ذكرت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست،، أن الحملة الرئاسية للمرشح الجمهوري دونالد ترمب طلبت استخدام طائرات ومركبات عسكرية لحماية الرئيس الأميركي السابق في أثناء حملته الانتخابية.
وطلبت حملة دونالد ترمب طائرات عسكرية لنقل المرشح الجمهوري والرئيس الأميركي السابق، خلال الأسابيع الأخيرة من الحملة، مع توسيع القيود المفروضة على الطيران فوق مقرات إقامته وتجمعاته، وتوفير مجموعة من المركبات العسكرية لنقل ترمب، وفقًا لرسائل البريد الإلكتروني التي راجعتها صحيفة واشنطن بوست وأشخاص مطلعون على الأمر.
غير مسبوقة
وصفت واشنطن بوست هذه الطلبات من حملة ترمب، بأنها «غير عادية وغير مسبوقة»، وهو ما لم يحدث سابقا في تاريخ الانتخابات الأميركية أن ينقل أي مرشح بطائرات عسكرية قبل الانتخابات.
وأضافت الصحيفة: «الطلبات جاءت بعد أن تلقى مستشارو حملة ترمب إحاطات قالت فيها الحكومة إن إيران ما تزال تخطط بنشاط لقتله»، وفقًا لرسائل البريد الإلكتروني التي راجعتها الصحيفة والأشخاص المطلعون على الأمر.
ووفقًا لمصادر قريبة من الحملة، فإن مستشاري ترمب قلقون بشأن استخدام الطائرات دون طيار والصواريخ في استهدافه.
رسائل بريد إلكتروني
في رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلتها مديرة الحملة سوزي وايلز إلى رونالد إل رو جونيور، رئيس جهاز الخدمة السرية، عبرت عن استيائها، وقالت إن الحملة اضطرت مؤخرًا إلى إلغاء فعالية في اللحظة الأخيرة بسبب نقص الموظفين من جهاز الخدمة السرية.
وقالت وايلز إن حملة ترمب تواجه عقبات في تخطيطها بسبب التهديدات، وتتوقع عقد المزيد من الفعاليات في الأسابيع الأخيرة من الحملة، وكتبت أيضًا أن الحكومة الأميركية لم تتمكن من تقديم ما تعتبره الحملة خطة شاملة بما يكفي لحماية ترمب.
وكتب النائب مايكل والتز «جمهوري من فلوريدا»، وهو حليف لترمب، رسالة إلى جهاز الخدمة السرية يطلب فيها طائرات عسكرية أو حماية إضافية لطائرة ترمب الخاصة، وفقًا لنسخة من الرسالة التي استعرضتها واشنطن بوست.
أعلى مستويات الحماية
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن المتحدث باسم جهاز الخدمة السرية أنتوني جوجليلمي، قوله إن «وزارة الدفاع تقدم بانتظام المساعدة لحماية الرئيس السابق، بما في ذلك التخلص من الذخائر المتفجرة، ووحدات الكلاب البوليسية، والنقل الجوي».
أما صحيفة نيويورك تايمز، فقد نقلت عن أحد الأشخاص الذين خدموا في مناصب عليا بالرئاسة الأميركية، قوله «إن طلبات الحملة لمزيد من الأمن شملت أصولا عسكرية متطورة وسرية تستخدم فقط للرؤساء الحاليين؛ ووضع زجاج مضاد للرصاص في الولايات الرئيسة التي من المقرر أن يجري فيها حملته بشكل متكرر؛ وتوسيع القيود المؤقتة على الطيران فوق مساكن ترمب ومواقع حملته».
وأضاف: «في الواقع، يسعى فريق ترمب إلى حمايته بنفس المستوى الذي يحظى به الرئيس بايدن».
وعقب قائلا: «سيكون أمرا استثنائيا أن توافق الخدمة السرية على مثل هذا الطلب».
وقال مسؤولون أميركيون سابقون إنهم لا يعلمون شيئا عن حصول أي مرشح رئاسي على طائرة عسكرية.
اغتيال ترمب
تعرض الرئيس الأميركي السابق لمحاولتي اغتيال، ولم يستبعد مكتب التحقيقات الفيدرالي إمكانية وجود صلة لهما بإيران.
وأشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن معلومات استخباراتية أفادت بأن قادة إيران يسعون للانتقام من المسؤولين الأميركيين بما في ذلك ترمب الذي يحملونه مسؤولية الضربة التي قتلت اللواء الإيراني قاسم سليماني في عام 2020، لكن قدرة إيران على الضرب داخل الولايات المتحدة محدودة، وفقًا لأشخاص مطلعين على المعلومات الاستخباراتية.
وقد سأل ترمب مستشاري حملته ومسؤولي الحكومة الأميركية مرارًا وتكرارًا عما إذا كانت إيران وراء المسلحين اللذين حاولا اغتياله بشكل منفصل في 13 يوليو/ تموز في بتلر بولاية بنسلفانيا، وفي 15 سبتمبر/ أيلول في ملعب ترمب للغولف في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، وفقًا لأشخاص مطلعين على الإحاطة، وقد أصبح العديد من مستشاري ترمب مقتنعين – حتى دون أدلة – بأن إيران كانت وراء التهديدات السابقة.
وكانت زيارة ترمب في أواخر سبتمبر/ أيلول لحضور مباراة كرة قدم جامعية في توسكالوسا بولاية ألاباما، بمنزلة الحماية الكبرى التي حظي بها منذ ترك منصبه، حيث تم نشر زجاج مقاوم للرصاص و150 جهازًا لكشف المعادن في الملعب، وفقًا لواشنطن بوست.
وفي الوقت نفسه، يلاحظ المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية نورمان رول أن «إيران تواجه تحديًا يتمثل في افتقارها إلى وجود واسع النطاق في الولايات المتحدة، فضلًا عن خضوعها للتدقيق المكثف من جانب أجهزة إنفاذ القانون والاستخبارات الأميركية وشركائها الأجانب».
وأضاف أن الإيرانيين، بسبب عدم قدرتهم على إدخال عناصرهم بسهولة إلى الولايات المتحدة، اضطروا إلى اللجوء إلى «مواطني دول ثالثة ومجرمين» لمحاولة تنفيذ عمليات اغتيال.
ووجه بايدن مجلس الأمن القومي بتحذير الحكومة الإيرانية بضرورة التوقف عن التآمر ضد ترمب والمسؤولين الأميركيين السابقين، مضيفا أن الولايات المتحدة ستنظر إلى أي محاولات لاغتيال ترمب على أنها عمل من أعمال الحرب.