تصف نفسها بأنها ابنة التلفزيون الرسمي وقد كانت من أوائل من ساهموا في تأسيسه؛
شُغِفت بفن السمعيات البصرية فحققت طموحها في التميز؛
صبرت وثابرت وتلقت تكوينات مكثفة في فرنسا في زمن كان الرجل وحيدا في ميدان الإعلام ببلادنا؛
لمع اسمها على شاشة التلفزة الرسمية لثلاث عقود، كانت تُلبِس الإنتاج ثوب الصورة وغُلالتها البراقة، ليكون عملا جذابا يأسر المتابعين للصندوق السحري مطلع الثمانينيات وحتى قبل أيام قليلة.
نصُّ المقابلة:
الجديد نيوز: تسلمت منذ أيام إشعار تقاعدك من العمل في التلفزة الموريتانية؛ كيف تصفين شعورك في تلك اللحظات الخالدة ؟
في البداية أشكركم على الاهتمام؛ كما ورد في سؤالكم تسلمت قبل أسبوعين رسالة تقاعدي من العمل في التلفزة الموريتانية، ولا يمكنني وصف شعوري؛ أشكر المولى وأحمده فقد منّ على بالصحة والعافية ومد في عمري حتى وصلت إلى خط النهاية في مسيرتي العملية.
سجدت شكرا لأنعم الله على مسيرتي التي كانت مضيئة ومكللة بالنجاحات.
الجديد نيوز: خطفك تخصص الإخراج التلفزيوني من الإطلالة على الشاشة؛ بحسب رأيك ماهي الأسباب؟
نظرا لشغفي بهذا التخصص فقد وجدته جديرا بالاهتمام والتفرغ له، ومحاولة التطوير الدائم والاستفادة من خبرات الآخرين، وقد كان الأمر يتطلب جهدا مضاعفا لاسيما في البدايات حيث كانت المعارف والمعلومات في هذا التخصص شحيحة ونادرة.
ولئن كان الإخراج ـ كما قلتم ـ قد خطفني من السمعي البصري فإن العلاقة بينها تظل وطيدة.
الجديد نيوز: تعتبرين من المؤسسين للتلفزيون الوطني ماهي حكاية التأسيس ودورك فيها ؟
صحيح أنا ابنة التلفزة الموريتانية؛ وتشكلت ملامحي الأولى في استديوهاتها، وقد ساعدني عملي كمخرجة في امتلاك ناصية القيادة التي منحتني القدرة على إنجاز الكثير مما كنت أحلم به.
وقد قدمت لها الكثير من الأفكار والرؤى التي ساهمت في التطوير والتغيير.
الجديد نيوز: الإخراج مهنة صعبة تحتاج فريقا متكاملا من المنتجين والمصورين وأصحاب الإضاءة والصوت؛ مع لمسات فنية راقية للمخرج كيف كانت البدايات في التلفزيون ؟
كانت البدايات صعبة فقد كان التلفزيون حينها تجربة جديدة على المجتمع، ولا نتوفر إلا على بعض التجهيزات البسيطة والمتواضعة.. أعتقد أن النساء هن الأقدر على إيصال الفكرة في البرامج اللائي يشتغلن عليها لو امتلكن أدوات عملهن بشكل سليم.
الإخراج رؤية ومن يمتلكها يستطيع أن يوصل كل ما يريده للمشاهد بأبسط التقنيات.
أشرفت على إخراج العديد من البرامج التي كان المشاهدون ينتظرونها بفارغ الصبر وأذكر من تلك البرامج: كلمات وأنغام والعيادة الطبية والصفحة الأخيرة...
الجديد نيوز: عملت مع جيل الرواد في التلفزيون ماهي أبرز الأسماء مع بعض الذكريات ؟
عملت مع جيل من الرواد من صحفيين ومخرجين لامعين، كانوا يتحلون بالأخلاق الفاضلة والحس الوطني، ويعطون النموذج الأفضل على لحمة شعبنا وتماسك مكوناته، أذكر من هؤلاء الرواد: محمد فال ولد باهنين، إبّ ولد كابر، خاليلو جاكيتي، أحمد سالم ولد ديدة ركي سي والشيخ ولد حبيّب..وقد توزعنا في التكوين على بلدين هما: العراق الذي ذهبت إليهم بعثة أذكر منها: الشيخ ولد حبيّب وأحمد ولد ميلود وأحمد سالم ولد ديدة، أما أنا وراكي سي وإبّ ولد كابر ودينا واشريف الطاهر وعالي بوشارب واكنين ولد أحمد والمرحوم أحمد محمد فال فقد تدربنا في فرنسا، أما بخصوص الذكريات فإنها كثيرة ويضيق المقام عن ذكرها بعضها مازلت أذكره وكثير منها تبخر من الذاكرة.
الجديد نيوز: يقال إن الجمال وحده لايكفي المرأة للتقديم التلفزيوني؛ ما رأيك؟
مقولة صحيحة؛ فلا بد مع الجمال من الجدّ والمثابرة والشغف والدربة الدائمة، وتجاوز الكبوات للوصول إلى الطموح خاصة في البرامج التي تكون على الهواء مباشرة.
الجمال في التلفزيون لاشك أنه مطلوب ولكنه يحتاج إلى زاد معرفي يجعل صاحبته أكثر جاذبية.
الجديد نيوز: المخرج يتعامل مع الكثير من المصاعب في عمله في إدارة فريقه؛ ماهي أبرزها برأيك؟
من أبرز تلك الصعوبات أمام المخرج: عدم انسجام الفريق الذي يعمل معه، وضبابية الرؤية في طريقة تحويل النصوص إلى صورة جذابة، وكذلك عدم وجود منتج يفهم دلالات الصورة وفنون العمل التلفزيوني إضافة إلى الصعوبات الفنية الطارئة.
الجديد نيوز: الإخراج مرتبط بفنون السميعيات البصرية وقريب من مهن السينما ماهي نصائحك لمن يود ان يتخصص فيه ؟.
المخرج في السينما يتقاطع في كثير من الأحيان مع المخرج التلفزيوني
النصائح التي أوجهها للذين يريدون التخصص في هذا المجال ، فأولها الشغف بالمهنة فالشخص الذي يحب عمله دائما ما يبدع فيه ويعمل فيه بتفان وإخلاص .
وهذا التخصص مطلوب اليوم في سوق العمل فقد تم تحرير الفضاء السمعي البصري وانتشرت القنوات الفضائية كثرت المنصات والمواقع التي تحتاج للمتخصصين في هذا المجال.