التعليم وسوق العمل.. الهوة السحيقة ــ رأي الجديد نيوز

هوة سحيقة ... تزداد مع مرور الأيام.. 
التعليم الجيّد هو السبيل الوحيد البناء الدول ورقيها.. 
اختلاط التعليم بالسياسة والتجارة يفسد مفعوله.. 
الإصلاحات التربوية العشوائية أنهكت التلعيم بالبلد..

 

في موريتانيا تبرز مشكلة عدم التوافق بين مخرجات التعليم بمختلف الاختصاصات ومتطلبات سوق العمل.

من أهم أسباب ذلك :

ــ سيطرة أصحاب شهادات العلوم الإنسانية على إدارة الدولة في العقود الأولى من نشأتها؛

 
ــ غياب التعليم الفني والتقني نظرا لضعف الوسائل، ونقص المدرسين والمؤهلين؛


ــ الإصلاحات العشوائية للتعليم، والتي كانت جُلّها لأغراض سياسية لا تخدم العملية التربوية؛

 
ــ الطلب المتزايد على الأيدي العاملة ذات المهارات العالية، مع إهمال جانب التحصيل الدراسي؛


ــ البيئة الطاردة للحاصلين على الشهادات، حيث لايجدون فرص عمل مع أن غيرهم يدخلون سوق العمل بطرق ملتوية؛

 

إن عدم التوافق بين متطلبات سوق العمل، وحاملي الشهادات الجامعية الطالبين للعمل،  يعود إلى الطبيعة الهيكلية لسوق العمل، إذ أن معظم مشاريع القطاع الخاص تغلب عليها "الصفة العائلية" وبالتالي فهم يعتمدون على المعارف والأقار،  بغض النظر عن التحصيل الدراسي والعلمي ومدى مواءمة العمل للاختصاص.

 

فضلاً عن ذلك؛ فإن أغلب الاختصاصات التي هي نتاج التعليم لا تتماشى ومتطلبات سوق العمل، حيث يتم تصدر الجامعات مئات الخريجين سنويا في اختصاصات غالبيتها لاعلاقة لها بسوق الشغل، وهو مايساهم في رفع نسبة البطالة بشكل تلقائي.

 

إن الفجوة بين سوق الشغل والتعليم في موريتانيا، تتسع يوما بعد آخر ويبدو أن السلطات المعنية  لا تفكير لحد الآن على الأقل في رتقها .

 

ختاما : إصلاح المنظومة التربوية الوطنية يجب أن يبدأ بمواءمة تكوينها مع سوق الشغل، وهو مايمكن من ضرب عصفورين بحجر واحد : تسهيل الولوج لسوق العمل بسهولة من جهة، والحدّ من َنسب البطالة المرتفعة من جهة أخرى .

كلمة الجديد .. زاوية يومية يكتبها "تحرير الموقع"