طالب اثنان من كبار المسؤولين اللبنانيين، الولايات المتحدة وفرنسا، بالضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار بعد عدة خروقات ارتكبها الاحتلال، وذلك حسبما نقلت وكالة رويترز عن مصدرين سياسيين لبنانيين، اليوم الثلاثاء.
وزادت هشاشة وضع وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين حزب الله والاحتلال بعد أقل من أسبوع على دخوله حيز التنفيذ.
وشنت إسرائيل هجمات على جنوب لبنان أسفرت عن سقوط شهداء وإطلاق حزب الله صواريخ على موقع عسكري إسرائيلي أمس الإثنين.
وقال المصدران إن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، تحدثا إلى مسؤولين في البيت الأبيض والرئاسة الفرنسية في وقت متأخر أمس وعبرا عن قلقهما بشأن وضع وقف إطلاق النار.
ضرورة التزام الطرفين
وقد تحدث وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر أمس وأكد ضرورة التزام الطرفين بوقف إطلاق النار.
من جانبه، قال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية للصحفيين أمس الإثنين إن اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال «ساريا»، مضيفاً أن الولايات المتحدة «كانت تتوقع حدوث انتهاكات».
وتأتي مطالب لبنان فيما هدد وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الثلاثاء، بأن قواته لن تفرق بين لبنان وحزب الله إذا انهار وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بوساطة أميركية.
وقال كاتس خلال زيارة تفقدية للحدود الشمالية «إذا انهار وقف إطلاق النار، فلن تكون هناك حصانة لدولة لبنان»، مضيفا «إذا استأنفنا الحرب، سنتحرك بقوة أكبر وسنتوغل أعمق» داخل لبنان.
كما حث وزير الجيش الحكومة اللبنانية على تفويض الجيش اللبناني للقيام بدوره، وإبعاد حزب الله عن الليطاني وتفكيك بنيته التحتية بالكامل.
شروط الاتفاق
ويلزم اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إسرائيل بوقف عمليتها العسكرية الهجومية في لبنان في حين يفرض على لبنان منع الجماعات المسلحة مثل حزب الله من شن هجمات على إسرائيل.
كما ينص الاتفاق على أن تنسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان خلال 60 يوما.
وتتولى لجنة مراقبة، برئاسة الولايات المتحدة، مسؤولية متابعة الهدنة والتحقق من التزام الطرفين بها والمساعدة في تطبيقها لكنها لم تبدأ العمل بعد
وحث برى أمس اللجنة المكلفة بمراقبة الهدنة على بدء عملها «بشكل عاجل»، قائلا إن بيروت سجلت حتى الآن ما لا يقل عن 54 خرقاً من جانب إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار.
كما اجتمع ميقاتي أمس الإثنين في بيروت مع الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، الذي سيرأس لجنة المراقبة، ودعا إلى ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية في أسرع وقت.
وقال مصدران مطلعان لرويترز إن الجنرال جيوم بونشين ممثل فرنسا في اللجنة سيصل إلى بيروت غدا الأربعاء وإن اللجنة ستعقد أول اجتماع لها يوم الخميس.
حاجة ملحة
وذكر أحد المصدرين لرويترز «هناك حاجة ملحة لبدء عمل اللجنة قبل فوات الأوان»، مشيرا إلى تكثيف إسرائيل التدريجي لهجماتها رغم الهدنة.
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن مبعوث واشنطن إلى لبنان، آموس هوكستين، أعرب لإسرائيل عن قلقه بشأن ضرباتها المستمرة في لبنان، وأبلغ تل أبيب بأنه يتعين عليها إفساح المجال لآلية مراقبة وقف إطلاق النار.
وأوضح المسؤولون أن إدارة الرئيس جو بايدن تشعر بالقلق من احتمال انهيار الاتفاق في لبنان.
يأتي ذلك فيما ذكرت السلطات اللبنانية إن ما لا يقل عن 12 شخصا استشهدوا في هجمات إسرائيلية أمس الاثنين، وهو اليوم الأشد دموية منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.وذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن من بين القتلى ستة أشخاص في بلدة حاريص الجنوبية وأربعة في بلدة طلوسة بالجنوب.