جيل تربية الإنترنت والهاتف "دون رقيب".
صباح أمس استيقظ سكان نواكشوط على خبر جريمة اغتصاب بشعة ارتكبها 3 شبان (فجر الخميس 28 نوفمبرالماضي)قيل إنهم قصر ... انتهزوا فرصة ظروف أسرة على حين غرة؛ الأب أقعده المرض والأخ في عمله بعيدا لسد خلة الأسرة والأم غائبة في مهمة عائلية .
ذئاب بشرية ارتكبت تلك الجريمة التي راحت ضحيتها شابة جامعية في أحد أحياء العاصمة نواكشوط .
إن شيوع مثل هذه الجرائم في السنوات الأخيرة يدل على وجود جيل ضائع تعلم فنون التلصص والإجرام من الشارع ووسائل الاتصال المرتبطة بالإنترنت .
إن على الدولة أن تساعد الأسرة والضحية خاصة، كما يجب أن تسن قانونا واضحا يحدد جريمة الاغتصاب، ويضع جزاء رادعا ضد مرتكبيها من جهة، و عليها معاقبة ذوي القصر الذين يتركونهم هائمين في الشوارع والأزقة يستعملون حبوب الهلوسة ويتعلمون الخبائث وأنواع الجرائم والإفساد من إعلام الانترنت الجوال بشقه الخبيث .
إن التنشئة الاجتماعية لا يمكن أن تظل مهملة وهو الواقع في مجتمعنا حيث أن مؤسساتها ضعفت وترهلت منذ زمن بعيد؛ "الأسرة" لم تعد تهتم بتربية النشـء وتعليمهم مبادئ الدين والأخلاق السليمة، والمدرسة ضاعت في زحمة عالم التجارة والتكسب ولم تعد تؤدي دورها في عملية الضبط الاجتماعي وتنئشة أفراد صالحين يشكلون مجتمعا ذي أخلاق سوية ويمارس الرقابة الاجتماعية العادية على أفراده .
إن غرس السلوك الحميد يتطلب تنئشة صالحة وسط محيط اجتماعي سليم وإبعاد كل المؤثرات السلبية من وسائل تواصل واتصال في جانبه السلبي ورفقاء السوء، واشغال الشباب بما يفيدهم وجعلهم دائما في دائرة الإنتاج والتعلم لإفراغ طاقتهم بما يخدمهم ويحفظهم ويحفظ الوطن وسائر أفراد المجتمع .
ختاما يقول علماء الاجتماع :" الإنسان بن بيئته " فلنختر هل نريد مجتمعا صالحا تتوفر له بيئة التعليم والتنشئة الصحيحة، أو مجتمعا من الجانحين والمجرمين وشذاذ الآفاق يتفنن في الجرائم والمنكرات التي تضج بها الإنترنت ضمن مفرزات القرية الكونية الواحدة في عالم العولمة الذي لا يرحم .