدانتها لجرائم الاغتيالات التي ينفذها الاحتلال بحق قادة المقاومة، مؤكدة أن هذه الجرائم لن تؤدي إلا إلى زيادة الإصرار على مقاومة الاحتلال.
كما حمّلت حماس الإدارة الأمريكية مسؤولية ما يجري من إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، داعية إلى إنهاء الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي والضغط لوقف الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني.
ودعا البيان كافة أطياف الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى تصعيد المقاومة ضد الاحتلال، مؤكداً ضرورة توحيد الصف الفلسطيني في مواجهة العدوان. وطالبت الحركة جميع الفصائل والحركات الفلسطينية بالعمل على تعزيز الوحدة الوطنية وتوجيه الجهود نحو مقاومة الاحتلال بدلاً من الانقسام الداخلي.
الإشادة بالتضامن العربي والدولي
وفي ختام البيان، وجهت حركة حماس تحية خاصة لجمهورية جنوب إفريقيا لرفعها دعوى ضد الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية، وأثنت على كل الدول والحركات والمنظمات التي وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني في معركته. ودعت حماس إلى تصعيد الفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني في كافة الساحات الدولية، وتعزيز حملات مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي على كافة الأصعدة.
أكدت الحركة في بيانها أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حقه في المقاومة بكل الوسائل المتاحة حتى تحرير الأرض وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وأشارت إلى أن معركة «طوفان الأقصى» هي جزء من مسيرة طويلة نحو الحرية، وأن الشعب الفلسطيني سيواصل الدفاع عن أرضه ومقدساته حتى تحقيق النصر أو الاستشهاد.