يعيش لاعبون سابقون في منتخب الجزائر لكرة القدم فترة صعبة بسبب فشل انتقالهم لأندية جديدة منذ أشهر، رغم المجد الذي صنعوه مع أنديتهم خلال السنوات الماضية وحتى مع منتخب "الخُضر"، عقب مساهمتهم في فوزه بكأس أمم أفريقيا 2019 التي جرت في مصر، وقبلها التأهل للدور الثاني من كأس العالم 2014 التي احتضنتها البرازيل، وهي آخر مشاركة مونديالية لمنتخب "محاربي الصحراء" بعد الفشل في التأهل لنسختي 2018 في روسيا ثم 2022 في قطر.
ويُعد سفيان فيغولي (35 عاماً) أحد أبرز اللاعبين الجزائريين الذين يُعانون من البطالة منذ فترة ليست بالقصيرة، وتحديداً بعد نهاية عقده مع فريق قارة غمرك التركي صيف العام الماضي (2024)، إذ فشل منذ ذلك الحين في الاتفاق مع ناد آخر، رغم أنه، ومثلما كشفه "العربي الجديد" في وقت سابق، تفاوض مع أندية جزائرية مثل شبيبة القبائل وشباب بلوزداد، لكن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود لأسباب مالية، في حين يبدو أن تاريخ فيغولي الكروي لم يشفع له في الحصول على عقد مع أحد الفرق، بعد المسيرة البطولية مع فالنسيا الإسباني وغلطة سراي التركي، ومنتخب الجزائر، عندما ساهم في تأهله إلى الدور الثاني من كأس العالم 2014، وفوزه بكأس أمم أفريقيا 2019، كما كان محبوباً بشكل كبير عند الجماهير الجزائرية نظراً لروحه القتالية والجهود التي يبذلها دائماً فوق أرض الملعب.
ويعيش الوضعية نفسها كذلك الظهير الأيسر فوزي غلام (34 عاماً)، الذي كان بدوره أحد أحسن اللاعبين في العالم بمركزه في السنوات السابقة، وبالأخص خلال فترته مع نابولي، كما كان عنصراً بارزاً في تشكيلة منتخب بلاده في مونديال 2014، لكن الإصابات المتتالية التي تعرض لها عام 2017 مع نادي الجنوب الإيطالي أثرت في مشواره الكروي، وجعلته يخوض تجارب متواضعة بعد ذلك، على غرار مروره القصير بنادي أنجيه الفرنسي، ثم هتاي سبور التركي الذي لعب له آخر مرة شهر سبتمبر/أيلول 2024، أما حالياً فقد أصبح يظهر من تارة إلى أخرى محللاً لمباريات الكالتشيو على قناة سكاي سبورت الإيطالية، في انتظار حصوله على عقد جديد مع أحد الأندية في الفترة المقبلة، طالما أنه لم يُعلن حتى اللحظة اعتزاله لعب كرة القدم.
وتشمل أزمة البطالة الكروية كذلك الظهير الأيمن مهدي زفان (32 عاماً)، الذي كان أحد المساهمين في تتويج منتخب الجزائر بلقبه القاري عام 2019 وبأداء نال استحسان الجماهير الجزائرية، لكن مستواه تراجع بشكل كبير وأدى إلى عزوف الأندية عن التعاقد معه منذ أن أصبح دون نادٍ صيف العام الماضي، إذ كان نادي كليرمون فوت الفرنسي آخر تجاربه الكروية، كما سبق لهذا اللاعب تقمص ألوان أندية أخرى معروفة في فرنسا مثل ليون ورين، إضافة إلى مروره بنادي سامارا الروسي ومالطيا سبور التركي، في وقت جرى الحديث عن اقترابه من أحد الأندية الجزائرية، لكن ذلك لم يُترجم على أرض الواقع.
وهناك لاعبون آخرون سبق لهم أن مثلوا منتخب الجزائر في مباريات قليلة، لكنهم دون عقود حالياً، على غرار مهدي زرقان (25 عاماً) الذي سبق له اللعب لعدد من الأندية الفرنسية مثل بوردو ونيم، كما لعب لنادي مولودية الجزائر عام 2023 وهي آخر تجربة له بمشواره لحد الآن، مثلما هو حال الظهير الأيسر يانيس حماش (25 عاماً) الذي أثار جدلاً بعد مروره بنادي مولودية وهران بسبب الراتب الكبير الذي حصل عليه من هذا الفريق دون أن يلعب أي دقيقة منذ قدومه الصيف الماضي.
كما يواصل المهاجم السابق لمنتخب "الخُضر" بلال عمراني (31 عاماً)، رحلة البحث عن فريق جديد بعدما لعب لأندية أولمبيك مرسيليا وكلوج الروماني وغيرها من الفرق. والأمر نفسه بالنسبة للمدافع ماكسيم رحو سابانو (30 عاماً)، الذي كان يتوقع له كثيرون أن يكون أحد صمامات الأمان لدفاع منتخب الجزائر، لكن ذلك لم يحدث بالنظر إلى مشواره المتواضع، وفشله في التوقيع مع أحد الفرق حتى الآن.