لم يقطع خشوع المصلين بعد صلاة الجمعة مع إمام يطيل الخشوع في الجامع إلا شيخ ستيني يرتدي أسمالا بالية ويتكئ على عصا من شدة الضعف والإرهاق .. حيا الشيخ جموع المصلين معتذرا عن مد اليد إليهم في لحظة إخبات وأقسم أيمانا مغلظة .. وضعيتي مزرية . .فقد تعرضت لحادث أدي لعجز بدني في جسمي يصعب على المشي وأستند على عصاي هذه ... أم أولادي توفيت منذ مدة .. وقد خضعت - أيضا - لعملية جرايحة زادت من معاناته..
ولتأكيد حجته أعطى عنوان إقامته القصية في ضواحي العاصمة ورقم هاتف الطبيب الذي أجرى له العملية الجراحية واسم علاّمة شهير قال إنه يشهد على وضعيته المأساوية ..
كان وجهه المكفهر الشاحب وعيونه الزائغة واسماله البالية وصوته المختنق بعبرة الأسى والحزن شهودا كافين على واقع المرارة الذي يعيشه، وقد أكد أن أولاده في مسغبة منذ أسبوع..
في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان متكئا على جنبه وأقسم مرتين ثم اعتدل جالسا وأقسم الثالثة "والله لايؤمن والله لا يؤمن والله لايؤمن من بات شبعانا وجاره جائع وهو يعلم بذلك".
وفي الحديث أيضا "اللهم من ولي من امتى شيئا فشق عليهم فاشقق عليه "
أين نحن؟ "الجمهورية الإسلامية " يجب أن لا تكون شعارا بل يجب أن يتحقق فيها العدل والتكافل وإعانة الضعيف ومدِّ يد على العون لمن نابهم غدر الزمان .
إن على الجهات المعنية بالدولة أن ترصد مبالغ مالية لإعالة مثل هؤلاء والتخفيف عنهم والقيام بحملات للبحث عنهم والتأكد من وضعياتهم وإعانتهم والتخفيف عنهم خاصة ونحن الآن في عز الشتاء حيث البرد القارس والحاجة ملحة للكساء والطعام والمأوى .