حفلات الزفاف الأسطوري الباذخ التي تقام في بعض الأسر بمناطق البلاد وتبث أدق تفاصيلها الموغلة في سيطرة الجانب المادي عبر الهواتف الذكية أصبحت أمرا ملفتا للانتباه.
لاجدال في أن الشريعة الاسلامية فتحت باب المكارمة في الأمورالاجتماعية وتركت الكثير من الأبواب فيها مشرعة لتمارس حسب العادات؛ لكن بالمقابل حرمت التبذير وذمته ووصفت أصحابه بما جاء في الآية لكريمة "إن المبذرين كانو ا إخوان الشياطين".
ومن المؤسف أن "الميثاق الغليظ" اختلط لدى البعض هنا بالتجارة، فمانشاهده اليوم من مباهاة في المهور والزينة والولائم والحفلات الفنية المكلفة المرافقة ونشر وبث لكل تفاصيل الزواج من صداق وزينة وغيره خارج عن مألوف العادات الموريتانية الأصيلة حيث كانت الأسر تحيط كل تلك الأمور بالسرية التامة.
لم يكن يشهر سوى إعلان الزواج بالدفوف، وتكون حفلته عادية لااختلاط فيها ولابذخ مما عمت به البلوى اليوم.
إن من سلبيات تلك الحفلات الباذخة؛ هو جعل الزواج أكثر صعوبة حيث يريد المجتمع إحاطته بتلك الأبهة المادية الملكفة التي تحيل للمظاهر الزائفة والمصطنعة.
وأصبحت أسر كثيرة تفضل عنوسة الفتاة انتظارا لفارس الأحلام "لمشعشع" الذي قد يطول انتظاره مما يضيع الفرصة على الفتاة التي يطاردها الزمن، وكان الأجدى والأحسن أن تزوج من كفء لها يمسكها بمعروف أو يسرحها بإحسان بدلا من تضييع الوقت وانتظار المجهول؟
مما تواتر "أبركُكُنّ أقلكنّ مهرا" وفي الحديث الشريف "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وإلا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".
ختاما: "الميثاق الغليظ" كما وصفه لله سبحانه أساسه المودة والرحمة، وليس المظاهر المادية الزائفة الآنية، فعلى المجتمع العودة للشريعة وتغليب المصلحة وهي الزواج بما تيسر وإعلاء قيم التفاهم والمصارحة والتعاون لبناء أسرة صالحة قابلة للاستمرار وليس صفقة إشهار وبيع تدوم لمدة قصيرة.