اغتيال مسعفي غزة.. هل يترك أثرا على مسار الحرب الإسرائيلية؟

 

وسط توقعات بوصول المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى المنطقة قريبا، ولقاء قد يعقد يوم الإثنين المقبل بين الرئيس دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تواصل تل أبيب عدوانها على قطاع غزة بذريعة الدفاع عن النفس.

ويذهب مراقبون إلى أن نتنياهو مدعوما بإدارة ترمب قد يلجأ الى سياسة التفاوض تحت النار لفرض إملاءات لا لتقديم تنازلات متبادلة مع حركة حماس.

فيما يصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر لتفعيل مسار المساعدات الإنسانية قبل أن يموت أهل غزة من الجوع بعد أن منعوا من الحصول حتى على رغيف الخبز.

كما تتواصل جهود الوسطاء على أمل إحياء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

سياسة عمياء

وصفت هبة القدسي، الكاتبة المختصة بالشؤون الأميركية، سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالعمياء، بسبب تغاضيها عن ارتكاب إسرائيل هجمات غير مبررة لقتل الفلسطينيين، وهو ما دفع بعض الديمقراطيين لمهاجمة إسرائيل لخرقها القانون الدولي.

وأضافت هبة القدسي خلال مشاركتها في برنامج مدار الغد أن الغضب من إسرائيل لا يزال موجودا داخل المجتمع الأميركي بسبب سياسات الرئيس دونالد ترمب في دعم نتنياهو وحكومته.

وكشفت صحيفة نيويورك تايمز عن جريمة إسرائيلية ضد الإنسانية ارتكبتها قوات الاحتلال في رفح، وكشفت الصحيفة عن مقطع مصور تم الحصول عليه من الهاتف النقال لأحد شهداء أطقم الإسعاف والدفاع المدني، يُظهر كيف قتلهم الاحتلال عمدا في حي تل السلطان برفح.

وكان الهلال الأحمر الفلسطيني قد أعلن العثور على جثامين أفراد من أطقم الإغاثة الذين انقطع الاتصال بهم في جنوب القطاع قبل نحو أسبوعين.

ورجحت هبة القدسي أن تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل لإنهاء العمليات العسكرية في قطاع غزة قبل زيارة الرئيس دونالد ترمب للسعودية.

ومن المقرر أن يزور الرئيس دونالد ترمب المملكة العربية السعودية في مايو/آيار المقبل.

واستكملت «الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في عدوانها على الفلسطينيين، ولا يهمها سوى الإفراج عن المحتجزين».

وتطرقت الكاتبة المختصة بالشؤون الأميركية إلى زيارة مبعوث ترمب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى المنطقة، الأسبوع المقبل.

وأوضحت أن ستيف ويتكوف سيلتقي، وزير الشؤون الإستراتيجية في إسرائيل، رون ديرمر قريبا، لبحث تمديد وقف إطلاق النار في غزة، أو إبرام صفقة تبادل، لا سيما وأن هناك مقترحا جديدا يتضمن الإفراج عن 11 محتجزا إسرائيليا بينهم أميركي.

ضوء أخضر

في المقابل، قال أستاذ العلوم السياسية، الحارث الحلالمة، إن مبعوث ترمب، ستيف ويتكوف، سيعود للشرق الأوسط، لإعطاء إسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذ مزيد من العمليات العسكرية في غزة.

وأضاف أن ويتكوف ربما سيعطي إسرائيل مهلة محددة لإنهاء عملياتها العسكرية في قطاع غزة، لا سيما وأنها تحرج الولايات المتحدة الأميركية امام العالم.

وتابع قائلًا «ويتكوف قد يزور القاهرة والدوحة وإذا وجد هناك تنازلات من حماس، قد يعود للولايات المتحدة، لينقلها للرئيس ترمب، واتخاذ ما يلزم من تحركات أميركية بخصوص صفقة التبادل».

 

كما أشار إلى أن ويتكوف ربما سيناقش مقترحًا جديدًا في قطاع غزة. كما تطرق أستاذ العلوم السياسية إلى القمة المصرية الأردنية الفرنسية في القاهرة.

وقال «الأردن ومصر لن يقبلا أبدا بتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وإسرائيل لم تجد أي دولة تستقبل الفلسطينيين».

تنديد دولي

خرجت ردود فعل عالمية غاضبة إزاء الكشف عن مقطع فيديو يوثق جريمة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أطقم الإسعاف في 23 مارس/آذار الماضي، حيث نقلت وسائل إعلام غربية تلك المشاهد بعد التحقق من موثوقيتها.

وألقت شبكة «إن بي سي» الأميركية الضوء، اليوم السبت، على المزاعم الإسرائيلية التي تقول إن جنود الاحتلال أطلقوا النار على «إرهابيين» في قافلة مركبات كانت تتقدم في الظلام، فقتلوهم.

وبعد أيام من غموض اكتنف مصير المسعفين، عثر مسؤولون من الهلال الأحمر الفلسطيني والأمم المتحدة على جثث المسعفين وعناصر الدفاع المدني الخمسة عشر مدفونين في مقبرة جماعية جنوب غزة، واتهموا القوات الإسرائيلية بقتلهم.

ولا يزال عامل آخر في عداد المفقودين.

ووصف جوناثان ويتال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة موقع العثور على الجثث بأنه «مقبرة جماعية»، قائلا إنه وضع عليه ضوء مصباح من سيارة إسعاف محطمة.

وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن ما لا يقل عن 1060 من العاملين في مجال الرعاية الصحية قتلوا خلال 18 شهرا من العدوان الإسرائيلي.

وقال سبعة من الدبلوماسيين والمدافعين عن الحقوق لرويترز، أمس الجمعة، إن الولايات المتحدة، التي تتهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالتحيز ضد إسرائيل، ركزت على إحباط اقتراح طرحته باكستان بشأن تفعيل الآلية الدولية المحايدة والمستقلة (آي.آي.آي.إم)، وهي أكثر تحقيقات الأمم المتحدة صرامة، للنظر في أفعال إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وحذرت رسالة بتاريخ 31 مارس/آذار أرسلها برايان ماست رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي وجيمس آر. ريش رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ من مغبة التصويت على اقتراح باكستان الذي كان سيفتح تحقيقا إضافيا بمزيد من الصلاحيات لجمع أدلة قد تستخدم في المحاكم الدولية.