هذا أنا (حصري ـ الجديد نيوز)
أنا كاتب يمتطي صهوات الحروف، لأن جل المطايا حرونة..أسافر في بطون الكتب، وأتوارى بين غياهب الأخيلة مفتشا عن فكرة بِكْر لم تدنسها العقول القاصرة.
أنا محم ولد الطيب، منحدر من منطقة الوسط أو البرزخ كما يحلو للبعض تسميته، هنالك تعلمت أول حرف قبل أن أختم مسيرتي الدراسية بحصولي على الماجستير في الفلسفة من جامعة نواكشوط؛ الفلسفة التي أعمل حاليا مدرسا لها اجتذبتني ذات يوم عنوة، قبل أن يزاحمها الأدب في تشكيل شخصيتي.
لدي عات كثيرة فرضت نفسها، وأخرى فرضها الواقع، إلا أن الكتابة والقراءة في مقدمتها..من عاداتي في القراءة المزاوجة بين كتابين، فلا تحلو لي القراءة إلا على هذا النمط..وعليه فإن آخر كتابين قرأتهما: العقد الاجتماعي لجان جاك روسو ورواية ساق البامبو.
قصتي مع القراءة وإن لم تكن ضاربة في القدم، إلا أنني أفخر لكوني من مهدت لها بنفسي من خلال تأسيس مكتبة خاصة من ريع ما كنت أتقاضاه من مهنة التدريس في التعليم الخاص أيام البطالة المقنعة، وقد توسعت بعد اكتتابي في الوظيفة العامة، وهي الآن بمدينة (مقطع لحجار) تلك المدينة التي أعشقها حدّ الجنون، وأعتبرها هِبَة السّد كما كانت مصر هبة النيل..لم أتعرض في حياتي لصدمات بالمعنى الحقيقي للصدمة، بقدر ما هي خيبات أشكل منها جسرا أعبر عليه لما هو أفضل لاحقا..وجبة المفضلة (هاكو) رغم ندرتها وموسميتها وصعوبة إعدادها..أكره بطبعي الكذب والمجاملات على حساب مصلحتي والنفاق والمدائح المجانية، كما أضيق ذرعا بصعوبة فهم كل من أتفانى في الشرح له، لكنني أحب النقاش الخلاق وأعشق التأمل..تأخذني آلة "الآردين" حين تداعب أوتارها أنامل فنانة متمرسة، مثلما تأسرني "النيفارة" برقتها وشجيّ أنغامها.
أحب ذاتي ومتصالح معها، لست غضوبا، لكنّ كلّ تعامل معي من خلال سفاسف الأمور وتوافهها قد يخرجني عن الطوق.