لنحصن البلاد ضد التهافت والفساد

عبد الوهاب ولد أعمر/ محامي وخبير قضائي

إن ما نشاهده اليوم من أزمات دولية، وما لها من انعكاسات سلبية على مستوى الأوضاع الداخلية من جهة، وما يقوم به البعض من تصريحات لا تخدم المصلحة الوطنية، بل تشكك أحيانا في مدى أداء حكومتنا الحالية، لتلك الأسباب وغيرة مني على المصحة الوطنية، فإنني قد قررت القيام بواجبي في خدمة بلادنا الغالية، 
وذلك من خلال تبيان بعض الأمور الأساسية: 
أولا: إن الاهتمام بأمور المسلمين يعتبر من الواجبات التي تقع على عاتق الراعي 
والرعية، ويتضح ذلك  انطلاقا من مقتضيات النصوص الشرعية التالية: 
- حُقُوق الراعي 10 ومن أبرزها: (1)بذل الطَّاعَة لَهُ ظَاهرا وَبَاطنا، فِي كل مَا يَأْمر بِهِ أَو ينْهَى عَنهُ، إِلَّا أَن يكون مَعْصِيّة؛.(3)إيقاظه عِنْد غفلته، وإرشاده عِنْد هفوته. (4)تحذيره من عَدو يَقْصِدهُ بِسوء، وحاسد يرومه بأذى، أَو خارجي يخَاف عَلَيْهِ مِنْهُ. (5)إِعْلَامه بسيرة عماله الَّذين هُوَ مطَالب بهم، ومشغول الذِّمَّة بسببهم.  (7)رد الْقُلُوب النافرة عَنهُ إِلَيْهِ، وَجمع محبَّة النَّاس عَلَيْهِ؛ لما فِي ذَلِك من مصَالح الْأمة وانتظام أُمُور الْملَّة. 
وَإِذا وفت الرّعية بِهَذِهِ الْحُقُوق الْوَاجِبَة، وأحسنت الْقيام بمجامعها والمراعاة لموقعها، صفت الْقُلُوب، وأخلصت، وَاجْتمعت الْكَلِمَة وانتصرت. 
-وأما حقوق الرعية على السلطان فهي 10 ومن أبرزها:  (1)حماية بَيْضَة الْإِسْلَام والذب عَنْهَا، فَيقوم بجهاد الْمُشْركين وَدفع الْمُحَاربين والباغين.(2)حفظ الدّين على أُصُوله المقررة، وقواعده المحررة، ورد الْبدع، والمبتدعين. (3)إِقَامَة فرض الْجِهَاد بِنَفسِهِ، وبجيوشه. (4)إِقَامَة الْحُدُود الشَّرْعِيَّة على الشُّرُوط المرعية، صِيَانة لمحارم الله عَن التجريء عَلَيْهَا، ولحقوق الْعباد عَن التخطي إِلَيْهَا. ويسوّي فِي الْحُدُود بَين الْقوي والضعيف، والوضيع والشريف. (5)الْعدْل فِي سُلْطَانه، وسلوك موارده فِي جَمِيع شَأْنه. وَلذَلِك رُوِيَ فِي الحَدِيث: [عَدْلُ ساعةٍ خيرٌ مِن عِبادةِ سِتِّينَ سَنةً] . 
ثانيا: شمولية برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي يسعى جاهدا إلى تنفيذ تعهداته الانتخابية بصدق  وإخلاص وأخلاق مثالية.
ثالثا: كون معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي يتمتع بالكفاءة المهنية والأخلاق العالية، وقد عرف بالجد والتفاني في خدمة مصالح الوطن الحيوية، وهي خصال حميدة تستدعي منا جميعا دعمه في القيام بمهامه  المتمثلة في تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية، ولا يتأتى ذلك إلا بتحلي الجميع بالمسؤولية، وترسيخ الروح الوطنية، مع بالابتعاد عن التصريحات المثبطة للهمم العالية.
رابعا: كون الأوضاع الدولية الراهنة تتسم  بالحروب الكارثية، وهي كلها عوامل تهدد وجود الدول الضعيفة النامية، لا سيما بلادنا التي من الله عليها بمختلف الثروات: (المعدنية والبحرية والزراعية)،  مما جعلها محل أطماع الدول الصناعية، وبعض الدول المعادية، الشيء الذي يستوجب منا جميعا أن نكون كمثل البنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، حتى نوصل سفينة الوطن إلى بر الأمان، وتبقى بلادنا من أجمل وأعز الأوطان. 
خامسا: كون الخلافات السياسية وتباين وجهات النظر الشخصية يجب أن نضعها جانبا في مثل هذه الأوقات الاستثنائية، حتى لا يصبح وطننا فريسة سهلة الاصطياد، كما حدث في بعض الدول المتهاوية -مثل ليبيا وسوريا والسودان- التي تدمرت بسبب التقسيمات الطائفية والأطماع السياسة وغياب الروح الوطنية.
وباختصار، علينا جميعا أن نكون كما قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: [‌مثل ‌المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد. إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى].  

عبد الوهاب ولد أعمر
محام/ خبير قضائي
[email protected]