مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية على لبنان، تواصلت الغارات على مناطق متفرقة، مخلفة أعدادا متزايدة من الضحايا المدنيين وخسائر مادية جسيمة.
واستشهد أكثر من 50 شخصا، اليوم السبت، بضربات إسرائيلية في لبنان، خصوصا في بيروت، وفق وزارة الصحة اللبنانية، فيما شدّد وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس على مواصلة «التحرك بحزم» ضد حزب الله.
وطالت الاعتداءات الإسرائيلية مدنا وقرى لبنانية، وأسفرت عن سقوط شهداء وجرحى، وسط استهداف مباشر للأحياء السكنية والبنية التحتية، وحتى الفرق الإسعافية.
وأفاد مراسلنا بأن الطيران الحربي الإسرائيلي خرق جدار الصوت في أجواء عدة مناطق لبنانية.
استهدافات في البقاع وصور
في البقاع شرقي لبنان، أعلنت وزارة الصحة أن الغارات أدت إلى استشهاد 24 شخصًا وإصابة 45 آخرين.
والبقاع منطقة واسعة تمتد بين سلسلتي جبال لبنان الشرقية والغربية، وتتميز بموقعها الاستراتيجي على الحدود مع سوريا. كما تُعد إحدى المناطق ذات الأهمية الإستراتيجية لحزب الله.
وفي مدينة صور، أسفرت غارة إسرائيلية عن سقوط 5 شهداء و19 جريحًا كما أصيب 6 أشخاص في غارة على بلدة باتوليه بقضاء صور جنوبي لبنان.
كما شهد قضاء صور، وتحديدا في بلدة عين بعال، استشهاد شخصين وإصابة آخر بجروح خطيرة جراء غارة إسرائيلية.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بأن مسيّرة إسرائيلية استهدفت فريقًا إسعافيًا تابعًا لجمعية الهيئة الصحية الإسلامية أثناء توجهه إلى بلدة عين بعال لأداء مهامه الإنقاذية، ما أدى إلى استشهاد اثنين من المسعفين وإصابة 4 آخرين.
كما أوضحت الصحة اللبنانية أن الفريق الإسعافي الثاني الذي هرع لإنقاذ المصابين من الفريق الأول تعرض هو الآخر لاستهداف من قبل مسيّرة إسرائيلية، ما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا.
تقع مدينة صور على بعد نحو 80 كيلومترًا جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت. وتشتهر المدينة بموقعها الأثري المدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
شهداء في بعلبك
وفي منطقة بوداي، أشار مركز عمليات الطوارئ إلى أن غارة إسرائيلية أوقعت 5 شهداء و5 جرحى، بينهم اثنان في حالة حرجة.
تقع منطقة بوداي في قضاء بعلبك، غرب نهر الليطاني وعلى سفوح جبل لبنان، وتطل على سهل البقاع وتواجه مدينة بعلبك من الجهة الشرقية، التي تعد من المناطق المدرجة على قائمة التراث العالمي.
واستشهد 13 شخصًا في قرى قرب مدينة بعلبك جراء غارات جوية، كما استهدفت أولى الضربات منطقة شمسطار وأسفرت عن استشهاد 8 أشخاص، بينهم أربعة أطفال، وإصابة 9 آخرين.
واستهدفت غارة إسرائيلية مساء السبت معبر القاع-جوسيه بين سوريا ولبنان، على ما أفاد وزير النقل اللبناني علي حمية فرانس برس، موضحا أن الغارة طاولت المكان نفسه الذي قصف مرتين سابقا.
وكان الجيش الإسرائيلي قصف في 4 أكتوبر/تشرين الأول كذلك منطقة المصنع الحدودية في شرق لبنان، ما أدى الى قطع المعبر الحدودي الرئيسي بين لبنان وسوريا، بعدما سلكه عشرات الآلاف من اللبنانيين واللاجئين السوريين هربا من الحرب.
وتقول إسرائيل إن ضرباتها للمعابر الحدودية تهدف إلى منع حزب الله من «نقل وسائل قتالية» من سوريا إلى لبنان.
غارة على بيروت
من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي استكمال موجة الهجمات الثالثة على الضاحية الجنوبية، مستهدفًا مواقع قال إنها تابعة لحزب الله.
ووفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، أدت غارة إسرائيلية على مبنى سكني في حي البسطة ببيروت إلى استشهاد 15 شخصًا وإصابة 63 آخرين.
وبحسب تقرير صادر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية، أسفرت غارات الاحتلال الإسرائيلي يوم الجمعة عن سقوط 25 شهيدًا و58 جريحًا.
وبلغت الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان حتى يوم أمس 3670 شهيدًا و15413 جريحًا.