محسن أبو رمضان يكتب: ملاحظات أولية على ما حدث في سوريا

 

أعتقد أن ما حدث في سوريا لا ينسجم مع مفهوم الثورة بل يخدم مخططات معادية لها وللعرب.
وهنا أشير للمؤشرات التالية:
1- لم نجد دورا للمجموعات المسلحة في سوريا أثناء المذابح التي نفذتها دولة الاحتلال في غزة ولبنان.
2- هناك انهيار سريع للجيش وقوات النظام مما يشي بوجود تفاهمات إقليمية ودولية بخصوص ضرورة التخلص من حقبة الأسد.
3- لا توجد أية تصريحات من قادة الثورة ضد دولة الاحتلال أو تساند الشعب الفلسطيني ضد مجازر الاحتلال وأعمال الإبادة الجماعية.
4- باليوم الذي دخلت بة (المعارضة أو الثوار) دمشق.
قامت دولة الاحتلال بضرب منشآت عسكرية استراتيجية تابعة للجيش السوري وأعلن نتنياهو أن يوم سقوط النظام السوري يعتبر يوم تاريخي بوصفة الحلقة المركزية في محور مقاومة إسرائيل وأعلن عن احتلال قمة جبل الشيخ واحتل المنطقة العازلة بحجة عدم وجود الجيش السوري بها كما ألغي اتفاق الهدنة بالعام 1974، حيث لم ترد قوي (المعارضة أو الثورة) علي أي من الهجمات الإسرائيلية.
وبعد أن سقط النظام الذي مارس كل أشكال الاستبداد وقمع الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير فالخطورة تتركز علي مستقبل سوريا التي ستتوزع علي النفوذ التركي والنفوذ الأمريكي والنفوذ الإسرائيلي .
علما بأن ماحدث سيفتح شهية تركيا لتجديد مشروع السلطنة العثمانية التي طالما حلمت بة وحاولت العمل علي تنفيذة منذ أحداث ماعرف بـ(الربيع العربي).
كما ربما ستتنازعها أي سوريا الجديدة الصراعات المذهبية والطائفية.
أعتقد أن روسيا غير مكترثة لوجودها أو حتي لقاعدتها العسكرية في روسيا وهي ترغب بمقايضة سوريا ومعه الشرق الأوسط لصالح النفوذ الأمريكي والإسرائيلي مقابل إنهاء الحرب في أوكرانيا والتسليم بالوقائع التي فرضتها روسيا هناك.
ولا شك أن الخاسر الأكبر مما حدث هو إيران ومشروعها بالمنطقة.
وأري أن إسرائيل ستحاول توسيع حصتها في سوريا وتاجيج الصراعات الطائفية بها علي طريق استنزافها مع محاولة الانتقال لضرب القوي المقاومة والمدعومة من إيران بالعراق وجميعنا يتذكر تهديدات نتياهو ضد هذه القوي.
يهدف نتنياهو من وراء ذلك الي إضعاف المحور الإيراني أو مايسمى بالهلال الشيعي وصولا لمحاصرة إيران إقليميا وفرض شروط عليها داخل نطاقها الجغرافي فقط.
وعلية فما حدث يعتبر في مصلحة المشاريع المعادية للعرب وفي سياق فكرة التفتيت والتجزئة المرتبطة بالشرق الأوسط الجديد.